نيودلهي - عدنان الشامي
تُجري الهند في الوقت الحالي تجاربها النهائية لإطلاق أول غواصة مسلحة نوويًا، لتكون بذلك هي الدولة السادسة في العالم التي تمتلك القدرة على إطلاق رؤوسًا حربية نووية من تحت الماء، وتكتمل لديها القوة النووية برًا وبحرًا وجوًا بنشر هذه الغواصات.
وكان أول تصديق على بناء هذه الغواصة في عام 1970، ليبدأ العمل في المشروع عام 1998 بعد الموافقة عليه في عام 1984. وعكفت الحكومة الهندية على مدار العقود الثلاث الماضية ضمن برنامجًا سريًا على تطوير تلك الغواصة التي تزن 6 آلاف طن، وبإمكانها قطع مسافة 110 كم/س، وتم إطلاق عليها اسم "قاتلة الأعداء" باللغة الهندوسية.
وذكر مسؤولون لصحيفة "إيكونوميك تايمز"، بأن مشروع بناء الغواصة دخل في الوقت الراهن مراحله النهائية في خليج البنغال Bengal بعد أن نجحت في اجتياز عدة اختبارات في الأشهر الخمس الماضية للغوص البحري العميق إضافة إلى اختبارات لإطلاق الأسلحة.
وبإمكان هذه الغواصة النووية التسليح بعدد 12 صاروخ قصير المدى من طراز K-15 أو أربعة صواريخ باليستية من طراز K-4 فيما بدأ العمل بالفعل في بناء غواصتين إضافيتين من طراز Arihant، حيث تعتزم الهند امتلاك أربعة غواصات في الإجمال بحلول عام 2020، وفقًا للتقارير الصادرة من الدبلوماسيين.
ومع نشر الهند لغواصة نووية، فإن من شأن ذلك أن يزيد من حدة التوترات مع القوى الإقليمية التي سوف تدخل في سباق على التسلح البحري، وهو ما قد يكون من المحتمل دفع الصين إلى مساعدة حلفائها باكستان وكوريا الشمالية، الذين يمتلكون تسليحًا نوويًا على امتلاك تقنيات مماثلة بحسب ما أوردت بلومبرغ.
وتعد كلاً من الهند والصين موقعتان على سياسة "لا للاستخدام الأول" بشأن الأسلحة النووية، كما تعتبر كلاهما الغواصات المسلحة نوويًا بمثابة سلاح الردع الذي تهدف من خلاله منع اندلاع الحرب، فيما تتميزغواصة Arihant الهندية بصعوبة تقفي أثرها وتحديد موقعها، متفوقةً بذلك على منصات إطلاق الصواريخ النووية البرية والجوية، وهو ما يمنح الهند الأفضلية في الانتقام من العدو الذي يخطط لتدمير ما تبقي من ترسانتها النووية، وذلك عن طريق الضربة الأولى.
ووفقًا للتقرير الصادر من معهد "لوري" للسياسات الدولية بشأن الغواصات ذات التسليح النووي، فإن هذه الغواصات النووية التي تمتلكها كلاً من الهند والصين يمكن في الوقت الحالي تحديد مواقعها بسهولة، وأضاف التقرير بأنه من المرجح عدم استمرار الاستقرار المبدئي ما بين الصين والهند طويلاً، مع قيام الهند بنشر صواريخها النووية على الغواصات التي تمتلكها.
ويبقي من شأن تحديد مواقع الغواصات ذات التسليح النووي للصين والهند إلى جانب تلك المحتمل امتلاكها من جانب باكستان وكوريا الشمالية من الخصوم بأن يجعل أنشطتها صعب التنبؤ بها، فضلاً عن تفاقم التوترات البحرية على نطاق واسع.
وليست وحدها الصين والهند وحدهم من يمتلكون غواصاتٍ نووية، حيث تمتلك كلاً من بريطانيـا والولايات المتحدة وفرنسا وروسيـا هذا النوع من الغواصات، في حين تعتبرالولايات المتحدة الأمريكية وروسيـا فقط هي التي تمتلك أسلحة نووية برًا وبحرًا وجوًا.
وأثار تجديد غواصة ترايدنت Trident النووية البريطانية جدلاً حادًا داخل حزب العمال، بالرغم من أن زعيم حزب العمال جيرمي كوربين يفضل نزع السلاح من جانب واحد، إلا أن العديد من الأعضاء الآخرين في حكومة الظل يؤيدون ذلك صراحةً، فيما تقول الحكومة بأن تكلفة التجديد للغواصة ترايدنت Trident سوف تبلغ 31 بليون جنيه أسترليني، ولكن بعض الخبراء يقولون بأن التكلفة الحقيقية سوف تتعدي 100 بليون جنيه أسترليني.