غزة – محمد حبيب
اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتانياهو بارتكاب مجزرة بشعة في حق أبناء الشعب الفلسطيني، مطالبا مجلس الأمن بإنشاء "نظام حماية دولية خاص بالفلسطينيين". وأكّد عريقات في تصريحات صحافية أنّ "الحكومة الإسرائيلية برئاسة المتطرف اليميني نتانياهو ارتكبت مجزرة بشعة في حق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية المحتلة". وأضاف "واضح أن المؤتمر الصحافي لنتانياهو، الخميس، كان بمثابة دعوة لجيشه ومستوطنيه إلى مزيد من التصعيد والقتل والجرائم في حق شعبنا". وطالب عريقات مجلس الأمن الدولي "بسرعة البحث الجدي في إنشاء نظام حماية دولية خاص بالشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة على غرار 19 نظاما خاصا أنشأها المجلس خلال 20 عامًا". وشدد المسؤول الفلسطيني على أن "إسرائيل تشن حربا شاملة ضد الشعب الفلسطيني بمختلف أنواع الاسلحة وبحملة منظمة ومنسقة بين الجيش والأمن والمستوطنين ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا". وتابع "حرب شاملة لتكريس الاحتلال والاستيطان، وإسرائيل كطرف سامي متعاقد في اتفاقية جنيف فشلت في حماية الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال"، مضيفا "واضح أ، مجازرها ضد الفلسطينيين مستمرة". وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن 14 مواطنًا استشهدوا منذ بداية المواجهات مع الاحتلال في الأول من تشرين الثاني/أكتوبر، من بينهم ستة استشهدوا شرق غزة وخانيونس الجمعة. وأضافت الوزارة في بيان صحافي، مساء الجمعة، أن حصيلة الجرحى منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر وحتى مساء الجمعة، بلغت حوالي 1000 مصاب بالرصاص الحي والمطاطي، ووصفت جراح العديد منهم بالخطيرة، إلى جانب مئات حالات الاختناق نتيجة قنابل الغاز السام. واستشهد سبعة مواطنين وأصيب 200 على الأقل بالرصاص الحي والمطاطي وسبعة آخرين بالرضوض نتيجة الاعتداء بالضرب المبرح في المواجهات المندلعة مع قوات الاحتلال في الضفة الغربية وشرق غزة وشرق خانيونس، حتى الثامنة والنصف من مساء الجمعة. وأشارت وزارة الصحة إلى أن هذه الإحصائية فقط للمصابين الذين دخلوا المستشفيات الحكومية والأهلية والخاصة، مضيفة أن هناك مئات حالات الاختناق بالغاز والعديد من الإصابات عولجت ميدانيًا. وأفادت وزارة الصحة أن ستة شهداء ارتقوا برصاص الاحتلال شرق غزة وخانيونس، فيما أصيب 145 آخرين، والشهداء هم شادي حسام دولة (20 عامًا)، وأحمد عبد الرحيم الهرباوي (20 عامًا)، وعبد الوحيدي (20 عامًا)، والطفل محمد هشام الرقب (15 عامًا)، وعدنان موسى أبو عليان (22 عامًا) وزياد نبيل شرف (20 عاما). واستشهد الشاب محمد الجعبري (19 عاما) في مدينة الخليل، صباح الجمعة، وأصيب 11 مواطنين 3 بالرصاص الحي في القدم، والبقية بالرصاص المطاطي، فيما أصيب شاب برصاصة مطاطية في رأسه، وأدخل مستشفى يطا الحكومي. وأصيب 30 مواطنًا بالرصاص، بينهم 8 بالرصاص الحي والبقية بالرصاص المطاطي، ووصفت جراح 4 من المصابين بالخطيرة، في المواجهات الدائرة قرب مستوطنة بيت إيل في مدينة البيرة، ونقلوا جميعا لمجمع فلسطين الطبي لتلقي العلاج، وفي بيت لحم أصيب ستة مواطنين، أحدهم بالرصاص الحي في القدم، فيما أصيب الآخرون بالرصاص المطاطي. وأصيب ثلاثة شبان بالرصاص الحي في القدم والبطن في مواجهات بكفر قدوم فيما أصيب ستة آخرين جراء اعتداء الاحتلال والمستوطنين عليهم في بيت فوريك في محافظة نابلس، أحدهم أصيب بكسر في الرأس. وفي جنين، أصيب 11 مواطنًا في المواجهات التي دارت على حاجز الجلمة، من بينهم 9 بالرصاص الحي في القدم، وإصابتان بالرصاص المطاطي إحداها في الرقبة. وأصيب مواطن برضوض وكسور نتيجة الاعتداء عليه بالضرب المبرح من قبل جنود الاحتلال في أريحا، وأدخل مستشفى أريحا الحكومي لتلقي العلاج. وأورد الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت احرنوت" مساء الجمعة أن نشطاء فلسطينيين أطلقوا صاروخين من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل. ونقل الموقع عن الجيش الإسرائيلي قوله إن صاروخين أطلقا من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل إلا أنهما سقطا داخل حدود القطاع، هذا ولم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن إطلاق الصاروخين. من جهته قال ما يُسمى بمسؤول هيئة التنسيق والارتباط الإسرائيلي في "ايريز" العقيد فارس عقيلة إن "إسرائيل" ملتزمة بالحفاظ على التهدئة في غزة والضفة رغم تدهور الأوضاع. وذكر عقيلة في بيان صحافي أن المواجهات في غزة ترتكز في نقطتين في خان يونس والشجاعية وأسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، مهددا برد إسرائيلي في حال اتجهت الأوضاع نحو المزيد من التدهور وان "اسرائيل" لن تقف مكتوفة الأيدي، محملا المسؤولية الأمنية في القطاع لحركة حماس كونها المسيطرة على غزة ويجب عليها ضبط الوضع" كما قال. وأشار إلى أن معبر بيت حانون "ايريز" سيغلق الجمعة وغدا السبت وبعد غد الأحد نتيجة تضرره بشكل جسيم من المواجهات المندلعة في محيط غزة، وأن الارتباط الإسرائيلي يبحث عن حلول للتعامل مع الحالات الإنسانية في حال الإغلاق. ولفت عقلية إلى أن عدد المتظاهرين عند النصيرات وصل إلى ما يقارب 1500 شخص ضربوا الحجارة والزجاجات الحارقة والمفرقعات وأشعلوا الإطارات. وحملت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التصعيد على حدود غزة الشرقية و الشمالية ، ونعت "حماس" الشهداء الستة بيان لها واعتبرت الدماء التي سالت في غزة دليل على أنها في الميدان إلى جانب شعبنا المنتفض بالضفة والقدس المحتلتين.