الدار البيضاء - جميلة عمر
قررت عناصر الأمن في الدار البيضاء، الاستعانة بمقاطع الفيديو التي التقطتها الكاميرات المثبتة في الشوارع القريبة من محيط ملعب محمد الخامس، إضافة إلى تلك الخاصة بمنشآت أخرى كالبنوك، من أجل وضع حد للشغب الذي عرفه جوانب ملعب محمد الخامس عقب انتهاء الديربي 119، الذي جمع الغريمين الوداد والرجاء، برسم الجولة 12 من منافسات البطولة ، ومعاقبة كل من كان له يد فيها وتوقيف المتورطين.
كما تشتغل السلطات المختصة على تمحيص جميع الصور والفيديوهات التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تلك التي جرى نشرها في الصحف والمواقع الإلكترونية. وأعطي لهذا الملف تعليمات صارمة، حيث ظلت المحكمة الزجرية تناقش هذا الملف إلى بداية الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، حيث أصدرت الأحكام الأولى في حق بعض المتابعين، فيما أرجأت النظر في ملفات آخرين إلى يوم الثلاثاء المقبل.
وقضت ـــ المحكمة ــ بإيداع أربعة من القاصرين في مركز حماية الطفولة، فيما تابعت 11 قاصرًا في حالة سراح، كما أصدرت حكمها في حق البالغين بستة أشهر حبسًا نافذًا، وتابعت بالغين اثنين في حالة سراح، فيما توبع 12 منهم في حالة اعتقال. وجاء قرار تأجيل النظر في ملفات كل الموقوفين خلال الجلسة الأولى من هذه المحاكمة من أجل تمكين هيئة الدفاع من إعداد دفاعها.
ويتابع في هذه المحاكمة 30 شخصًا، من بينهم 15 قاصرًا، من أجل أفعال إجرامية مختلفة تتوزع بين السرقة، والمشاركة والسكر العلني وحيازة السلاح الأبيض، والمضاربة في ثمن التذاكر، وحيازة المواد المخدرات الصلبة، وإلحاق خسائر مادية بالممتلكات ذات المنفعة العامة، والضرب والجرح في حق موظفي الشرطة.
ويذكر أن بلاغا لولاية أمن الدار البيضاء، أوضح أن التدخلات التي باشرتها مصالح الأمن أسفرت عن توقيف 43 شخصًا متورطًا في أفعال إجرامية مختلفة وفي أعمال الشغب التي شهدتها المباراة بين الفريقين البيضاويين وتسببت في خسائر مادية في الممتلكات العامة والخاصة.
وأضاف المصدر ذاته أنه جرى الاحتفاظ بالموقوفين تحت الحراسة النظرية بالنسبة للأشخاص الراشدين وتحت المراقبة بالنسبة للقاصرين، وذلك رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. كما أوضحت ولاية الأمن أن أعمال الشغب المسجلة في هذه المباراة، التي حضرها أكثر من 71 ألف متفرج، تسببت، في حصيلة أولية، في إلحاق خسائر مادية بالممتلكات العامة والخاصة (ثلاث سيارات للشرطة وأربع حافلات للنقل الحضري) وإصابة 25 شرطيا بجروح وإصابات متفاوتة الخطورة. وأشار البلاغ إلى أن ولاية أمن الدار البيضاء باشرت أيضا حوالي 762 عملية تحقق من الهوية استهدفت 355 راشدًا و407 قاصرين، وذلك قبل أن يتم إخلاء سبيلهم بعد اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة.