بغداد - نهال قباني
فرضت القوات الأمنية العراقية طوقًا واسعًا حول مناطق العاصمة بغداد، فانتشرت بشكل مكثف في الشوارع وعلى اسطح مباني الدوائر الحكومية، في ضوء تزايد التفجيرات الإجرامية التي تودي بحياة العديد من المواطنين وتدمر ممتلكاتهم.
وكشف مصدر أمني عراقي، انه "تم اعلان (الانذار ج) لكافة التشكيلات الامنية وهي الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الارهاب، والتي انتشرت بشكل مكثف في مناطق العاصمة بغداد"، عازياً سبب ذلك الى "فرض هيبة وسلطة القانون من اي تجاوز او اساءة من بعض المسيئين".
وأوضح ان "هذه القوات تواجدت في الاماكن المهمة والحيوية في العاصمة"، مشيرا الى انه "تم نشر قناصة على اسطح المباني لدوائر الحيوية والوزارات والمصارف وباقي مفاصل الدولة".
وأفاد مصدر حكومي أن “عبوة ناسفة، انفجرت، مساء الاربعاء، قرب محال تجارية في منطقة حي الفرات، غربي بغداد، ما اسفر عن استشهاد مدنيين واصابة خمسة آخرين”.
وسبق أن أعلن مصدر في الشرطة العراقية، ان 14 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح بتفجيرين شرقي وغربي العاصمة بغداد الاربعاء.
وشن مسلحو تنظيم "داعش"، في محور غرب كركوك هجوماً على جبهات قتال قوات "البيشمركة"، حيث المعارك كانت مستمرة بين الطرفين حتى الفجر. وقال مسؤول المحور الغربي في محافظة كركوك، كمال كركوكي، “ان عناصر تنظيم "داعش" شنوا مساء الأربعاء هجمات في قرية منصورية ومحمد خليل ووادي النفط، ، وتم التصدي للهجوم من قبل قوات البيشمركة”. وأضاف كمال كركوكي، “ان المعارك مازالت مستمرة مع تنظيم "داعش"، ولم تلحق اية اضرار بقوات البيشمركة.
واعتبر رئيس حكومة اقليم "كوردستان" نيجيرفان بارزاني ، ان الحكومة المركزية اهملت التزاماتها إزاء الإقليم ، معلنا الرغبة في التوصل إلى اتفاقٍ مع بغداد.
وقال في كلمة له في ملتقى السليمانية، ان "أعباءَ ما يقرب من المليون وثمانمئةِ ألف نازحٍ ولاجئ كانت على عاتق حكومة إقليم كوردستان، ومع ذلك فقد أستمرت حكومةُ بغداد بقَطْعِ الموازنة ورواتب الموظفين في إقليم كوردستان، وكذلك موازنة ورواتب قوات بيشمركة كوردستان، بالرغم من أنها وبموجب الدستور العراقي هي جزءٌ من المنظومة الدفاعية للعراق".
واضاف أنه "منذ عِدّة سنواتٍ مَضتْ وحتى الأن ، بذلت حكومة إقليم كوردستان محاولاتٍ كثيرةً وقامت بزياراتٍ عديدة إلى بغداد، وقدّمت مبادراتٍ وابدت حسن النِـيّة مرات عديدة لحلّ المشكلات مع بغداد، لكنْ مع الأسف كانت كل تلك المحاولات من دون نتائجها المرجوة."
وتابع كنا نأمل ان "تَحُلَّ حكومةُ العراق المشكلاتِ مع حكومة إقليم كوردستان بصورة فعليةٍ، إلا أنها، ظلتْ تُهمِل التزامتها إزاء إقليم كوردستان . بالرغم من أن حكومة إقليم كوردستان حاولت جاهدة ابرام اتفاق فعليِّ مع بغداد، ولكنْ كل محاولاتنا لم تتمخّض عن أية نتيجةٍ بحيث قَطَعت الأطرافُ الكوردستانيةُ وشعبُ كوردستان الأملَ من حكومةِ العراق".
واعتبر ان" دول التحالف والأطراف الدولية الأُخرى لم تبذلْ جهداً ملحوظاً بالضغط على حكومة بغداد لتـفــي بالتزاماتها تجاه إقليم كوردستان، خاصة قوات البيشمركة، مبينا اننا نقول لجميع دول التحالف إن قوات بيشمركة كوردستان وشعبَ كوردستان مستمران في هذا القتال ، وازمتنا في حاجة إلى مساعدتكم المادية."
وشدد نيجيرفان بارزاني على ان انخفاضَ أسعار النفط، وحرمان إقليم كوردستان من احتياطي النقد العراقي والقروض الدولية، زاد من ثقَلِ أعباءِ الأزمة المالية على كاهلِ شعب كوردستان، ومع الأسف، فإنه برغم ذلك ، لم تقدم أية دولة من دول العالم حتى الآن أية مساعدةٍ مالية لإقليمِ كوردستان، في الوقت الذي اصبحت فيه كوردستان الجبهةَ الأمامية في محاربة الإرهاب، وقدوم كلّ هذا الكم الهائلِ من النازحين بسبب ذلك القتال، فان شعب كوردستان كان يترقب أن يتلقى الدعم من دولِ العالمِ، لكنْ للأسف فإن إقليم كوردستان لم يتلق أي دعمٍ مادي.
وختم بارزاني كلمته قائلاً:، الآن، "أمام هذا العدد من المسؤولين والقيادات العراقية المحترمة الحاضرة هنا، نُعلنُ أننا نرغب في التوصل إلى اتفاقٍ مع بغداد، لافتا الى انه اصبح جليا وواضحا ان الصيغ السابقة للتعامل لم تحقق النجاح، و الآن نحن على استعدادٍ للحوار للاتفاق على صيغةٍ جديدة أُخرى للإدارة والحكم وإقامة العلاقات، التي من شأنها أن تكون مبعث خير وسعادة لجميع المكونات في المنطقة."