عاد الهدوء ليخيم على مدينة "القامشلي" ذات الغالبية الكردية الواقعة في شمال سورية، بعد أن أكمل الجيش السوري اقتحامه للمدينة بناء على أوامر عليا صادرة من دمشق، في حين استهدف الطيران الحربي بغارات مكثفة العديد من مواقع لـ"داعش" والمعارضة  في حلب وإدلب وحماة وغوطة دمشق وحمص، التي شهدت دخول قافلة مساعدات إلى مدينة "الرستن" بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، بينما اندلعت مواجهات عنيفة بين "لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى" من جهة، وتنظيم جبهة النصرة وفصائل المعارضة المسلحة من جهة ثانية في درعا.

ففي القامشلي قال مصدر أمني سوري رفيع المستوى لموقع "المغرب اليوم" إنه تم إيقاف إطلاق النار بأمر من السلطات العليا في دمشق، وأن القوات الحكومية ملتزمة به ولكن هناك خروقات من قبل الاسايش وحدات الحماية الكردية. واضاف المصدر إن الجيش السوري سيطر على حاجزين  للاسايش في محيط  "خربة عمو" وحاجز شارع الوحدة وقام بمحاصرة الاسايش في فندق هدايا وبعض المناطق بحي الزهور".
وذكر المصدر أن الجيش السوري تدخل بعد الاعتداءات المتكررة للاسايش على المواقع الحكومية ومنها سجن القامشلي المركزي "علايا" والاستيلاء على الاليات والمعدات التابعة للجهات المختصة والاعتقالات بحق المدنيين.
وبين المصدر أن تنظيم "داعش" استغل الوضع الامني المتوتر في القامشلي ونفذ عمليتين انتحاريتين استهدف من خلالهما عناصر الاسايش وأوقع عدداً من القتلى, وكانت العملية الاولى عند دوار الوحدة باستخدام دراجة نارية، والثانية انتحاري يفجر نفسه بدورية للاسايش عند دوار الخليج. وأكد المصدر المعلومات التي تحدثت عن انشقاقات عناصر من المكون العربي في صفوف الاسايش والالتحاق بصفوف الجهات الأمنية السورية.

وأفاد مصدر في مستشفى القامشلي انه استقبل 16 جريحا مدنيا نتيجة الاشتباكات وجثث 6 مدنين اخرين لافتا الى ان  مشافي /الكلمة – النور – الامل / الواقعة ضمن المربع الامني لا يجود بها اطباء ما تسبب بوفاة عنصر تابع لاحد الجهات الأمنية نتيجة لعدم وجود الكادر الطبي.
وفي السياق ذاته قال مصدر محلي في مدينة القامشلي إن اربعة مدنيين قتلوا خلال الاشتباكات في حي الزيتونية واصيب ما يقارب الـ25 شخصاً تم اسعاف اغلبهم الى مشفى السلام الواقعة تحت سيطرة الاسايش.

وكانت مدفعية الجيش السوري المتمركزة في الفوج 54 على مدخل مدينة القامشلي والمطار وجهت ظهر اليوم ضربات مكثفة على معاقل الأكراد داخل المدينة قبل بدء الزحف البري على المدينة.
وقال مصدر في القامشلي إن  العشرات من الاسايش "قوات الشرطة الكردية" ووحدات الحماية فروا تحت القصف المدفعي العنيف وتقدم الجيش السوري ووجهوا نداء يطالبون فيه قوات سورية الديمقراطية بالتدخل لمساندتهم.
واضاف أن قوات الجيش السوري سيطرت على مدينة الشباب ومخبز البعث وشارع الوحدة بشكل كامل، وفرضت حصارا على فندق هدايا الذي يعتبر المقر الرئيسي للاسايش بمدينة القامشلي حاليا. وأكد المصدر أن الدراجة المفخخة التي انفجرت ظهر اليوم في شارع الوحدة تسببت بمصرع 9 عناصر من قوات الاسايش.

هذا وعلم نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان أن فريقاً مؤلفاً من 7 موظفين في الأمم المتحدة على الأقل مع عائلاتهم، لا يزالون عالقين في مدينة القامشلي التي تشهد معارك عنيفة بين قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام من طرف، والقوات الكردية من عناصر الأسايش ومقاتلي الوحدات الكردية ووحدات مكافحة الإرهاب من طرف آخر، بالتزامن مع قصف لقوات النظام على مناطق في الحي، وأكد أحد كوادر الفريق الأممي في اتصال مع نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في المنطقة، أن 7 من كودار الفريق لا يزالون عالقين في شارع التأمينات بالحي الغربي من مدينة القامشلي، وسط سقوط قذائف بالقرب منهم، بعد تعرض سيارتهم التي تحمل شعار الأمم المتحدة لإطلاق نار لم يتسنَّ معرفة مصدره، وعلى صعيد آخر فقط سقط أكثر من 8 جرحى من المواطنين جراء قصف قوات النظام لمناطق في مدينة القامشلي بالتزامن مع الاشتباكات المتواصلة في المدينة.

وفي محافظة حلب، تجددت المعارك العنيفة بين تنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في ريف حلب الشمالي، إثر هجوم للفصائل في محاولة لاستعادة السيطرة على مناطق خسرتها قبل أيام، حيث تمكنت من التقدم في منطقة "كفرشوش"، بينما لا تزال الاشتباكات المترافقة مع قصف متبادل، متواصلة في محيط كفرغان ومنطقة براغيدة، ولا معلومات إلى الآن عن الخسائر البشرية، فيما استهدفت قوات النظام بعدة قذائف مناطق سيطرة الفصائل في "العيس" و"الزربة" وقرب طريق حلب - دمشق الدولي في ريف حماة الجنوبي، دون معلومات عن إصابات، كذلك أبلغت مصادر متقاطعة نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) قامت بـ "رجم" رجلين كانت قد اعتقلتهما قبل أيام، بتهمة "اغتصاب نساء نازحات". وقالت المصادر أن الحكم تم تنفيذه بريف حلب الغربي، فيما ينحدر الرجلان من بلدة الأتارب، في حين سمع دوي انفجار يعتقد أنه ناجم عن سقوط قذيفة على منقطة في حي الأشرفية، دون معلومات عن خسائر بشرية.
نبقى في محافظة حلب، حيث فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة مجدداً على اماكن في طريق الكاستيلو ومنطقة الملاح شمال حلب، دون أنباء عن اصابات، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة بيانون بريف حلب الشمالي، ما ادى لاضرار مادية.

وفي محافظة اللاذقية، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، بالتزامن مع قصف لقوات النظام بقذائف المدفعية والصواريخ لمناطق في الجبلين، دون معلومات عن الخسائر البشرية حتى اللحظة، وسط اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف آخر، في جبل الأكراد، ولم ترد معلومات عن إصابات.

وفي محافظة دير الزور، نفذت الطائرات الحربية غارات استهدفت مناطق في محيط مطار دير الزور العسكري، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. هذا ونفذت طائرات حربية ما لا يقل عن 7 غارات على مناطق في أحياء العمال والصناعة  والحميدية والجبيلة والشيخ ياسين، ما ادى لسقوط جرحى في حي العمال، بينما وردت معلومات لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" اعتقل شاباً من حي الحميدية، وذلك بسبب تصويره لغارات الطيران على الحي بجواله.

وفي محافظة ادلب، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة بداما واطرافها، بريف جسر الشغور الغربي، ترافق مع قصف قوات النظام على مناطق في اطراف مدينة جسر الشغور، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.

أما في محافظة حمص حيث تدور اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" من طرف آخر، في شمال شرق مدينة تدمر، وتنفذ القوات النظامية منذ أمس هجوماً على المنطقة في محاولة لاستعادة السيطرة على منطقة الأرك، وتترافق الاشتباكات مع قصف متبادل بين الجانبين وغارات للطائرات الحربية على منطقة المحطة الثالثة، دون معلومات عن الخسائر البشرية في صفوفهما إلى الآن، كما وردت معلومات عن عودة العشرات من أهالي مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي، إلى المدينة، بعد استعادة قوات النظام السيطرة عليها قبل أسابيع.

أيضاً في محافظة حمص حيث دخلت أكثر من 65 شاحنة، تحمل مساعدات غذائية وإنسانية الى مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، وذلك بوساطة أممية وبإشراف الهلال الاحمر، وتعد هذه من أكبر دفعات المساعدات التي تدخل إلى المنطقة المحاصرة من قبل قوات النظام.

وفي محافظة درعا، أصيب قائد لواء عباد الرحمن جباب وقائد لواء أبو عبيدة بن الجراح جراء استهدافهما  بتفجير عبوة ناسفة بالقرب من منزل أحدهما في بلدة المزيريب.

أما في محافظة حماة، فقد تجددت الاشتباكات المتقطعة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر في محيط منطقة الحاكورة بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، دون معلومات عن خسائر بشرية، في حين استهدفت قوات النظام بعدة قذائف أماكن في قرية القنطرة بريف حماة الجنوبي، دون معلومات عن خسائر بشرية، كما تعرضت مناطق في قرية الدلاك بريف حماه الجنوبي الشرقي، لقصف من قبل قوات النظام، دون انباء عن اصابات.

وفي محافظة ريف دمشق، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في محيط مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية، ولم ترد انباء عن خسائر بشرية.