باريس - مارينا منصف
اتهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تنظيم "داعش" المتطرف بتدبير أسوء الهجمات في فرنسا منذ أكثر من 70 عامًا، معلنًا إصدار قانون الحرب، وتعهد بضرب التنظيم بلا رحمة في الغارات الجوية التي تشترك فيها باريس ضمن التحالف الدولي، كما فُرضت حالة من التأمين الكامل في فرنسا، السبت، بعد قيام 8 مسلحين يرتدون سترات انتحارية ويحملون عنفًا غير مسبوق في شوارع باريس بارتكاب أكثر الهجمات دموية في أوروبا منذ تفجيرات قطارات مدريد العام 2004.
هذا ودشن أسر وأصدقاء ضحايا التفجيرات المتطرفة التي وقعت في باريس، الجمعة الماضية، هاشتاغًا عبر موقع "تويتر" تحت عنوان RechercheParis، وصفحة عبر موقع "فيسبوك"؛ لتبادل صور المفقودين إلى جانب بعض النداءات البائسة لمعرفة أيّة أخبار خاصة بالضحايا والمفقودين.
وفقد الكثير من الأشخاص ممن حضورا حفلًا موسيقيًّا في قاعة " باتاكلان"، الجمعة الماضية؛ حيث قُتل أكثر من 80 شخصًا، ومن بينهم "نيك الكسندر" الذي يعتقد أنه في الأصل من كولشستر في إسيكس، وأعلنت وزارة الخارجية أنها تتحقق من تقارير سقوط ضحايا بريطانيين.
وأصدرت فرقة Eagles Of Death Metal بيانًا عبر صفحتها على "فيسبوك" جاء فيه: مازلنا نحاول التأكد من أماكن وسلامة أفراد الفريق، وتعازينا لكل الأشخاص الذين تعرضوا لهذا الموقف المأساوي.
وكتبت الكثير من النداءات عبر "تويتر" و"فيسبوك" من قِبل أصدقاء وأقارب المفقودين للبحث عنهم، ومنهم سيفيرين كيميل (severinekimmel)، التي كتبت: أنا يائسة دون معرفة أيّة أخبار عن صديقتي غايل في باتاكلانن هل شاهدها أحد؟".
وكتبت زوي نجوى عبر "فيسبوك": ما زال لا يوجد أخبار عن صديقنا هوجو ساراد الذي كان في باتاكلان الليلة الماضية.. هل رآه أحد؟
وامتلأت المستشفيات بالحالات الحرجة جراء الحادث، وطالب أحد الأطبار العاملين في المجال الطبي بتقديم المساعدة في عدد من المواقع في باريس وسط تقارير بإصابة ما لا يقل عن 180 شخصًا بجروح.
وغرّد الأطباء: قدم نفسك إلى أقرب مستشفى منك وقم بالمساعدة بما تستطيع، وإذا لم يكن هناك حاجة في المستشفى المحلية فإن المستشفيت التالية في حاجة إلى أطباء وهى Bichat و Pitié Salpêtrière و HEGP, Lariboisière" .
وذكر هولاند في خطاب تلفزيوني: الهجمات التي ارتكبها الجيش المتطرف لتنظيم داعش ضد فرنسا هي هجمات ضد القيم التي ندافع عنها في كل مكان في العالم، وضد ما نحن عليه باعتبارنا بلد حرة.
وأكد الرئيس بقوله: فرنسا يجب أن تكون قوية؛ لأن المتطرفين يريدون منا أن نكون خائفين، ويجب علينا أن نكون متحدين في مواجهة التطرف، لقد قمت بتعبئة كل القوى الممكنة للتصدي للمتطرفين وتأمين كافة المناطق المعنية، كما طلبت تعزيزات عسكرية، وهم الآن في منطقة باريس لضمان عدم حدوث أيّة هجمات جديدة محتملة، ودعيت إلى اجتماع طارئ لمجلس الوزراء وسيعقد خلال دقائق.
وأضاف: سيتم اتخاذ قرارين، سنعلن حالة الطوارئ ما يعني إغلاق بعض الأماكن وربما يتم حظر حركة المرور، وسيتم إجراء عمليات بحث موسعة في جميع أنحاء باريس.
وزعم "داعش" في وقت لاحق مسؤوليته عن الهجمات في فرنسا انتقامًا من الغارات الجوية الفرنسية في العراق وسورية، محذرًا من أن هذه مجرد بداية العاصفة، وتبيّن أن أحد منفذي الهجوم كان يحمل جواز سفر سوري.
وبدأ أنصار داعش على الإنترنت في الاحتفال بالهجوم المدمر في باريس باستخدام الهاشتاغ 'Paris in fire' عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يتأكد بعد ما إذا كان التنظيم المتطرف وراء هذه الهجمات أم لا.
وأعلنت فرنسا حالة الطوارئ، السبت، بعد مقتل 127 شخصًا في سلسلة من الهجمات المتطرفة المنسقة في قلب باريس والتي شلّت البلاد، حيث انطلق مسلحون برشاشات AK47 وبنادق وهم يصيحون "الله أكبر"، واتجه 4 منهم إلى حفلة موسيقى الروك في قاعة باتاكلان وقتلوا نحو 100 شخص وأخذوا عشرات الرهائن.
وتطارد الشرطة المتهمين بالضلوع في تنفيذ الهجوم وسط الخوف من وقوع هجمات أخرى محتملة، وتم توقيف رجل ألماني (51 عامًا) الأسبوع الماضي بعد اكتشاف أسلحة نارية في سيارته مرتبطة بالأحداث المتطرفة، حسبما أفادت تقارير وسائل الإعلام.
كما تطارد قوات الأمن سيارة بها 4 رجال مسلحين اقتحموا شارع أغلقته الشرطة أثناء توجههم إلى باريس، وأوضح ضباط الشرطة أنهم يبحثون عن سيارة سيتروين بيرلينغو شقت طريقها في شارع A10 في منطقة Yvelines شمال غرب فرنسا.
وفى إشارة إلى حالة التأهب القصوى، سارع الضباط المسلحون ومروحية تابعة للشرطة إلى منطقة "باينوليه" في باريس بعد تقارير عن إطلاق نار وانفجارات في المنطقة، وتم نصح السكان بالبقاء في منازلهم إلا أن السلطات المحلية أكدت في وقت لاحق أن الانفجارات كانت نتيجة ألعاب نارية في حفل زفاف.
وأظهرت لقطات الفيديو تدافع الناس في الشارع خلف قاعة الحفلات، وشوهدت آثار الدماء على ملابس البعض أثناء محاولتهم سحب أصدقائهم من المشهد الدموي، وتشبثت إحدى السيدات بحافة النافذة في الطابق الثاني محاولة الاختباء من المتطرفين.
وفي الوقت ذاته وجد الكثير من الجثث عند مدخل القاعة، والتقطت الكاميرا محاولات بعض الضحايا الحركة وهم ينزفون أو الإمساك بالهاتف لطلب المساعدة.
والتقط هذا الفيديو بواسطة الصحافي في جريدة اللوموند "دانيال بسيني" من شقته في المبنى المقابل، والذي أصيب في ذراعه أثناء التصوير، وأوضح شهود عيان أنهم سمعوا واحدًا على الأقلم من المتطرفين في مسرح باتاكلان يتحدث اللغة الفرنسية باحترافية.
كما بدأ الرعب عندما فجر انتحاريان نفسيهما خارج الاستاد الرياضي الفرنسي حيث كان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يشاهد مباراة فريق كرة القدم الفرنسي في مواجهة الفريق الألماني.
وأشار اثنان من ضباط الشرطة الفرنسية إلى أنهما عثرا على جواز سفر سوري مع أحد المتطرفين الذين استهدفوا ملعب كرة القدم، ويعتقد أن الانتحاري الآخر عمره 15 عامًا.
ثم هاجم المتطرفون في وقت لاحق المطعم الكمبودي Le Petit Cambodge ومقهى وبار Le Carillon في شارع Rue Alibert على بعد نحو 5 أميال، وأوضحت سيدة كانت فى المطعم أن مسلحًا صاح "الله أكبر" قبل إطلاق النيران، وأكدت النيابة الفرنسية مقتل نحو 14 شخصًا وإصابة الكثيرين بجروح خطيرة، وأفاد شهود عيان بأنهم سمعوا صوتًا يشبه صوت الألعاب النارية قبل أن يدركوا خطورة الوضع محاولين الفرار.
ووقع هجوم متطرف آخر في la Casa Nostra فى Rue de la Fontaine au Roi وبالقرب من بار La Bonne Biere فى Rue du Faubourg de Temple، حيث أفاد شهود عيان برؤية 5 جثث، بينما قال شاهد عيان آخر إنه شاهد إطلاق النيران من سيارة Ford Focus.
وفي الوقت نفسه، انهالت الطلقات النارية على رصيف La Belle Equipe في Rue de Charonne وقٌتل نحو 18 شخصًا، وأشارت تقارير إلى استهداف أحد المطاعم اليابانية على الطريق، وتم حشد نحو 1500 جندي إضافي لحراسة المنشآت الفرنسية في حين تم إغلاق المدارس والجامعات، وعادة تكون غالبية المدارس الفرنسية مفتوحة يوم السبت إلا أن الحكومة أمرت بإغلاقها في إطار التدابير الأمنية الطارئة، وتم إلغاء الأحداث الرياضية كافة كإجراء احترازي، وتم تقييد الوصول إلى المرافق العامة مثل المتاحف وحمامات السباحة.
وانتشر الجنود الفرنسيون في المواقع الرئيسية كافة في أنحاء باريس بما في ذلك مباني البرلمان والمواقع الدينية، وفي خطوة غير عادية تم إغلاق ديزني لاند في باريس أمام الجمهور، وأعادت الحكومة فرض ضوابط على الحدود والتي تم التخلى عنها في إطار منطقة السفر الحرة في أوروبا.
وبيّن المسؤول في الجمارك Melanie Lacuire أن ضباط الحدود والجمارك يفحصون أمتعة الناس الذين يدخلون فرنسا عن طريق البر أو القطار أو البحر أو الطائرة، وتعززت عمليات التفتيش الأمنية خارج المباني الرسمية الفرنسية في مختلف المدن بما في ذلك فيينا؛ حيث سيتم هناك الاجتماع الدولي بشأن النزاع في سورية، ودعت الحكومات الجمهور العام إلى زيادة اليقظة.
وفي بريطانيا، طالبت وزارة الخارجية مواطنيها المتجهين إلى فرنسا بتوخي الحذر في الأماكن العامة، وأوضح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه سيراجع تدابير الأمن القومي بعد إجراء محادثات مع الوزراء الرئيسيين في داوننغ ستريت.
وأضاف كاميرون، بعد اجتماعه بالحكومة في داوننغ ستريت ورفع مستوى التهديد الذى تواجهه بريطانيا: يجب أن نكون مستعدين لعدد الضحايا البريطانيين.
وأفاد في رسالة للتضامن مع الشعب الفرنسي: قيمكم هي قيمنا وخطتكم هي خطتنا ومعركتكم هي معركتنا.
في حين نصحت بلجيكا رعاياها بتجنب السفر غير الضروري إلى الجنوب عند الحدود المشتركة، وتُعقد اجتماعات حكومية مماثلة من قِبل الحكومات في جميع أنحاء أوروبا بما في ذلك النمسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، وأرسلت ملكة بريطانيا تعازيها إلى الشعب الفرنسي، في رسالة للرئيس الفرنسي هولاند، أعربت فيها هي وزوجها دوق أدنبره عن حزنهم العميق للخسارة الفادحة في الأرواح.
وأدان أمير ويلز، ويليام، الفظائع المتطرفة في باريس موضحًا شعوره بالحزن والفزع لما حدث في فرنسا.
ونفذ المتطرفون 6 هجمات منسقة على مواقع رئيسية في باريس، حيث وقع هجومان انتحاريان في بار بالقرب من ستاد فرنسا حيث كان الرئيس الفرنسي يشاهد إحدى المباريات، وحينها أعلن الرئيس حالة الطوارئ الوطنية، كما اقتحم متطرفان ببنادق AK47 مسرح باتاكلان حيث كانت هناك حفلة موسيقية لفريق Eagles of Death Metal، وألقى المسلحون الرصاص والقنابل على آلاف من الناس قبل أن يبدأوا في ذبحهم.
وقتل مسلح آخر ببنادق AK47 11 شخصًا على الأقل في المطعم الكمبودي Le Petit Cambodge، كما تم الإبلاغ عن إطلاق نار وانفجارات قنابل في معرض الفنون في متحف اللوفر ومركز بومبيدو و Les Halles للتسوق.
وأوضح شهود العيان حالة الرعب التي أصابت أكثر من ألف شخص في مسرح باتكلان كانوا يحضرون حفلة موسيقية لفريق Eagles of Death Metal، وأن المتطرفين الذين اقتحموا القاعة صاحوا "الله أكبر" قبل فتح النيران على حشود الناس.
وصرح شاهد العيان لجريدة الغارديان: بدا الأمر وكأنه ساحة معركة وكانت هناك دماء وجثث في كل مكان، وكنت في الجانب الآخر من القاعة عندما بدأ إطلاق النيران، وبدا اثنان من المسلحين يطلقون النيران من الشرفة.
وقال الصحافي جوليان بيرس في محطة Europe 1: أطلق المسلحون النيران على شباب صغار في هجوم عنيف استمر لمدة 15 دقيقة، وكان بين المسلحين شاب في العشرينات أعاد تحميل البندقية 3 أو 4 مرات لقتل الأبرياء عشوائيًّا.
وقال شاهد عيان آخر لجريدة التليغراف بعد هروبه من مخرج الطوارئ: قام 3 رجال ببنادق كلاشنكوف يرتدون سترات واقية من الرصاص بتفجير أنفسهم في منتصف الحفل، ولم يكن المسلحون يرتدون أقنعة على وجوههم، وعندما بدأوا في إطلاق النيران شاهدت توجيه النيران على فتاة أمامي، وبالتأكيد هناك عدد غير قليل من القتلى.
وأضاف شاهد آخر: اقتحم المسلحون القاعة وبدأوا في إطلاق النيران وهبط الجميع على الأرض، وأخذت والدتي وحاولنا الاختباء، وعندما قال أحدهم إن معهم بنادق حاولنا الهروب، أصبنا جميعًا بالذعر وقيل لنا يجب علينا الابتعاد كلما أمكن.
وأفاد شاهد عيان كان في الجزء الأمامي من الحفل لجريدة ليبراسيون: شاهدت رجلاً يصوب النار باتجاهي وبدأ الناس في السقوط على الأرض، وأعتقد أن الرجل الذي كان يقف بجانبي قد قتل، ولكني خرجت من منفذ الطوارئ في الطرف الآخر من الطريق، وشاهدت الكثير من الناس وهم مغطون بالدماء".
وبيّن شاهد آخر وهو مذيع راديو يدعى Pierre Janaszak لوكالة فرانس برس أنه "كان جالسًا في الشرفة مع شقيقته وأصدقائه عندما سمعوا صوت انفجار بعد نحو ساعة من بدء الحفل الموسيقي، وفي البداية اعتقدنا أن هذا جزء من الحفل لكننا أدركنا خطورة الموقف، لقد كانوا 3 مسلحين وكانوا يطلقون النيران على الناس، وكان لديهم بنادق كبيرة أعتقد أنها كلاشينكوف، وكان هناك ضوضاء شديدة ولم يتوقفوا عن إطلاق النيران، وسمعنا أصوات صراخ والجميع يحاول الفرار، وأخذوا نحو 20 رهينة وسمعناهم يتحدثون معهم ونحن نختبئ في المرحاض".
وأضاف Janaszak: سمعتهم يقولو إنه خطأ هولاند إنه خطأ رئيسكم، وكان يجب عليه عدم التدخل في سورية، كما تحدثوا أيضًا عن العراق".
وأوضح شاهد عيان على الانفجار الذي وقع في بار بالقرب من الاستاد الفرنسي أن صوت الانفجار كان قويًا بما يكفي لسماعه أكثر من صوت المشجعين، وعلى الفور سمعنا دوي صافرات الإنذار وشوهدت طائرة هليكوبتر تحلق فوق المنطقة.
وذكر شاهد عيان (27 عامًا) لجريدة ديلي ميل: شعرت وكأنني في لعبة فيديو، لقد وقع الانفجار أمامي وكان هناك ضجيج عالٍ جدًا، وكان هناك رجل على الأرض ولا أعرف ماذا حدث له، لقد شاهدته يصرخ ويحاول التحرك على الأرض ولم يكن فاقدًا للوعي، وبعد 3 دقائق وقع انفجار آخر في الاستاد، وكانت ضوضاء عالية لم أسمع مثلها من قبل، وكان نحو 20 رجلًا وبدأ الجميع في الجري، وكانت المباراة قد بدأت من 15 دقيقة فقط، وبدأ الحراس يغلقون أبواب الاستاد وكان الأمر صادمًا لي.
وتوقف اللاعبون في الملعب عندما سمعوا صوت الانفجارين بعد تناثر أنباء الهجوم، وشعر المشجعون بالذعر والخوف من مغادرة الملعب، وسبق هذه الانفجارات الهجوم على المطعم الكمبودي كما سمع دوي انفجار قنابل يدوية أيضًا، وعلى الفور حضرت الشرطة وخدمات الطوارئ إلى موقع الحادث الذي كان قريبًا من موقع الهجوم على تشارلي إبدو في يناير/ كانون الثاني الماضي، ونشرت صور على الإنترنت تبين النوافذ المتصدعة للمطعم جراء الهجوم عليه، ووقف العشرات من الناس خارج سياراتهم في التقاطع المقابل وشوهدت سيارات الشرطة.
وذكر شاهد العيان "بن غرانت" الذي كان في حانة قريبة مع زوجته في ذلك الوقت أنه شاهد نحو 6 أو 7 جثث على الأرض، وأضاف: قيل لي أن أشخاص يستقلون سياراتهم فتحوا النار على البار وكان مشهدًا مروعًا في ظل وجود الكثير من القتلى، وكنت في الجزء الخلفي من البار ولم أشاهد أي شيء، ولكني سمعت صوت إطلاق النيران مع سقوط الناس على الأرض، ووضعنا طاولة على رأسنا لنحمي أنفسنا، وظللنا في البار لفترة بسبب وجود الكثير من الجثث أمامنا.
وتعد حالة الطوارئ التي أمر بها هولاند حملة استثنائية على الحريات المدنية، حيث أعطيت السلطات السيطرة الكاملة على حركة الناس والمركبات في جميع الأوقات فضلاً عن حظر التجول وفرض قيود على السفر والإقامة الجبرية مع إغلاق بعض الأماكن العامة، كما تقع كافة المنشآت تحت الاختصاص الصارم للحكومة بما في ذلك وسائل الإعلام وأماكن العروض المسرحية والأفلام.
وأشار نائب رئيس البلدية في باريس إلى أن الهجمات المتطرفة تعتبر تذكرة مروعة لمذبحة شارلي إبدو، مضيفًا: إنها تذكرة مؤلمة لما حدث في شارلي إبدو، والآن نتعرض للضرب مرة أخرى، إنه وضع صعب وأثّر في شخصيًّا.
ووصف الرئيس الأميركي باراك أوباما هذه المذبحة بكونها اعتداءً على الإنسانية، مشيرًا إلى أنها كانت محاولة عنيفة لترويع المدنيين الأبرياء، مضيفًا: هذا الهجوم ليس في باريس أو على الشعب الفرنسي وحده لكنه هجومًا على البشرية والقيم العالمية التي نتقاسمها جميعًا، إنه موقف مأساوي، وبالطبع نحن في الولايات المتحدة نعرف هذا الإحساس.
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن صدمته بسبب أحداث باريس وتعهد ببذل قصارى جهده لمساعدة فرنسا، مضيفًا: خالص التعازي وصلواتنا من أجل الشعب الفرنسي".
وكانت فرنسا في حالة تأهب منذ شن متطرفو داعش هجومًا دمويًّا على المجلة الساخرة ما أدى إلى مقتل 20 شخصًا و3 من المهاجمين، وأسفر الهجوم عن مقتل 13 شخصًا.
وأصبحت العاصمة الفرنسية في حالة غير عادية من التأهب منذ ذلك الحين فضلاً عن تحذير الأجهزة الأمنية من وقوع هجوم آخر محتمل، ومنذ ذلك الحين حدثت بعض الهجمات، وفي إحدى الهجمات تغلب 3 أميركيين وبريطاني على رجل مسلح على متن قطار متجه من أمستردام إلى باريس.