غزة – محمد حبيب
كشفت مصادر فلسطينية مطلعة على سير المباحثات الجارية في القاهرة للوصول الى اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة أن المسؤولين المصريين عن التفاوض مع الجانبين الاسرائيلي والفصائل الفلسطينية قد عرضوا خلال الساعات الأخيرة على طرفى النزاع حلولا وسطا لكي تحدث انفراجة في المفاوضات المتعثرة بين طرفي النزاع. فيما تحدثت أنباء غير مؤكدةً ان الوفد الفلسطيني وافق على تاجيل النقاش حول الميناء فيما أكد فوزي برهوم الناطق باسم حماس في تصريح صحفي وصل "العرب اليوم" ان حركته لن تتراجع عن مطالبها ولا عودة للوراء .
وأضافت المصادر أنه على الرغم من انتهاء مهلة الهدنة الاولى في الثامنة من صباح امس الجمعة إلا ان اسرائيل والفصائل الفلسطينية قد التزمتا بمطلب مصر بعدم تصعيد الحرب مرة اخرى في ظل عدم الاعلان عن هدنة جديدة بين الجانبين ووقوع مناوشات محدودة بعد انتهاء الهدنة، الا ان طرفي النزاع لا يرغبان في التصعيد مرة أخرى وتبدو الهدنة الجارية "هدنة أمر واقع" إلى حين الوصول لاتفاق نهائي.
ورجحت المصادر المصرية نجاح المفاوضات الجارية برغم تعقدها، فإسرائيل لا ترغب في تنفيذ كافة المطالب الفلسطينية حتى لا تبدو في موقف المنهزم والضعيف الذي اعلن استسلامه كما تبرر اسرائيل رفضها لثلاثة مطالب فلسطينية وهي الميناء والمطار والممر الواصل بين قاطع غزة والضفة الغربية بدعوى عدم تمكين بعض الفصائل الفلسطينية من تهريب السلاح، لان الميناء والمطار تحديدا يشكلان تهديدا لامن اسرائيل حسب ادعائها وما زال الاسرائيليون متشددون تجاه هذا الامر.
وفي المقابل الفصائل الفلسطينية تصر على تنفيذ كافة مطالبها، مما أبقى الامور معقدة حتى مارست مصر ضغوطها على كافة الاطراف للقبول بحلول وسط لانجاح المفاوضات ووقف العدوان.
وقد اظهرت الفصائل الفلسطينية مرونة بشأن مطلب المطار وارجائه، واضافت المصادر المصرية أن الوفد الاسرائيلي سيصل مصر مساء السبت للمرة الرابعة على التوالي لاستئناف المفاوضات.
واكدت المصادر المصرية أن الوفد الاسرائيلي المفاوض لا يملك حلولا وأنه مجرد ناقل للمطالب وعرضها على المجلس الوزاري المصغر "الكابيت" في اسرائيل والكرة ما زالت في الملعب الاسرائيلي.
وأشارت مصادر مصرية أن حل الازمة الراهنة يكمن في تقديم كل طرف بعض التنازلات بما يضمن للجانب الفلسطيني تحقيق نصر حقيقي على الارض يضمن رفع تام للحصار عن قطاع غزة، كما ستتضمن الحلول ضمان الجانب المصري فتح معبر رفح البري بشكل دائم في ظل ضمانات فلسطينية بادارة المعبر من قبل حكومة توافق فلسطيني وسلطة فلسطينية شرعية.
من جهته قال عضو المكتب السياسي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عضو وفد التفاوض الفلسطيني مع "الإسرائيليين" بالقاهرة، موسى أبو مرزوق، إنهم لم يبلغوا رسميا بموعد استئناف المفاوضات مع "الإسرائيليين، وإن كان يتوقع استئنافها غدا الأحد، بحضور الوفد "الاسرائيلي".
وأضاف أبو مرزوق في تصريحات صحفية، إن "المفاوضات توقف بسبب عطلة يوم السبت عند اليهود، وهذا هو استخدام الدين في السياسة عند اليهود عندما يتعلق الأمر بمفاوضات سلام، ولكن في المقابل فإن أشد أيام القصف الإسرائيلي الذي تعرضت له غزة كانت يوم السبت".
وقال مسؤول إسرائيلي، اليوم، إن الحكومة الإسرائيلية لا تعتزم إعادة الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى القاهرة، مضيفا: "لن نتفاوض تحت إطلاق الصواريخ" من غزة على مدن وبلدات إسرائيلية.
أما عزت الرشق وعدد من القيادات الفلسطينية اكدوا في تصريحات متتالية انّ اسرائيل تتذرع بيوم السبت كعيد يهودي ولم تقدم ردا على المطالب الفلسطينية .
وينتهي عيد السبت لدى اليهود مساء اليوم السبت وبعدها من المتوقع ان يصل وفد اسرائيلي الى القاهرة لتسليم ردود الحكومة الاسرائيلية وتعديلاتها على الورقة الاولى وردها على المطالب الفلسطينية .
مصادر فلسطينية في المقاومة اكدت ان الورقة الاسرائيلية التي تم تقديمها قبل يومين كانت بمثابة "أضحوكة" فلا يوجد في الورقة الاسرائيلية اي اشارة الى رفع الحصار وكانت كافة البنود مذيلة بعبارة - بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية- كمثال , سيتم فتح معبر كرم ابو سالم "وهو مفتوح اصلا" وبحث امكانية زيادة المواد الموردة خلاله بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية .
وفي بند آخر :"الموافقة على ادخال رواتب لموظفي حركة حماس بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية وباشراف دولي حتى لا تصل الاموال للمنظمات الارهابية" .. أما البند الأكثر سخرية فكان :"الافراج عن جثتي جنديي رفح والشجاعية مقابل 8 جثث لفدائيين استشهدوا خلال الحرب في عمليات التسلل والافراج عن 15 اسير فلسطيني تم اعتقالهم من خزاعة" .
وبعد رفض الفصائل الفلسطينية ومصر ايضاً للورقة الاسرائيلية طلب الوفد الاسرائيلي مغادرة القاهرة لاعطاء الرد الاسرائيلي للحكومة والمجيء برد جديد وتذرعت اسرائيل بيوم السبت في محاولة لتضييع الوقت والاستمرار بالعدوان على غزة بقصف اسرائيلي متواصل ومن المتوقع ان لا يكون الرد يختلف جذريا عن الرد الاضحوكة الموضح سابقاً .
وعلى الرغم من الرد الاسرائيلي المضحك الا انّ وزير الخارجية المصرية اكد في تصريحات صحفية انّه تم الاتفاق مع اسرائيل والفصائل على معظم القضايا وانّ الساعات القادمة ستحمل وقفا لاطلاق النار , وكذلك تحدث البيت الابيض حيث اكد على ان الاطراف الفلسطينية ستعلن وقفا لاطلاق النار قريب .
وتشير بعض المصادر الى انّ الرد الاسرائيلي والمفاوضات غير المباشرة التي ستتم فور وصول الوفد الاسرائيلي للقاهرة -متوقع مساء اليوم- ستكون حاسمة , حيث اعطت حركة حماس الجهود المصرية وكحسن نوايا يومين اضافيين تهدئة من طرف واحد من طرف المقاومة الفلسطينية ولكن تتحدث المصادر الفلسطينية انه وفي حال استمر التعنت الاسرائيلي ورفض المطالب الفلسطينية فان الاوضاع مرشحة للتصاعد في اليوم التالي -يوم الاحد-
جدير ذكره ان الفصائل الفلسطينية في القاهرة اعطت مصر تهدئة يومين صامتة بحيث توقفت حركتي حماس والجهاد عن اطلاق الصواريخ لاعطاء فرصة للجهود المصرية وعلى الرغم من ذلك استمر الطيران الاسرائيلي بقصف انحاء متفرقة من قطاع غزة ادت الاستهدافات الى نحو 10 شهداء خلال اليومين اللذان تلا تهدئة الـ 72 ساعة