واشنطن ـ رولا عيسى
استعد حي جورج تاون في واشنطن العاصمة، هذا الأسبوع؛ لاستقبال ملك المملكة العربية السعودية سلمان بن عبد العزيز الذي التقى الرئيس الأميركي أوباما في البيت الأبيض، الجمعة، صحبة أسطول من السيارات الفاخرة، وتغطية الفندق بالذهب، وفرش السجاد الأحمر في موقف السيارات.
وحجز الملك سلمان بن عبد العزيز، جميع غرف فندق "الفورسيزون" للإقامة ثلاث ليالي في الفندق، ما دفع الضيوف إلى الانتقال إلى فندق فاخر آخر في الجوار، وأضاف الفندق الفاخر الذي يبلغ سعر الإقامة في أجنحته أكثر من 2000 دولار في الليلة، بعض اللمسات المناسبة لذوق الملك البالغ من العمر 79 عامًا.
وبيّن شهود عيان في تصريحات صحافية، أنهم شاهدوا في الفندق أثاث ذات عجلات من الذهب والسجاد الأحمر في الردهة وعلى الاسفلت وفي مرآب السيارات الذي يخص الفندق، وأبرز أحدهم أنّ كل شيء هناك كان من الذهب، مرايا ذهبية وطاولات ومصابيح ورفوف للقبعات من الذهب أيضًا.
وامتلأت شوارع جورج تاون بسيارات الدفع الرباعي من "كاديلاك" التابعة لوفد الملك سلمان الذي يضم دبلوماسيين سعوديين وعائلته ومساعديه، ويعرف الملك بكثرة عدد الحاشية المصاحبة له، حيث حضر معه، الشهر الماضي، 1000 شخص؛ لقضاء العطلة على شاطئ الريفييرا الفرنسي، ما أدى إلى إغلاق الشاطئ كله.
والتقى الملك سلمان الذي اعتلى العرش في كانون الثاني/ يناير، بعد وفاة أخيه غير الشقيق الملك عبد الله، الرئيس أوباما؛ لمناقشة الاتفاق النووي الايراني، وتعتبر هذه الزيارة، الأولى للولايات المتحدة، منذ اعتلائه العرش، والمرة الأولى التي يلتقى فيها أوباما منذ لقائه في كانون الثاني.
يذكر أنّ الملك سلمان، لم يحضر القمة الخليجية العربية في "كامب ديفيد" خلال آيار/ مايو، في خطوة فُسرت على اعتبارها ازدراء دبلوماسي لإستراتيجية أوباما مع إيران؛ إلا أنّ كل الحكومات نفت ذلك التفسير، وحقق أوباما نصرًا سياسيًا، هذا الأسبوع، عندما دعّم عدد من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الاتفاق النووي الإيراني؛ للحفاظ على حق "الفيتو" من أي أصوات رافضة له في "الكونغرس".
وتختلف المملكة العربية السعودية وإيران حول عدد من القضايا الإقليمية، ضمنها الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أربعة أعوام ونصف، والاضطرابات في اليمن، حيث يستهدف تحالف من الدول العربية تحت قيادة المملكة ومساعدة الولايات المتحدة قوات "الحوثيين" المتحالفة مع إيران.
وتركز إدارة أوباما، على الالتزام بوعد الرئيس في قمة "كامب ديفيد"، ومن ذلك مساعدة دول الخليج في دمج أنظمة الدفاع الصاروخي والدعم الإلكتروني والأمن البحري، وعلى الرغم من هذه التوترات؛ إلا أنّ المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة تعتمدان على بعضهما البعض في القضايا التي تخص الأمن والأعمال التجارية والاقتصادية.
ولا تزال المملكة العربية السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، وساعد التزامها لضخ النفط على الرغم من انخفاض سعره خلال الآونة الأخيرة، في الحفاظ على الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة، وأشار البيت الأبيض إلى أنّ الرئيس أوباما والملك سلمان سيناقشان ما يخص أسواق الطاقة العالمية خلال الزيارة.