صنعاء ـ عبد الغني يحيى
حقَقت المقاومة الشعبية والجيش اليمني، الجمعة، تقدمًا جديدًا في المعارك الدائرة على جبهة نهم شمال شرقي صنعاء، وأحكمت سيطرتها على معسكر اللواء 312 في منطقة "فرضة نهم" بعد قتال مع مسلحي ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح استمر لأكثر من 48 ساعة قُتل خلالها العشرات من عناصر الميليشيات. لتتقدم بعدها لمحاصرة منطقة مَسوَرة الواقعة على بعد نحو 12 كيلو غرام فقط غرب الفرضة على مشارف العاصمة صنعاء.
وأوضح المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد الركن أحمد عسيري، إن الميليشيات تسعى إلى إعاقة تقدم قوات التحالف باتجاه العاصمة اليمنية صنعاء. وتوصل قوات من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، على مشارف العاصمة تطهير مواقع في منطقة نهم التابعة لمحافظة صنعاء من عناصر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من خلال تنفيذ غارات مكثفة على مواقع الميليشيات وفلولها الهاربة من جبهات القتال.
وأضافت مصادر عسكرية، أن المعارك تدور في محيط المعسكر الرئيس للواء 312 الذي يسيطر عليه المتمردون في المنطقة بعد تقدم قوات الشرعية من الجهة الشمالية عبر جبال "يام" ومن الجهة الغربية عبر منطقة "بران"، في ظل مقاومة ضارية من قبل مسلحي الحوثيين وصالح الذين يستميتون لمنع سقوط مواقعهم الاستراتيجية على بوابة صنعاء.
وذكرت مصادر الجيش أنها "استولت على كميات كبيرة من العتاد والتجهيزات العسكرية والأسلحة بينها مدرعات ودبابات وصواريخ وطوقت منطقة مسورة" التي تعد النقطة الوسطى بين نقيل الفرضة ونقيل ابن غيلان الأقرب الى صنعاء. وكشفت عن وساطة قبلية تعمل من أجل استسلام الميليشيات في مسورة وتسليم أسلحتها مقابل خروجهم سالمين. وأشارت إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى خلال الـ24 ساعة الماضية في منطقة الفرضة التي تشكل السيطرة عليها مكسبًا مهمًا لقوات الشرعية لقربها من صنعاء، ولكونها تتحكم في الطريق الذي يصل بين العاصمة ومحافظتي مأرب والجوف.
وشملت غارات طيران التحالف أيضًا العاصمة صنعاء مستهدفة لليوم الثاني على التوالي معسكر قوات الاحتياط في منطقة سواد حزيز جنوب المدينة، إضافة إلى مبنى إدارة أمن المسراخ في محافظة تعز الذي تسيطر عليه الميليشيات. وفي الجوف، تتواصل المعارك العنيفة في مديرية خب والشعف شمال المحافظة، حيث شهدت المنطقة تبادلًا للقصف بالأسلحة الثقيلة في محاولة من المقاومة لتطهير مواقع في محيط سوق الثلوث، بعد نجاحها في السيطرة على مواقع للمتمردين في المناطق الواقعة وسط وشمال شرقي مدينة الحزم بعد فرار عناصر الميليشيات.
وقضت غارة شنتها الخميس، طائرة أميركية من دون طيار على القيادي البارز في تنظيم "القاعدة" في اليمن جلال بلعيدي المرقشي، المشهور بـ "أبي حمزة الزنجباري" مع اثنين من مرافقيه باستهداف سيارة كانت تقلهم في مسقط رأسه في منطقة المراقشة الجبلية التابعة لمحافظة أبين (شرق عدن). وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي عن تخصيص مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يساعد في اعتقال بلعيدي.
ورد تنظيم "القاعدة" مباشرة على مقتل قائده بالسيطرة على المؤسسات الحكومية في مدينة زنجبار (عاصمة محافظة أبين) وإعلانها "إمارة إسلامية" والاستيلاء على مدينة المحفد في المحافظة نفسها.
وذكرت مصادر أمنية وشهود لـ "الحياة"، أن مسلحي التنظيم نقلوا أشلاء بلعيدي المحترقة إلى منزل أحد أقاربه في زنجبار وأطلقوا الأعيرة النارية في الهواء للتعبير عن غضبهم ورفعوا أعلامهم السود فوق المؤسسات الحكومية ونشروا نقاط التفتيش في مداخل المدينة ومخارجها بعد طرد المسلحين الموالين للسلطات المحلية في المحافظة وبدأوا حملة اعتقالات في صفوف من يعتقدون أنهم مسؤولون عن زرع شريحة تتبّع سهّلت استهداف بلعيدي.
وسيطر تنظيم "القاعدة" قبل أسابيع على زنجبار وجعار ومناطق أخرى في أبين لكنه سمح للسلطات المحلية بالاستمرار في ممارسة مهماتها مقابل الإبقاء على حضوره العسكري والأمني، كما سيطر قبل أيام على مدينة عزان، وهي ثانية كبريات مدن محافظة شبوة المجاورة، ونشر عناصره في مدينة الحوطة عاصمة لحج (شمال عدن) إلى جانب سيطرته منذ نيسان (أبريل) الماضي، على مدينة المكلا عاصمة حضرموت ومناطق مجاورة لها على ساحل بحر العرب.
ويُعد جلال بلعيدي واحدًا من أخطر القادة الميدانيين لـ "القاعدة"، وسبق أن قاد هجمات واسعة على مقرات الجيش والمؤسسات الحكومية في حضرموت وأبين وشبوة خلال العامين الأخيرين، ويعتقد أنه المسؤول عن مجموعة مسلحة تابعة للتنظيم قامت بإعدام 15 جنديا ذبحًا بعد خطفهم أثناء سفرهم بالزي المدني إلى صنعاء على متن حافلة للركاب في وادي حضرموت في آب (أغسطس) 2014.
وأوضح شهود في مديرية المحفد في محافظة أبين أن مسلحي "القاعدة" سيطروا على مركز المديرية الخميس، ونشروا فيها نقاط التفتيش عقب مقتل بلعيدي. وأفادت مصادر في محافظة شبوة المجاورة بأن غارة لطائرة من دون طيار قتلت قبل ساعات من استهداف بلعيدي أربعة من عناصر التنظيم على متن سيارة في قرية المجازة في منطقة "مفرق الروض" شرق مدينة عتق عاصمة شبوة.
وواصل طيران التحالف غاراته على مواقع الحوثيين وقوات صالح في محيط صنعاء ومحافظات تعز وصعدة وذمار وحجة وعمران. وأفادت مصادر المقاومة بأن غارات ضربت مواقع الميليشيا شمال الضالع في مدينة "دمت" وفي مناطق "معزبة الحدي" التابعة إداريًا لمديرية الرضمة في محافظة إب والقريبة من دمت.
وكشفت أن القوات المشتركة تمكنت وبدعم من التحالف ومروحيات "الأباتشي" من السيطرة على كامل مدينة ميدي شمال غربي محافظة حجّة الحدودية بعد معارك عنيفة مع الحوثيين، وأضافت أنها تقترب من إحكام السيطرة على كامل مدينة حرض جنوب منفذ الطوال الحدودي والزحف نحو مدينة عبس جنوبًا، بالتزامن مع تدمير الطيران والمدفعية مواقع للمتمردين ومخازن أسلحة وعربات ومدرعات عسكرية حاولت التقدم لتعزيز قوات الانقلابيين. وتجددت المعارك في جبهات محافظتي الجوف وتعز، وقالت مصادر في المقاومة الشعبية إن 15 حوثيًا على الأقل قتلوا في جبهات تعز بالتزامن مع غارات لطيران التحالف، فيما واصل الحوثيون قصفهم بالصواريخ على بلدة "كرش" الواقعة بين تعز ولحج.