الدار البيضاء - جميلة عمر
شهدت سنة 2015 تجاوبًا كبيرًا من قِبل المواطنين، مع مجريات الحياة السياسية، حيث إنه ومنذ وصول حزب الإسلامي للحكومة، صار أعضاء هذه الحكومة من وزراء وبرلمانيين وساسة، حديث الشارع، واشتعلت معه مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بل شكل بعضهم مادة فكاهية لأسابيع، في حين لقي بعضهم ما فاق حد السخرية والتهكم، للهجوم والمطالبات بالاستقالة، وشملت هذه السخرية كلا من الوزير العاشق ووزير تسريح العمال والداودي مُبيح الهراوة لتفرقة المعتصمين.
ولقي الوزير السابق، المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، لحبيب الشوباني، حصته من التوبيخ احيانا والسخرية أحيانا أخرى، بسبب ما راج عن علاقته السرية مع الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي سمية بنخلدون، المرأة المطلقة والرجل المتزوج.
ليتحول هذا الحب إلى مادة تلوكها فم المعارضين، وهناك من وصفهما بغزوة "الإفك" تشبهًا بالأنبياء؛ فإن المغاربة على الإنترنت مضوا أشواطا طويلة في التعليق على الواقعة.
وباعتبارها امراة، كان الحمل الأشد ثقلًا على عاتقها، فبعد اتهامها بالانفلات والتصابي وسرقة الرجال، اضُطرت الاخيرة لمواجهة قرار الانسحاب من التشكيلة الحكومية، من أجل التكفير عن الضربة التي وجهتها لحزبها. وتأذى كثيرون من شيوع خبر علاقتها الغرامية بالشوباني، فأولادها وحتى طليقها دخلوا على خط هذه الأخبار، وعبروا عن استيائهم وتأذيهم النفسي منها. فهل تنعم سمية بحياة هادئة رغم الابتعاد المتعمد عن دائرة الضوء؟
وتألق صاحب التصريحات المثير كعادته، هذه السنة، بتصريحات عدة مثيرة ولاذعة، لعل أبرزها إلى حدود الساعة هي تلك المتعلقة بالأمل الذي أعطاه للخريجين الجدد، بانتظار "الهراوة" أمام البرلمان. حيث لا أفق ولا رجاء في التمتع بحق التشغيل الذي تمنحه البشرية حول العالم لمواطنيها، وبدل أن يخجل الوزير ويعتذر عن قصور حكومته وقطاعه في حل هذه الأزمة، تباهى بالخروقات ضد الإنسانية التي يشهدها المغرب، بانتهاج العنف ضد الطلبة الخريجين.
واستفز الوزير اليساري مشاعر المغاربة بطريقة غير مسبوقة، إنه وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية عبد السلام الصديقي، قال بلسانه في حوار صحافي إنه يشجع على تسريح العمال، إشارة إلى أن المغاربة "غنم ترعى"، كلمة قوية مرت بكل بساطة دون أي محاسبة، ولم يبدر من الأخير سوى اعتذار هزيل عبر فيه عن سوء فهم فحوى معاني كلامه، التي لم يرد بها سوى القول "رعاية أبناء الوطن".
ونأتي إلى الحلقة الأخيرة في مسلسل سخافات هذه السنة، والتي كانت بطلتها الوزرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة حكيمة الحيطي، التي كانت تتكلم مباشرة على قناة "ميدي 1" وهي تحمل مجوهرات تفوق قيمتها 460 ألف درهم، وكانت تتحدث عن الطبقة الفقيرة ، وعلى حقوق شعب يعيش بالخبز والزيت، ولم تكن تدري أنها كانت تستفزهم بمجوهراتها الثمينة.
ولم تقف سخريتها عند هذا الحد بل صرحت على أنها تعمل 22 ساعة في اليوم، وهو الشيء الذي لم يثر دهشة المغاربة فقط، بل تعداهم للمواقع الاميركية والعربية والأسترالية، التي تساءلت كيف لإنسان أن يعمل 22 ساعة؟ فمتى تنام. ومتى تأكل. ومتى تستحم؟ ومتى تجالس أسرتها؟ الوزيرة حتمًا حطمت اليابانيين جميعًا، بأن عملت ضعف ساعات عملهم، لكن أين النتيجة؟