الدار البيضاء - جميلة عمر
قرروا بعد الإفراج عنهم من السجن، تأسيس جمعية واحدة تدافع عن حقوقهم وتسوق لمراجعاتهم الفكرية، التي كانت سببا في دخولهم غياهب السجون ، انتهت قبل أن تبدأ ، و لم يقدروا على الاجتماع تحت سقف جمعية واحدة تدافع عن حقوقهم، ، بسبب التنازع حول الرئاسة، وغياب مشروع مشترك واضح يجمعهم.
الجمعية التي أسسها حسن الخطاب، وعبد الرزاق سوماح، بعد خروجهما من السجن رفقة العشرات من السلفيين العام الماضي، بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء بعد مراجعات فكرية قاموا بها، همت نبذهم للعنف والتكفير والاعتراف بشرعية النظام الملكي وإمارة المؤمنين، عرفت الانشقاقات منذ الانطلاقة.
الصراعات الداخلية بين التيار السلفي الجهادي، التي رافقت المراحل الأولى لمحاولة تأسيس "الجمعية المغربية للكرامة والدعوة والإصلاح"، ظهرت بوادرها الأولى في مغادرة عبد الواحد بخوت، الملقب بأبو طه، رفقة عدد من أتباعه ومحبيه، قبل أن يغادرها الفزازي، أيضا، ليأتي الدور الآن على عبد الرزاق سوماح، الذي كان يتزعمها رفقة حسن الخطاب.
وكشف بيان صادر عن الجمعية المغربية للكرامة والدعوة والإصلاح أن سوماح غادر الجمعية بسبب تفضيله العمل السياسي على الجمعوي، وهو ما تعتبره الجمعية خطا أحمر، لذلك كان من الطبيعي أن ينسحب وإلا سيطرد منها.
ولم يتوانَ البيان، الذي وقعه فؤاد شكري، المنسق الوطني للجمعية السلفية، في وصف عدد من الأعضاء المنسحبين بـ"المشبوهين" الذين "أرادوا التشويش لغايات متعددة"، مهاجما أبو طه، الذي كان له دور كبير في جمع شيوخ ومعتقلي السلفية، مبرزا أنه “لم يسبق له أن اعتقل، ومعروف أنه متخصص في إفشال أي عمل جمعوي، إذ كان سابقا مع النهضة، ثم التحق بحزب عرشان ثم طرد منه.
وشدد البيان ذاته على أن الجمعية هي جمعية كل المغاربة أتت لتحارب الغلو والتطرف، وترسخ ثقافة التسامح والقبول بالآخر وترسيخ ثقافة حقوق المواطنة والإنسان والوسطية والاعتدال