الدار البيضاء : جميلة عمر
كشف تقرير استخباراتي أسباني أن أغلبية الشباب المغاربة الذين انضموا إلى "داعش" في العامين الأخيرين ينحدرون من الشمال المغربي. وأضاف التقرير أن سبب مغادرة هؤلاء الشباب نحو بؤر التوتر هو الفقر والتهميش، وهذه العوامل هي التي جعلت هؤلاء الشباب تتولد لهم فكرة الهجرة نحو أوروبا .
وأشار التقرير إلى أنه منذ ديسمبر /كانون الأول، بدأ المئات من أبناء الريف في الهجرة إلى أوروبا عبر تركيا، بحيث منذ سبتمبر /إيلول 2015، خرج العديد من أبناء مدينة أزغنغان صوب تركيا، مبرزًا أن عددهم يتجاوز الألف في مدينة بالكاد يتجاوز عدد سكانها 30 ألف نسمة.
وأوضح التقرير، أن مدينة الناظور هي الأولى على المستوى الوطني التي انتشرت فيها ظاهرة السفر إلى تركيا والتخفي تحت الهوية السورية من أجل طلب اللجوء السياسي في أوروبا، مضيفًا أن عدد الشباب الذين خرجوا من المدينة منذ الصيف الماضي يتراوح ما بين 1500 و2000.
وشرح التقرير من خلال شهادات بعض الشباب المغاربة الذين سبق لهم أن خاضوا تجربة السفر إلى تركيا للعبور إلى أوروبا أو شهادات أسرتهم أو أصدقائهم في الناظور، أنه يكفي لكل شاب يريد السفر إلى أوروبا عبر تركيا الحصول على تذكرة سفر بمبلغ 8000 درهمًا (ذهاب وإياب) انطلاقًا من مطار محمد الخامس في الدار البيضاء، علمًا أن المغاربة لا يحتاجون إلى تأشيرة للدخول إلى تركيا، موضحًا أن بعد الوصول إلى تركيا يعملون على التخلص من جواز سفرهم المغربي، وشراء بطاقة هوية سورية مقابل 600 درهمًا، هذا المبلغ يذهب إلى جيوب مافيات تعمل على تهريب "اللاجئين" إلى اليونان تحت غطاء أنهم سوريون. وتصل تكلفة التنقل من المغرب إلى اليونان في بعض الأحيان إلى 30000 درهمًا، خاصة وأن بعد وكالات الأسفار بدأت ترفع من سعر التأشيرة بعد تزايد عدد المسافرين إلى تركيا.
وكانت الأرقام التي قدمها التقرير بشأن مدينة الناظور وضواحيها تبدو واقعية إذا ما تم مقارنتها مع الأرقام التي قدمتها مصادر دبلوماسية ألمانية في الرباط تفيد بأن 10 ألف مهاجر غير شرعي مغربي وصلوا إلى ألمانيا في الآونة الأخيرة.