الدار البيضاء - جميلة عمر
لم يدر بخلد أحد أبدا تحول عرس الاحتفال بالذكرى الـ 67 لتأسيس نادي الرجاء البيضاوي إلى موقعة تسيل فيها دماء الرجاويين فوق مدرجات ملعب محمد الخامس، فرحة انتهت بقتل واعتداء على أشخاص جاؤوا لمشاركة فريقهم فرحته.
حضر موقع "المغرب اليوم" بعد اندلاع الحرب وعاش ليلة بيضاء في مستشفى مولاي يوسف، وابن رشد، واستقى شهادات من الضحايا ومدير المستشفى.
في البداية الكل كان سعيدا خصوصا بعدما تمكن عناصر الفريق الأخضر من إتمام فرحة عيد ميلاد الرجاء بانتصاره على ضيفه شباب الريف الحسيمي 2-1. وفجأة حسب شهادة الضحايا اندلعت الحرب، هناك من أرجعها إلى "الكابو" زكرياء السكوادرا، وهناك من يحمل المسؤولية إلى شهب اصطناعي رمته فصيل "غرين بويز" على "الإيغلز".
الكل أجمع على أن الحرب بين الإخوة الخضر اندلعت مباشرة بعد نهاية مباراة الرجاء البيضاوي وشباب الريف الحسيمي.
لم تقتصر الحرب داخل المدرجات، بل اتسعت رقعته إلى الخارج وهنا حدث ولا حرج .. دماء وجرحى وقتلى بين الإخوة، ولا أحد منهم راعى حرمة اللون الأخضر .. فوضى عارمة يندى لها الجبين.
حصيلة شغب مباراة الرجاء والريف الحسيمي
نوفقي شخصان وأصيب 70 آخرون بجراح في أعمال الشغب والعنف التي شهدتها مدرجات ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء.
وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أنه حسب المعطيات الأولية المتوفرة، فإن شخصين أصيبا جراء هذه الأحداث وتوفيا مباشرة بعد وصولهما إلى المستشفى، أصيب أحدهما بجروح باستعمال أداة حادة، ولا توجد آثار عنف على الآخر، مضيفا أن المصابين نقلوا إلى المستشفى الجامعي ابن رشد ومستشفى مولاي يوسف لتلقي العلاج.
وأضاف المصدر أنه سُجلت خسائر مادية تعرضت لها 11 سيارة لا سيما بعد رشقها بالحجارة خارج الملعب، مشيرا إلى أن العمليات الأمنية المنجزة أسفرت عن توقيف 10 أشخاص قبل انطلاق المباراة، و31 شخصا بعد انتهائها بسبب تورطهم في ارتكاب أعمال شغب عبارة عن رشق بالحجارة.
وحسب المعلومات الأولية، يقول البلاغ إن أشخاصا محسوبين على جمهور الفريق المحلي تعاركوا مع بعضهم بعضا في مدرجات الملعب مباشرة بعد فوز فريقهم؛ مما تسبب في عدة إصابات بشرية وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة، وترجح التحريات الأولية أن يكون سبب أعمال الشغب هو خلاف بين فصائل محسوبة على جمهور الفريق المحلي، تطورت إلى أعمال عنف وتدافع في المدرجات.
وفتحت ولاية أمن الدار البيضاء، مساء السبت 19 آذار/ مارس، بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة؛ لتحديد ظروف وملابسات أعمال الشغب والعنف. وتواصل مصالح الأمن بحوثها وتحرياتها لتحديد أسباب ودوافع هذه الأحداث، وإيقاف جميع المشتبه فيهم المتورطين في ارتكابها.
شهادات مأساوية
في مستشفى مولاي يوسف وقفت سيدة أربعينية تبكي وتصرخ بأعلى صوت، تبكي لمصاب أصاب ابنيها، وعند سؤالها عن سبب صراخها، أجابت وقد بُح صوتها من كثرة البكاء "أصيب ابني الأول بكسر في ذراعه وإصابة أخرى في قدمه اليسرى، والثاني لا يزال في غرفة العمليات لا أعلم هل سيخرج حيا أو ميتا".
ووقف أب كان يحتسي سيجارة بشكل هستيري، حاولنا الاقتراب منه، وقبل أن نسأله أجاب وشفتيه تتناثر من شدة الغضب "هذك ولد الحرام ديال ولدي منين غدي يخرج من قسم العلاج غدي نكمل عليه .. سيقتلني قبل الأوان .. ".
انتقلت مع الزميلة "أطلنتيك" إلى مستشفى ابن رشد، وداخل "ردهات المستعجلات" جلس شباب مصابون، منهم الوضع ضمادة على رأسه، ومنهم المتوجع من كثرة الألم، والبعض الآخر كان ينتظر بكل لهفة لمعرفة مصير من في الداخل.
طبيب المستعجلات يؤكد أن أغلب جرحى الرجاء من القاصرين
في هذا الإطار كشف مدير مستشفى ابن رشد البروفسيور حسن قبلي، لـ"المغرب اليوم" أن قسم المستعجلات المصابين في مباراة الرجاء وشباب الريف الحسيمي، مؤكدا وجود 4 حالات في قسم الإنعاش، واصفا حالتها بـ "متفاوتة الخطورة".
وأكد الطبيب أن أغلب المصابين في المباراة قاصرون، مشير إلى أن عشرات المصابين غادروا بعد تلقيهم العلاجات الضرورية.
الجامعة تفرض عقوبات قاسية على الرجاء بعد أحداث الشغب
أصدرت اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية، التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الأحد 20 آذار/ مارس، قرارا يقضي بحرمان فريق الرجاء البيضاوي من جمهوره 5 مباريات وغرامة 100.000 درهم.
وأوضحت اللجنة، حسب بلاغ اللجنة، أن قرار حرمان الرجاء من جمهوره حتى بعد نهاية البطولة الوطنية للموسم الرياضي الجاري، وتعويض جميع الأضرار المترتبة عن الخسائر في الملعب الرياضي محمد الخامس في مدينة الدار البيضاء.
وشجبت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هذه التصرفات التي وصفتها بـ"غير الرياضية"، مشيرة إلى أنها لن تتوان في اتخاذ الإجراءات الزجرية اللازمة وفقا للقوانين المعمول بها من أجل محاربة كل الظواهر المشينة للرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة.
اعتقال 30 مشجعًا في الأحداث الدامية
اعتقلت قوات الأمن مساء السبت 19 آذار/ مارس، 30 مشجعا لضلوعهم في أعمال الشغب الدامية التي رافقت مباراة الرجاء البيضاوي ضد شباب الحسيمة في الدورة 21 من البطولة الاحترافية.
وكانت السلطات المحلية ذكرت أمس أن شخصين قتلا خلال الاشتباكات التي دارت بين فصيلي النادي، وأخلت قوات الأمن صبيحة الأحد20 آذار/ مارس، سبيل المشجعين القاصرين المعتقلين سواء قبل أو بعد المباراة بعد حضور أولياء أمورهم.