الرباط - سناء بنصالح
أكَّدَت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون مباركة بوعيدة أن المملكة المغربية، وبناءً على التطورات الأخيرة، تجدد إدانتها المطلقة للأعمال العدوانية التي استهدفت كلًّا من سفارة المملكة العربية السعودية في طهران، وقنصليَّتها العامة في مدينة مشهد، مُحمِّلة الدولة الإيرانية كامل المسؤولية، في تجاوزها لكل المواثيق الدولية، والأعراف المعمول بها في مجال حماية الدبلوماسيين والبعثات الدبلوماسية، فيما جددت تشبث المغرب بأمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجيّ.
وشدّدت بوعيدة في كلمة لها، خلال الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري المنظم في القاهرة، الأحد، أن المملكة المغربية عن رفضها التام والقاطع لأي منطق مذهبي أو طائفي يتوهم أصحابه أنه يخوِّلهم حق تمثيل مواطني البلدان الأخرى، ويتخذونه ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وأوضحت بوعيدة أيضًا أن الظروف السياسية، الإقليمية والدولية، الراهنة، تستوجب على الأطراف كافة، أكثر من أي وقت مضى، الالتزام بالتهدئة وضبط النفس وتفادي التصعيد، تجنبًا للسقوط في فخ الصراعات الطائفية والمذهبية، لا سيما وأن المنطقة تمر بظروف مريرة لم تجلب سوى الحروب والمآسي وعدم الاستقرار.
وأعلنت قائلة "حينما دعونا إلى تفادي التصعيد، فِلِأَنَّـنا كُنَّا وما زلنا نحرص بقوة على تجنيب الأمة العربية والإسلامية خطر الصراع المذهبي، الذي يَعْرِفُ الجميع انعكاساته الوخيمة على أوضاعنا الداخلية، وعلى توفيره الأرضية الخصبة لتنامي الإرهاب، فضلا عن إضعاف موقعنا الدولي وتشويه صورتنا كعرب ومسلمين، ونحن في غنى عن التذكير أن ذلك لا يخدم سوى من يضمر السوء للإسلام والمسلمين".
وأوضحت أن التعاطي المتبصر مع الأزمة الحالية يقتضي كذلك الابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، واحترام علاقات حسن الجوار وترجمة ذلك على أرض الواقع، من أجل إيجاد أرضية مشتركة تكفل مصالح دول المنطقة وشعوبها وتفتح آفاقا جديدة للتعايش السلمي بينها.
وأشارت إلى أن المملكة المغربية، بقدر حرصها على نبذ آفة الطائفية والمذهبية، وأمام آفة الإرهاب التي تسعى إلى تفتيت وتمزيق المنطلقة، لتجدد تشبثها الدائم بأمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي، التي تجمعها به علاقات تعاون قوية وشراكة استراتيجية متعددة الأبعاد، مشدّدة على ضرورة احترام سيادة هذه الدول، ووحدة أراضيها وكياناتها الوطنية.