الدار البيضاء- جميلة عمر
فوجئ نزلاء خيرية عين الشق في الدار البيضاء بقرار الترحيل، وهو القرار الذي أغضب النزلاء وجعلهم ينظمون وقفة احتجاجية أمام ولاية الدار البيضاء الكبرى، الخميس؛ احتجاجًا على حُكم الترحيل الذي تم إشعارهم به أخيرًا، والذي سيتم تنفيذه الاثنين المقبل.
وطالب النزلاء الجهات العليا بالتدخل من أجل الوقوف على جملة من الاختلالات التي "تغرق" فيها المؤسسة، والتي يعاني منها النزلاء، وأكدوا خلال الوقفة أن حكم الترحيل جاء استنادًا إلى تقرير تم وضعه العام 2003، والذي يكشف أن الخيرية مهددة بالسقوط في أيّة لحظة.
وفي تصريح إلى "المغرب اليوم"، فإنه بعد الزيارة الملكية للخيرية عادت الحالة على ما كانت عليه، وعادت المعاناة من جديد، حيث يعيش نحو 200 نزيل ممن بلغوا 18 عامًا على الأقل، مهددين بالترحيل بالقوة والتشريد وهم في صراع دائم مع مسؤولي الإدارة، الذين يطالبونهم بإخلاء المؤسسة مقابل مبلغ مالي يصل إلى 30.000 درهم.
إلا أن النزلاء المعنيين يرفضون تمامًا فكرة الإخلاء بسبب أن كل الوعود التي تعد المؤسسة بتقديمها ما هي إلا وعود وصفوها بـ"الكاذبة" ومحاولات "ملتوية لحملهم على المغادرة ولتشريدهم، لاسيما بعد أن تم ترحيل النزلاء القاصرين والأطفال إلى مؤسسة خيرية أخرى"، علمًا بأن من تجاوزوا السن القانونية للمكوث في الخيرية المذكورة يعانون واقعًا مأساويًا، بعد أن حاولوا الدخول إلى المؤسسة ومنعوا من ذلك.
كما طالب النزلاء خلال وقفتهم بتنفيذ مقتضيات ملفهم المطلبي الذي على إثره نظموا الكثير من الوقفات الاحتجاجية، والذي يدعو إلى تفعيل وأجرأة الوعود التي تلقوها بعد الزيارة الملكية منذ أكثر من ستة أعوام، والتي لم تنفذ بعد، وفتح نقاش حقيقي وبناء لدراسة وتحقيق مطالبهم، وفتح تحقيق حول الخبرة الحسابية للإدارة وتشكيل مكتب مسيّر جديد وإصلاح شامل للخيرية، لتتمكن من إيواء النزلاء الحاليين في ظروف جيدة، واستقبال آخرين ممن هم في وضعية صعبة وفقًا للدور المنوط بها، وفتح الباب أمام أطر ذات كفاءة وخبرة في المجال التربوي والدعم النفسي، والبحث عن سُبل لمحاربة تدني المستوى التعليمي لغالبية النزلاء المتمدرسين وتمكينهم من المشاركة في البحث عن حلول لمشاكل المؤسسة وتقديم المساعدات للنزلاء الذين تضرروا على جميع المستويات.