صنعاء - عبد الغني يحيى
أوضحت مصادر طبية الأحد، أن أكثر من 50 شخصًا قتلوا في اليمن خلال اليومين المنصرمين في اشتباكات بين التحالف العربي ومقاتلين حوثيين تدعمهم قوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
وذكرت مصادر طبية لوكالة "رويترز"، أن 29 شخصًا بينهم ثمانية مدنيين قتلوا إثر اشتباكات في تعز ثالث أكبر مدينة يمنية، حيث قال عمال الإغاثة إن القتال أوقف إمدادات الغذاء وجعل الآلاف يعانون الجوع الشديد.
وأفاد السكان بأن نحو 30 شخصًا قتلوا إثر اشتباكات في منطقة دمت في محافظة الضالع في الجنوب، موضحين أن الحوثيين والقوات الموالية لصالح سيطروا على منطقة دمت ومنطقة القبيطة في محافظة لحج.
وذكر آخرون دون تفاصيل أن المقاتلين المناهضين للحوثيين قاموا بانسحاب تكتيكي من هاتين المنطقتين وأنهم يتلقون دعمًا جويًا من التحالف.
وزرعت ميليشيا الحوثيين ألغامها على مداخل مدينة تعز، تحسبًا لهجوم تشنُّه المقاومة اليمنية بدعم من التحالف العربي، وواصل طيران التحالف غاراته على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في الضواحي الجنوبية لصنعاء ومحافظات تعز والضالع وإب ومأرب والجوف وصعدة، فيما سُجلت مزيد من المعارك التي تخوضها المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية اليمنية ضد جماعة الحوثيين على كل الجبهات.
وفي تعز، دارت اشتباكات عنيفة في الضباب، إثر هجوم للجيش والمقاومة على مواقع للحوثيين الذين تكبّدوا خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وتزامن ذلك مع قصف طيران التحالف مواقع تمركز الميليشيا في تبة الخزان وعمارة كامل، قرب النقطة بالضباب، حيث دُمِّرت منصة لصواريخ "كاتيوشا".
وأكدت مصادر المقاومة أنها واصلت صد هجمات الحوثيين وفي مدينة دمت شمال محافظة الضالع ومديرية الرضمة المجاورة التابعة إداريًا لمحافظة إب، واستولت على مواقع لهم، بالتزامن مع غارات جوية للتحالف، وأكدت مقتل خمسة بينهم القيادي في المقاومة وحزب "التجمع اليمني للإصلاح" نائف الجماعي.
وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إن ما يفعله الحوثيون يؤكد أنهم لا يرغبون في السلام أو الدخول في مشاورات، أو التوصل إلى حل.
وأضاف ياسين: "كل ما يريدونه هو فرض أمر واقع بقوة السلاح، وإذا لم يستطيعوا ارتكبوا حرب إبادة، ويتوقعون أن تغفر لهم الناس، ما يهمنا أن يدرك العالم أن لا مفر من مساءلة هؤلاء وتقديمهم إلى المحاكمة".
وأوضح ياسين أنه لم يتقرر بعد مكان وموعد المفاوضات المزمع إجراؤها برعاية الأمم المتحدة مع الحوثيين وأتباع علي صالح.
وتابع: "السؤال عن موعد المفاوضات يجب أن يوجّه إلى مبعوث المنظمة الدولية ولد الشيخ أحمد، ما تفعله الميليشيا الحوثية من تصعيد على الأرض دليل على أنها تتهرب كعادتها من أي مشاورات أو استحقاقات، وكلما رأت أننا نسير في طريق الحل السلمي والمشاورات التي ستؤدي إلى تطبيق القرار 2216، تتهرب بالتصعيد وقتل المدنيين، خصوصًا في تعز".
وعلى الحدود السعودية قبالة اليمن، تمكنت القوات البرية وحرس الحدود من استدراج عشرات من المسلحين الحوثيين من مرتفعات صعدة إلى مكمن داخل إحدى القرى، وتم القضاء على 30 منهم، فيما قضت مروحيات "أباتشي" على مجموعة حاولت الهرب إلى مرتفعات صعدة، وعُثِر مع أفرادها على قنابل يدوية وأسلحة رشاشة وقذائف "آر بي جي".