الدار البيضاء- جميلة عمر
كشفت تسريبات من محضر التحقيق مع الجهادي المغربي-البلجيكي، صلاح عبدالسلام، والذي اعتقل في 18 آذار/مارس الجاري، أنه كيف كان يتحرك في بلجيكا قبل اعتقاله والأمكنة التي كان يختبئ فيها، ومصدر الأموال التي كان يمول بها الخلية.
كما أكد البحث الأولي أنه كان المكلف اللوجستيكي الذي يقف وراء الهجمات الانتحارية الأخيرة في باريس في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وفي بروكسيل 22 آذار/ مارس الجاري، واعترف عبدالسلام بأن شقيقه إبراهيم، واحد من انتحاري اعتداءات باريس، وهو مصدر الأموال التي كان يدعم بها لوجستيكيًا الخلية التي كان يقودها المغربي الآخر عبدالحميد أباعود، الذي قتل في حي سان دوني بعد مداهمة من قبل الأمن الفرنسي.
وأضاف صلاح أن الجزائري بلقياد هو الرأس المحرك الرئيسي الذي غيَّر مسار عدد من الشباب من أشخاص عاديين إلى متطرفين وغرس فيهم الرغبة في التطرف، وأن هذا الأخير كان يصطاد الشباب الذين يعانون من مشاكل مادية، واستقطاب أبناء المدن الهامشية، وبعد تفجيرات باريس اختبئ برفقة بعض المتطرفين عنده في حي "فوريست".
وأشار إلى أنه عقب تنفيذ تفجيرات باريس، لم يكن لديه مكان آخر يتوجه إليه، وفي 14 تشرين الثاني الماضي، بعد عودته من فرنسا إلى بلجيكا، كان على علم أنه يوجد في الحي المجاور لمولنبيك في بروكسيل، لهذا اختبأ عنده، وبعد ذلك أخبره بلقياد أن له مخبأ آخر يمكن لأعضاء الخلية اللجوء إليه في حي "فورسيت" في بروكسيل.
وبحسب الشرطة الفيدرالية، فإن بلقياد قتل برصاص قناص، وهو يحاول إطلاق النار على الشرطة من نافذة شقته، كما كشفت الأبحاث أن "بلقايد محمد عزيز" كان يحمل بطاقة هوية مزورة باسم "بوزيد سمير"، وأنه يعتبر أحد العناصر الخطيرة لتنظيم "داعش"، ودخل عبر مدينة "تل أبيض" الواقعة في سورية بتاريخ 19 نيسان/أبريل 2014، وهي مركز منطقة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، ومعروف أنه كان ضمن قائمة الانتحاريين لتنفيذ هجمات في كثير من الدول الأوروبية، كما أن دوره في داعش كان استقطاب الشباب وتحريضهم على الجهاد والقيام بأفعال انتحارية، من بينهم إبراهيم وصلاح عبدالسلام.
وكشف صلاح عن واحدة من الاستراتيجيات التي يعتمد عليها المتطرفون في تنقلاتهم ولنقل المتفجرات والأسلحة أيضًا، وهي سيارات الأجرة، في هذا أشار قائلاً "انتقلنا من حي شبريك إلى حي فوريس للتنقل إلى مطار بروكسيل، بحيث نقلوا معهم ثلاث حقائب مملوءة بالمتفجرات، علمًا بأنهم في البداية كانوا ينوون نقل خمس حقائب، إلا أن مكتب خدمات سيارات الأجرة أرسل لهم سيارة صغيرة عوض الكبيرة، الشيء الذي أجبرهم على نقل ثلاث حقائب فقط.
كما أبرز فيديو إبراهيم وصلاح عبدالسلام مخمورين ويلهوان في أحد النوادي الليلية في العاصمة البلجيكية، بروكسيل، قبل أشهر قليلة من أحداث باريس الدامية، والمقطع القصير الذي سربه أحد أصدقاء الأخوين يظهرهما يرقصان على أنغام أغنية راب فرنسية، قبل تسعة أشهر من الحادث وتحديدًا في 8 شباط/ فبراير 2015، وكانت تلك الليلة آخر مرة يراهما مخمورين، وبدآ يواظبان على الصلاة الجماعية خاصة يوم الجمعة.