الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
إخلاء أكثر من 486 أسيرًا من هدنة الزبداني والفوعة وكفريا

دمشق - نور خوام

نُفّذت، الاثنين، المرحلة الثانية من اتفاق هدنة الزبداني والفوعة وكفريا، وتمثّلت في إجلاء أكثر من 123 من مسلحي المعارضة المصابين من الزبداني في ريف دمشق و363 من المسلحين والمدنيين المؤيدين للحكومة السورية، من الفوعة وكفريا الشيعيتين في محافظة إدلب. وتم الإجلاء برعاية الأمم المتحدة وفي وقت متزامن، حيث نُقل المعارضين برًّا إلى مطار بيروت ثم جوًا إلى تركيا، فيما كان مؤيدو الحكومة السورية يُنقلون برًا إلى تركيا ومنها جوًّا إلى بيروت. ويمكن أن تمثّل عملية الإجلاء نجاحًا لخطط حكومة دمشق في عقد هدن محلية. حيث يشير منتقدون إلى أنها يمكن أن تكرّس تغييرًا ديموغرافيًا في التركيبة السكانية للمناطق السورية وإلى أن النظام لم يكن طرفًا في التفاوض عليها، بل تمت بين إيران وجماعة "حركة أحرار الشام".
 
وجاءت عملية الإجلاء المتبادل في وقت شنّت القوات الحكومية هجومًا ضخمًا على بلدة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي (جنوب سورية) وتمكنت من السيطرة على مواقع عسكرية مهمة في ضواحي البلدة وعلى حيّها الشمالي، ما استدعى إعلان "الجبهة الجنوبية" التي تمثّل فصائل «الجيش الحر»، النفير العام في حوران، في إعلان مشابه لما صدر قبل أيام من «جيش الفتح» في أعقاب التقدّم الكبير للنظام وحلفائه في ريف حلب الجنوبي. وبعدما أشار بيان «الجبهة الجنوبية» إلى ما سمّاها «الهجمة الشرسة» للنظام على الشيخ مسكين تحت غطاء جوّي كثيف (ما لا يقل عن 57 غارة أمس)، أضاف: «إننا نعلن النغير العام، حيث بدأ أبطال مجاهدي حوران بالتوجه لصد هذا الاقتحام وندعو جميع الفصائل لتقف صفاً واحداً لمواجهة هؤلاء الطغاة وردهم».
 
وبرزت تداعيات جديدة للهجوم في شمال سورية، الذي تشنه «قوات سورية الديموقراطية» ضد تنظيم «داعش» في ريف حلب، إذ سجّل ناشطون فرارا جماعيا لأسر التنظيم في اتجاه محافظة الرقة المجاورة ما يشير إلى خوف «داعش» من وقوعه في حصار مطبق في هذه المنطقة المهمة على الحدود مع تركيا.
 
ويشهد ريف حلب الشمالي والشرقي معارك عنيفة يخوضها «داعش» ضد ثلاثة أطراف مختلفة، الأولى «قوات سورية الديموقراطية» التي يهمين عليها الأكراد والمدعومة بغطاء جوي أميركي والتي تمكنت في اليومين الماضيين من طرد «داعش» من سد تشرين على الضفة الشرقية للفرات وعبور النهر إلى ضفته الغربية، ما يهدد بقطع الطريق الواصل بين مدينة منبج (ريف حلب الشمال الشرقي) والرقة. والثانية القوات الحكومية التي تتقدم في الريف الشرقي لحلب شمال مطار كويرس والتي تهدد أيضًا بقطع خطط إمداد «داعش» من الرقة في اتجاه جرابلس والباب وتادف (ريف حلب). والثالثة فصائل المعارضة التي تخوض معارك يومية ضد «داعش» في ريف حلب الشمالي على الحدود القريبة مع تركيا.
 
وسجّل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه وصل إلى مدينة الرقة قرابة 300 شخص من جنسيات عربية وأجنبية «بينهم عشرات الأطفال والمواطنات من عائلات عناصر وقياديين» في «داعش»، وقال إن النازحين في هذا «الفرار الجماعي» جاؤوا من مدينة منبج وريفها في الريف الشمالي الشرقي لحلب. وأضاف أن التنظيم وزّعهم على مساكن في الرقة، مشيرًا إلى أنه يخشى محاصرته في ريف حلب.
 
ولَفت الأحد تصريح لرئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو قال فيه إن «قوات سورية الديموقراطية» التي عبرت إلى الضفة الغربية للفرات (بعد سيطرتها على سد تشرين) لا تضم قوات كردية، بل عناصرها من السوريين العرب، علمًا أن أنقرة سبق وحذّرت من أنها لن تسمح أبدًا للأكراد بالعبور إلى الضفة الغربية للفرات في معاركهم ضد «داعش». و«قوات سورية الديموقراطية» التي يدعمها الأميركيون بالسلاح وبغطاء جوي وبمستشارين من القوات الخاصة، تهيمن عليها «وحدات الحماية الشعبية» الكردية، لكنها تضم أيضًا فصائل عربية صغيرة. وتعتبر تركيا «وحدات الحماية» تنظيمًا متطرفًا نتيجة ارتباطها بحزب العمال الكردستاني.
 
ونجح لبنان، الأحد، في إنجاز الشق المعني به من اتفاق إخلاء المسلحين من الزبداني وكفريا والفوعة والذي جرى بسلاسة وسط إجراءات أمنية محورها جهاز الأمن العام اللبناني.
 
ودخلت قافلة المقاتلين والجرحى والمرضى وأهاليهم من الزبداني بعد الظهر إلى نقطة المصنع الحدودية مع سورية بمواكبة من الأمن العام وكان ينتظرها على جانبي الطريق نازحون سوريون بعضهم من منطقة الزبداني لجأوا إلى لبنان في الأعوام الماضية، ورفعوا لافتات ترحب بـ «أشرف الناس» وشارات النصر ولوّح بعضهم بعلم الثورة السورية ورددوا التكبيرات، فيما كانت الحافلات ذات الزجاج الشفاف تعبر أمامهم. وامتزجت الدموع بصيحات التهليل ورد مقاتلون بدا عليهم الإعياء الشديد برفع إشارات مماثلة.
 
وتأخر وصول القافلة التي أقلت 126 شخصا وفق الصليب الأحمر اللبناني، لساعات نتيجة إجراءات لوجستية تتعلق بتزامن انطلاق الحافلات التي تقل الذين جرى إخلاؤهم من كفريا والفوعة باتجاه تركيا وبالعدد الدقيق للذين جرى سحبهم من الزبداني وفق اللوائح.
 
وشهد مطار بيروت هبوط طائرة تركية آتية من مطار هاتي التركي انتظرت الآتين من الزبداني والذين استغرق وصولهم إلى المطار نحو ساعتين، وجرى في المطار تقييم وضعهم الصحي للانتقال جوًا من بيروت إلى تركيا، ذلك أن بينهم ثماني حالات تستدعي الاستشفاء قبل نقلهم الى تركيا، لتتزامن عملية إقلاع الطائرة التركية من مطار بيروت إلى مطار هاتي التركي مع إقلاع طائرتين تركيتين تقلان 363 من مسلحي وأهالي كفريا والفوعة من المطار المذكور باتجاه بيروت لينتقلوا منها (وفق الاتفاق) إلى نقطة المصنع ومنه إلى الأراضي السورية حيث جرى تأمين إقامة لهم في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق. والمعلوم أن الواصلين إلى تركيا سيدخلون إلى شمال سورية وفق نص الاتفاق.
 
وأثار تنفيذ الاتفاق اعتراضات وزارية «لأن الحكومة لم تبلغ به» كما قال وزير العمل سجعان قزي (الكتائب). مضيفًا «ان هكذا اتفاق يحتاج الى موافقة الحكومة التي لم تُبلغ بالأمر وكذلك قادة الأجهزة الامنية».

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

نجاة المقدح واستشهاد ٨ في غارة إسرائيلية على مخيم…
إسرائيل تشّن عملية برية علي جنوب لبنان وحزب الله…
إتفاق بوساطة أميركية يقسمّ المنطقة البحرية المتنازع عليها بين…
ميليشيات عراقية تشّن موجة جديدة من الهجمات على قواعد…
الولايات المتحدة تنفي تورطها في عمليات إسرائيل العسكرية داخل…

اخر الاخبار

غوتيريش يرفض أي اجتياح برّي للبنان ويؤكد أن قوات…
هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية بها قوات أميركية قرب…
واشنطن تحذّر طهران من تداعيات خطيرة إذا هاجمت إسرائيل
وفد برلماني يُمثل المغرب في المؤتمر السنوي لحزب المحافظين…

فن وموسيقى

شيرين عبدالوهاب تساند بيروت على طريقتها وتعيد نشر أغنيتها…
يحيى الفخراني يُعيد تقديم مسرحية "الملك لير" للمرة الثالثة…
منال بنشليخة تحتل الترند المغربي بثلاث أغاني من ألبوم "قلب…
إيمان العاصي تتألق في أولى بطولاتها المطلقة "برغم القانون"…

أخبار النجوم

داليا البحيري تُبدي إعجابها بمدينة طنجة المغربية
محمود حميدة يخرج عن صمته ويتحدث عن أزمة فيلم…
شيرين عبد الوهاب وشمس الكويتية تغنيّان من أجل لبنان
سمية الخشاب تكشف عن موقفها من المشاركة في موسم…

رياضة

الفيفا يكشف عن الملاعب المستضيفة لكأس العالم للأندية 2025
المغربي ياسين بونو ضمن قائمة أغلى 10 حراس مرمى…
حكيم زياش يحذف تدوينته المنتقدة للحكومة المغربية
حكيم زياش ينتقد المغرب والدول التي تدعم الإبادة الجماعية…

صحة وتغذية

الكشف عن نظام "مايند" الغذائي لحل مشاكل التركيز والذاكرة…
ممارسة الرياضة في عطلات نهاية الأسبوع بُقلل خطر الإصابة…
علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

الأخبار الأكثر قراءة

بايدن يؤكد أن اتفاق غزة ضروري و مصر ترفض…
نتنياهو يرفض سحّب القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا وبايدن…
بايدن يُجري اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء الإسرائيلي حول مُفاوضات…
مسؤولين أميركيين وإسرائيليين يُؤكدون أن مقترح وقف إطلاق النار…
أوباما يُؤكد أن ترامب لا ينظر للأمور بنفس رؤية…