الدار البيضاء - جميلة عمر
شهدت أحزاب الأغلبية تصدعات في العلاقات فيما بينهما، و من المتوقع أن تؤدي إلى مشاكل سياسية, الحكومة الحالية في غنى عنها.
وحسب مصادر حزبية في الأغلبية ، أن سبب هذه التصدعات تعود إلى عدم التنسيق بين أحزاب الأغلبية ، وبسبب الإتهامات التي أطلقها رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار, صلاح الدين مزوار في إجتماع مجلسه الوطني مؤخرًا.
ففي الوقت الذي ينتظر فيه أن تجتمع قيادة أحزاب العدالة والتنمية, والحركة الشعبية, والتجمع الوطني للأحرار, وحزب التقدم, والاشتراكية للتشاور فيما بينها, خصوصًا في القوانين الإنتخابية التي تمهد للإنتخابات التشريعية المقبلة، خيم الجمود, وعدم التواصل بين أحزاب الأغلبية بسبب ما خلفته كلمة "مزوار" من آثار على أحزاب الأغلبية، "بحسب نفس المصادر".
و كان صلاح الدين مزوار، شن هجوما عنيفا على رئيس الحكومة وحزب العدالة والتنمية، وقال إن الأغلبية الحكومية عرفت شدًا داخلها فيما يتعلق بالتحالفات التي أعقبت انتخابات (4)أيلول/سبتمبر، واتهم مزوار بشكل ضمني "بنكيران" بمحاولة التحكم في القرار الداخلي للتجمع الوطني للأحرار، وقال: ” لقد اندهشت لما آل إليه النقاش السياسي من تدني، ومن أساليب غير حضارية وغير مألوفة، حيث ظهرت إرادة التحكم في قرارنا الحزبي المستقل، وكانت هناك إرادة لطَمْسنا، ووصفنا بالخيانة, رغم أن الجهة التي هاجمتنا سبق أن أصدرت بيانًا يدعو إلى توسيع التحالفات، في الوقت الذي كانت المفاوضات بيننا مستمرة".
وتابع وزير الخارجية في حكومة عبد الإله بنكيران: "فوجئنا كما فوجئ السياسيون بخطاب عنيف ولا أخلاقي وغير حضاري يستهدفنا، خطاب بلغ درجة التعرّض للحياة الخاصة للأفراد، فضلا عن وصفنا بالخيانة".
واعتبر "مزوار" أن كل ما تعرض له حزب التجمع الوطني للأحرار من حملة غير أخلاقية إستهدفته من قبل حزب العدالة والتنمية سببها مقاومته للتحكم والهيمنة، ورفضه الانحناء لخططه وتشبثه باستقلالية قراره، مؤكدا أن حزبه لم يخرق العهود والاتفاقيات، بل قام فقط بممارسة حقه في تدبير تحالفاته المحلية وفق ما يفرضه الواقع، مضيفا "أن التحالفات يتم تدبيرها وفق الظروف، وهو ما جعل رئيس الحكومة يقترح علينا الانضمام للحكومة بعدما كانت علاقتنا غير ودية، فأصبحنا بقدرة قادر حلفاء بعدما كنا أعداء، قبل أن نصبح خونة".