الدار البيضاء-جميلة عمر
خرج طلبة اليسار الراديكالي في ظهر المهراز في تظاهرة مساء الاثنين لمساندة رفاقهم الذين ما زالوا يواصلون مواجهاتهم مع قوات الأمن، وفق ما حملوه من شعارات. ولجأ القاعديون في ظهر المهراز إلى وضع المتاريس في مدخل حي الليدو الشعبي استعدادًا لمواجهة أخرى مع قوات الأمن. بهدف تفريق مجهودات الأمن وجرهم إلى مواجهة والحيلولة دون اقتحام حي سايس.
ولجأت الشرطة بدورها إلى نشر قواتها أمام تعنت الطلبة في ظهر المهراز، فيما كثفت من حضورها في الحي الجامعي سايس، والذي يتحصن في داخله العدد الكبير من الطلبة الراغبين في مقاطعة اللامتحانات المقررة صباح الثلاثاء.
وكشفت مصادر مطلعة من ظهر المهراز، أن المواجهات التي عرفتها ساحة الجامعة أسفرت عن اعتقال ستة طلبة وإصابة عدد من رجال الأمن بجروح جراء رشقهم بالحجارة. وشدد وزير الخارجية السابق سعد الدين العثماني، في مقال له نشر في موقعه الرسمي على شبكة الأنترنت، على ضرورة التعامل مع ظاهرة العنف في الجامعات من خلال تبني مقاربة شمولية تستدعي مختلف الجوانب الثقافية والتربوية، والسياسية، والأمنية المطبقة للقانون، وأهم جوانب هذه المقاربة.
وأضاف العثماني "تتجلى في إعادة الحياة للحرية النقابية في الجامعة، والسماح بعودة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، بوصفه إطارا جامعا وفضاء للحوار والتفاعل البناء بين جميع الأطراف الطلابية". مؤكدًا أن "التشجيع على إعادة تنظيم الحياة الطلابية على أسس سليمة، قد يكون أكبر مدخل لإرساء علاقات جديدة داخل الجامعة، واستعادة هذه الأخيرة فضاء للحوار، والتحصيل العلمي، والمساهمة الفاعلة في التنمية في جو من الانضباط والمواطنة واحترام الآخر، مضيفا أن العنف السياسي بمختلف أنواعه مرفوض، ولا يمكن أن يؤدي إلا إلى تأزيم العلاقات، ويسيء إلى جميع الأطراف المتورطة فيه".
وتابع "كما يهدد العنف لوظيفة الجامعة وأدوارها ومستقبلها، الأمر الذي سحتم استعادة النقاش حول الجامعة، ومكانتها ضمن مسار تقدم المغرب، ومسيرة الانتقال الديمقراطي بالوطن".