دمشق - نور خوام
تشهد مدينة دير الزور وبالتحديد قسمها الشمالي الغربي ومنطقة البغيلية، معارك متفاوتة العنف بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم "داعش" من طرف آخر، منذ الـ 16 من شهر كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2016، تتخللها يومياً عشرات الغارات من الطائرات الحربية وقصف مكثف من قبل القوات الحكومية على مناطق الاشتباك ومواقع التنظيم وقرى بريف دير الزور الغربي ومناطق في المدينة.
وأسفرت الاشتباكات عن سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، ليرتفع إلى 200 على الأقل عدد عناصر القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها الذين قتلوا منذ الـ 16 من الشهر الجاري وحتى الآن، ممن تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من التوثق من مقتلهم، من ضمنهم 48 على الأقل تم إعدامهم من قبل عناصر التنظيم في هجومه فجر الـ 16 من كانون الثاني / يناير الجاري، حيث ارتفع العدد بعد تأكد مقتل العشرات ممن فقدوا من عناصر القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، وغالبية القتلى هم من عناصر الدفاع الوطني والمسلحين الموالين للنظام.
كما ارتفع إلى ما لا يقل عن 110 عدد عناصر التنظيم الذين وثق المرصد مقتلهم في الفترة ذاتها، جراء غارات للطائرات الحربية وقصف لالقوات الحكومية واشتباكات معه، بينهم ما لا يقل عن 30 فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة وعربات مفخخة، بالإضافة لمعلومات مؤكدة عن وجود مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، حيث نفذ التنظيم الهجوم بعدد كبير من المقاتلين.
وأبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التنظيم كان يدرس الاحوال الجوية وحالة الطقس واستغل وجود العاصفة الغبارية في تحقيق مزيد من التقدم وتثبيت نقاط سيطرته في البغيلة، كما أكدت المصادر للمرصد أن التنظيم قام بوضع خطة محكمة، تقوم على تحقيق انهيار متسارع لالقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، وتمكن التنظيم خلال هجومه هذا من السيطرة على منطقة البغيلية أولاً تبعها سيطرته على جزء من مستودعات عياش ومعسكر الصاعقة، الأمر الذي مكَّنه من فتح طريق إمداد بين مناطق سيطرة التنظيم بريف دير الزور الغربي والمناطق التي تمكن من التقدم إليها في القسم الشمالي الغربي من المدينة، عقبه سيطرة التنظيم على تلة الحجيف الاستراتيجية والاستيلاء على أسلحة وذخيرة بكميات ضخمة منها ومن مستودعات عياش ونقلها لمناطق سيطرته، بالإضافة للسيطرة على جامعة الجزيرة الخاصة وتعزيز سيطرته على الحي والسيطرة على أراضي زراعية عند أطراف مدينة دير الزور.
وشهد يوم هجوم تنظيم "داعش" في الـ 16 من شهر كانون الأول / يناير الجاري، إعدام التنظيم لـ 85 على الأقل من المواطنين المدنيين، ينتمون لعوائل مسلحين موالين للنظام وبعثيين، بالإضافة لاختطافه مالا يقل عن 400 مدني من عوائل أخرى لها نفس الانتماء، ليفرج عقب 4 أيام من نقلهم إلى مراكز احتجاز بريف دير الزور الغربي ومنطقة معدان، عن 270 على الأقل من الأطفال دون سن الـ 14 والرجال فوق سن الـ 55، والمواطنات، فيما أبقى على نحو 130 رجلاً وفتى بين سني الـ 15 والـ 55، حيث أكدت مصادر موثوقة عدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن التنظيم سيعمد إلى التحقيق مع المتبقين لديه، وإخضاع من "لم تثبت علاقته مع النظام" في دورة "شرعية"، كما أقدم عناصر التنظيم أثناء سيطرتهم على الحي في الأيام الفائتة، على اعتقال ما لا يقل عن 50 رجلاً وشاباً، خلال حملة تفتيش ومداهمات لمنطقة البغيلية.
وأسفرت العمليات العسكرية والقصف المكثف وعشرات الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية الروسية والسورية على مدينة دير الزور وريفها الغربي، عن استشهاد 42 مواطناً على الأقل بينهم 9 أطفال و4 مواطنات، إضافة لإصابة عشرات آخرين بجراح، فيما استشهدت سيدة وطفل وسقط عدد من الجرحى، جراء قصف لتنظيم "داعش" على مناطق في الأحياء التي تسيطر عليها القوات الحكومية بمدينة دير الزور.
وتشهد الأحياء التي تسيطر عليها القوات الحكومية والمحاصرة من قبل تنظيم "داعش" أوضاعاً معيشية صعبة، نتيجة الحصار المفروض منذ أكثر من عام من قبل تنظيم "داعش" على أحياء بمدينة دير الزور، وزاد في معاناة أكثر من 250 ألف مواطن مدني، هجوم التنظيم الأخير على المنطقة، فعلى الرغم من إلقاء الطائرات لثلاث دفعات من الشحنات والمساعدات، اثنتان منها ألقيتا بعد سيطرة التنظيم على منطقة البغيلية، إلا أن المواد الغذائية بدأت تفقد من الأسواق، يرافقه ارتفاع جنوني في أسعار ما تبقى من المواد، أما في مناطق سيطرة تنظيم "داعش"، فقد شهدت عدة قرى بالريف الغربي حركة نزوح واسعة لأهالي هذه القرى نحو المناطق المجاورة، نتيجة للعمليات العسكرية والقصف المكثف والمستمر والعنيف من قبل القوات الحكومية على مناطق في ريفها الغربي.
وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة الشيخ مسكين دون انباء عن خسائر بشرية، كما اختطف مسلحون مجهولون "مدير الإدارة التنفيذية في رابطة أهل حوران" في بلدة الشيخ سعد، ولم ترد معلومات عن ظروف اختطافه حتى الان، ايضا تستمر الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة اخرى في بلدة الشيخ مسكين، ما ادى لاستشهاد مقاتل من الفصائل المقاتلة.
وتستمر الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة اخرى في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، ما ادى لمقتل عنصر من القوات الحكومية، كما ارتفع الى 22 عدد البراميل المتفجرة التي القاها الطيران المروحي منذ صباح اليوم على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، ولم ترد معلومات عن اصابات.
نفذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في قرى الجنينة والحسينية والحصان وعياش بريف دير الزور الغربي ، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن. ونفذت طائرات حربية المزيد من الغارات على مناطق في جبلي الاكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، ولم ترد معلومات عن اصابات. كما نفذت طائرات حربية يرجح بانها روسية عدة غارات على مناطق في بلدة اللطامنة وقريتي لطمين ولحايا بريف حماه الشمالي دون انباء عن اصابات، كما جددت القوات الحكومية قصفها لمناطق في قرية حربنفسه بريف حماه الجنوبي، دون انباء عن خسائر بشرية. ونفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في اطراف مدينة خان شيخون بريف ادلب الجنوبي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
وتعرضت مناطق في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي والتي يسيطر عليها تنظيم "داعش " لقصف مكثف من قبل القوات الحكومية، ترافق مع تنفيذ طائرات حربية، يعتقد بانها روسية عدة غارات على مناطق في المدينة، دون انباء عن اصابات، كما جددت الكتائب المقاتلة قصفها لمناطق سيطرة القوات الحكومية في حي الاشرفية ودوار شيحان، بينما دارت اشتباكات بين الفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة وعناصر تنظيم "داعش " من جهة اخرى في محيط قرية الخربة بريف حلب الشمالي، ايضا قصفت القوات الحكومية بعدة قذائف مناطق في بلدتي حيان وحريتان بريف حلب الشمالي، في حين قصفت طائرات حربية مناطق في قرية بزاعة بريف حلب الشمالي ما ادى لسقوط جرحى، ايضا استهدفت الكتائب المقاتلة بصاروخ تاو آلية لالقوات الحكومية بمحيط بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي الغربي ما أدى لتدميرها ومقتل من فيها، كما تعرضت مناطق في حي العامرية بمدينة حلب، لقصف جوي، دون معلومات عن الخسائر البشرية إلى الآن.
وقصفت القوات الحكومية مناطق في بلدتي مسحرة وام باطنة في القطاع الاوسط في ريف القنيطرة دون انباء عن خسائر بشرية، وارتفع الى 4 عدد البراميل المتفجرة التي القاها الطيران المروحي منذ صباح اليوم على مناطق في قرية تيرمعلة بريف حمص الشمالي
يحاول تنظيم داعش المتطرف منع مقاتلي الفصائل من التقدم نحو بلدة دابق ذات الأهمية الدينية، فيما سقط شهداء وجرحى في قصف صاروخي على دوما.
واستهدفت غارات جوية غوطة دمشق الشرقية وجوبر، بينما تستهدف الفصائل القوات الحكومية في ريف حماة وغارات على ريف الرقة، ويواجه مقاتلو الفصائل القوات الحكومية في جبال اللاذقية.
وقتل 143 أمس الأربعاء بينهم 56 من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، و36 مواطنًا استشهدوا في قصف جوي، وسقوط قذائف جراء سوء الأوضاع الصحية وقصف لالقوات الحكومية وظروف أخرى في مناطق سورية.
وقضي ما لا يقل عن 22 من القوات الحكومية جراء اشتباكات مع تنظيم داعش وجبهة النصرة والكتائب المقاتلة والإسلامية واستهداف مراكز وحواجز وآليات ثقيلة بقذائف صاروخية وعبوات ناسفة في محافظات عدة.
وسقط ما لا يقل عن 20 من عناصر تنظيم داعش والعناصر المسلحة من جنسيات غير سورية، في اشتباكات وقصف من الطائرات الحربية والمروحية وقصف على مناطق تواجدهم.
واغتال مسلحون مجهولون قائد جبهة "النصرة" إياد العدل في مدينة أريحا في ريف إدلب، والقيادي محمد عبد الوهاب في مدينة أريحا، جراء بإطلاق النار على سيارة كانت تقلهما في الحي الغربي من مدينة أريحا، ولاذوا بالفرار.
وقتل ما لا يقل عن 5 من عناصر داعش خلال اشتباكات مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة في محور قرية البل في ريف حلب الشمالي.