صنعاء - عبد الغني يحيى
تدور منذ فجر اليوم الاثنين، مواجهات عنيفة بين الجيش اليمني والمقاومة الشعبية من جهة ومليشيات "الحوثيين" وجماعة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في محور "المقهاية" بمنطقة "الضباب" جنوب مدينة "تعز"، تستخدم فيها كافة أنواع الاسلحة المدفعية والرشاشة.
وتنفذ مليشيات "الحوثي" وصالح، خطة التفافية من أجل العودة إلى الضباب، وقطع المدخل الجنوبي لمدينة تعز.
وأفاد مصدر أمني عن مقتل قياديين اثنين في المقاومة الجنوبية بكمين نصبه مسلحون متطرفون، في منطقة "طور الباحة" شمالي محافظة "لحج" على الطريق الممتد الى تعز.
وأوضحت مصادر محلية ان القيادي في عدن ياسر العولقي وشقيقه علي العولقي قتلا في ساعة متأخرة الليلة الماضية بعملية تقطع لسيارتهما التي كانت تحمل نحو 200 قطعة سلاح في طريقها الى المقاومة الشعبية في تعز
كما قتل شخص واصيب اثنان اخرين بانفجار لغم ارضي من مخلفات الحرب الاخيرة مع الحوثيين، في مثلث العند شمالي محافظ لحج على الطريق الممتد بين عدن وتعز.
ومساء أمس قتل نحو 9 مدنيين، واصيب 40 اخرين بقصف شنه "الحوثيون" على احياء سكنية خاضعة لسيطرة السلطة الشرعية في شارع 26 وسط مدينة تعز، بينما قتل 6 اشخاص بينهم اربع نساء بغارة جوية يقول الحوثيون انها استهدفت منزلا في منطقة الضباب عند الضواحي الجنوبية الغربية لمدينة تعز.
ونجحت المقاومة الشعبية مدعومة بقوات من الجيش الوطني في السيطرة على مدينة حريب جنوب شرقي محافظة مأرب وتطهيرها من عناصر ميلشيات "الحوثي" و المخلوع علي عبد الله صالح.
وأسفرت المواجهات العنيفة التي تواصلت منذ مساء يوم السبت وحتى فجر اليوم الاثنين، عن سقوط 13 قتيلا من عناصر الميليشيات وأسر 7 آخرين
وافاد مصدر ميداني ان الجيش والمقاومة استولوا على أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية خلفها المتمردون أثناء فرارهم من المدينة ، حيث قال شهود عيان إن مجوعات من عناصر الميليشيات فرت باتجاه المناطق الحدودية مع محافظة شبوة.
هذا وقامت قوات من الجيش الوطني والمقاومة بفرض حزام أمني لحماية المدينة من تسلل عناصر الميلشييات وحفظ الامن فيها.
وذكرت مصادر عسكرية موالية للحكومة، ان القوات الحكومية استعادت حي ووادي الزنوج في هذه الجبهة، كما أعلنت عن مقتل نحو 35 شخصا بالمعارك الطاحنة في أنحاء متفرقة من المدينة بينهم 12 من مقاتليها.
ويسود هدؤ حذّر فجر اليوم، العاصمة صنعاء بعد ليلة عاصفة بالغارات العنيفة لمقاتلات التحالف التي ضربت مستودعات أسلحة لقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق، ومقرات للحوثيين شرقي وشمالي المدينة.
وقد استهدفت هذه الغارات معسكر "الحفا" التابع للحرس الجمهوري السابق، ومواقع مفترضة للحوثيين في محيط سوق شعبية للمنتجات الزراعية، بشارع الستين، شمالي غرب العاصمة.
كما شن الطيران الحربي سلسلة غارات على مواقع الحوثيين في مناطق متفرقة من مديرية نهم عند المدخل الشرقي للعاصمة، حيث تتعثر حملة عسكرية حكومية في تحقيق اختراق ميداني نحو العاصمة.
وأوضحت مصادر محلية قالت ان القصف الجوي استهدف مناطق بران وملح والفرضة على الطريق الممتد بين صنعاء ومأرب. كما طالت الغارات "معسكر الصمع" التابع للحرس الجمهوري السابق في مديرية ارحب شمالي صنعاء.
وفي محافظة الجوف، أكدت مصادر ميدانية ان القوات الحكومية احرزت تقدما لافتا في مديرية "المتون" غربي المحافظة الممتدة الى تخوم معاقل "الحوثيين" في محافظتي صعدة وعمران شمالي البلاد.
وحسب المصادر فان القوات الحكومية وحلفاءها، تمكنت بغطاء جوي من طيران التحالف، بسط سيطرتها على معظم اجزاء المديرية، فيما استعاد مسلحون قبليون موالون للحكومة السيطرة على مواقع من مديرية المصلوب المجاورة .
ونفذ طيران "التحالف" غارتين على موقع للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في مديرية جبل حبشي جنوبي المحافظة الممتدة الى مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الاحمر.
وتمكنت القوات الحكومية من استعادة مديرية "حريب" جنوبي شرق محافظة مارب في عملية عسكرية مباغتة، خلفت حوالى 13قتيلا و30 جريحا في صفوف "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس السابق صالح ، بينما تحدث اعلام الرئيس السابق عن مقتل 37 من حلفاء الحكومة في معارك حريب.
وتأتي هذه العملية، تزامنا مع حملة عسكرية واسعة للقوات الحكومية في محافظة شبوة بهدف استعادة مديريات بيحان، وعسيلان، وعين، من قبضة الحوثيين وقوات الرئيس السابق.
وقد حققت القوات الحكومية تقدما مكلفا في هذه الجبهة نحو منطقة “النقوب”آخر معاقل المسلحين الحوثيين في مديرية عسيلان شمالي غرب محافظة شبوة على الحدود مع محافظة مأرب.
وكان حلفاء الحكومة تمكنوا امس السبت من تأمين مركز المديرية الغنية بالنفط، فيما تحدثت مصادر محلية ان المعارك تتجه نحو مديرية عين المجاورة، بغطاء جوي كثيف من طيران التحالف الذي شن خلال الساعات الماضية اكثر من 20 غارة جوية على مواقع الحوثيين هناك .
وفي عدن تمَّ اغتيال شرطي في أمن المدينة، برصاص مسلحين مجهولين في مديرية المنصورة شمالي المحافظة الساحلية الجنوبية.
وذكرت معلومات أمنية أن تنظيم "القاعدة " أعدم احد عناصره في مدينة الشحر، شرقي المكلا عاصمة حضرموت بتهمة التجسس.
وكشف مصدر في محافظة صعدة عن قيام ميليشيا الحوثي بإعدام 14 شخصاً من ابناء القبائل كانوا معتقلين لديها كرهائن منذ أشهر.
وقال المصدر لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) " ان الميليشيا الانقلابية أبلغت أهالي الضحايا بالحضور الى صعدة لاستلام الجثث ، مدعيين أن طيران التحالف هو من قام بقصفهم ".
وبحسب المصدر فإن عملية الاعدام تمت في وقت لا يوجد فيه أي طلعات لطيران التحالف في اجواء صعدة منذ عدة أيام ". وأكد أن عملية الاعدام البشعة تمت بتفجير السجن بعبوات ناسفة .
ونهاية الاسبوع اعدم التنظيم الجهادي 3 اشخاص في مدينة غيل باوزير شمالي "المكلا"، عقب محاكمة قصيرة لادانتهم بالشعوذة، ضمن عمليات اعدام شبه اسبوعية ينفذها التنظيم الجهادي في ساحات عامة يدعى لحضورها المواطنين عبر مكبرات الصوت.
وسُجل الأحد خروج أبناء محافظة تعز ، بمختلف أطيافهم إلى الطرقات والشوارع والأحياء تعبيراً عن ابتهاجهم بتمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمساندة من قوات التحالف من فك الحصار عن الجهة الجنوبية والغربية للمدينة.
وحمل اليمنيون وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية صور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تعبيراً عن الامتنان لحجم المساندة الكبيرة التي تقدمها قوات التحالف للجيش والمقاومة.
وعبر المواطنون عن سعادتهم الغامرة بانتصارات المقاومة على الميليشيا الانقلابية التي تصادف ذكرى انطلاق "عاصفة الحزم".
سياسياً، واصل مبعوث الامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد، في صنعاء لليوم الثاني مشاورات مع "الحوثيين" و"حزب المؤتمر الشعبي" الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وصفها بـ”المهمة” في سياق تحضيرات اممية حاسمة لمحادثات السلام اليمنية.
وبدا الوسيط الدولي متفائلا بالأجواء التي سادت اجتماعاته البعيدة عن وسائل الاعلام، في محاولة لتحديد موعد ومكان الجولة المقبلة من المحادثات الّتي تأمل الامم المتحدة في انعقادها خلال الأيام المقبلة.
وقال ولد الشيخ في بيان مقتضب الأحد على صفحته الشخصية “فيس بوك”، ان اجواء الاجتماعات كانت “إيجابية وبناءة”.اضاف “التحضيرات جارية للدورة المقبلة من محادثات السلام”
مصادر مطلعة، قالت ان ولد الشيخ، اكد ضرورة وفاء الأطراف باجراءات بناء الثقة التي تشمل من جانب الحوثيين وحلفائهم، الافراج عن المعتقلين العسكريين والسياسيين، وفتح منافذ آمنة لدخول المساعدات إلى مدينة تعز وباقي المدن المتضررة من الصراع.
مصادر سياسية، قالت ان "الحوثيين، وصالح، لم يبدوا اعتراضا على مكان المحادثات المقبلة، لكنهم يفضلون انعقادها في دول من خارج التحالف الذي تقوده السعودية، وعلى وجه الخصوص استبعاد الرياض، او ابوظبي، او المنامة، او الدوحة.
ومن بين الدول المرشحة لاستضافة المحادثات، الكويت، والاردن، لكن المقترح السابق بانعقادها في سويسرا ما يزال خيارا امميا في حال عدم توافق الاطراف.
وتميل الحكومة المعترف بها دوليا الى انعقاد المشاورات المباشرة في الكويت، بينما لا يمانع الحوثيون صراحة الذهاب الى الاردن، او المغرب.
وكان الوسيط الدولي بحث في الرياض، مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الترتيبات الاممية لجولة المشاورات المقبلة التي تتطلب من الجانب الحكومي اعلان هدنة انسانية جديدة بالتنسيق و قوات التحالف، تزامنا مع موعد المحادثات المرتقبة.
مصادر سياسية، قالت ان الرئيس هادي ابلغ ولد الشيخ احمد، عدم اعتراض حكومته على مكان وزمان انعقاد الجولة المقبلة من محادثات السلام “شريطة التزام الطرف الاخر بتعهداته المتعلقة بإجراءات بناء الثقة التي قطعها في الجولة الثانية من المحادثات، منتصف ديسمبر / كانون الاول الماضي”.
وأكد الرئيس اليمني قال ان “كل الأبواب مفتوحة للتوصل إلى سلام شامل ودائم وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي”.
وقد عقد الرئيس هادي اجتماعا مع هيئة مستشاريه والمفاوضين الحكوميين، حيث تواجه اطراف الصراع ضغوطا اممية ودولية كبيرة من اجل العودة الى طاولة المفاوضات.
الرئيس هادي رحب بمساعي الامم المتحدة للحل السياسي في اليمن، لكنه قال ان ” مرتكزات السلام واضحه وقرارات الشرعية الدولية هي المرجعية التي ينبغي على الانقلابيين الانصياع لها”.اضاف ” كنّا ولازلنا وسنظل دعاة سلام ووئام”.
وقال ان حكومته تتعاطي بايجابية مع جهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ الرامية الى احلال السلام، تنفيذا للقرار2216 ، وفقا لوكالة الانباء الحكومية.
وأعلن المستشار الرئاسي ياسين مكاوي، أن مطالب "الحوثيين"، تنصب باتجاه وقف الضربات الجوية، تمهيًدا لإطلاق المفاوضات السياسية، بينما يطالب الرئيس السابق، فقط، بمخرج آمن من البلاد.
لكن مكاوي وهو عضو في الفريق التفاوضي الحكومي، شكك في نية من وصفهم ب “الانقلابيين” في السلام الجاد “بدليل الحشود الكبيرة التي ترسل إلى تعز، منذ أيام، إضافة إلى محيط صنعاء”.
أما الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، فقد أكد مصدر مسؤول في مكتبه أنه”باق في وطنه ولن يغادره سواء كان لغرض الفحوصات الطبية الدورية أو لأي سبب كان “. اضاف” أن بقاء الرئيس صالح في وطنه هو موقف مبدئي وثابت لا نقاش فيه”.