الدار البيضاء - جميلة عمر
اعتقلت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، عوني سلطة في دائرة رياض الألفة في البيضاء، متلبسين بتسلم 10 آلاف درهم، رشوة من تاجر لحوم بيضاء، بعد نصب كمين لهما داخل مقهى في المنطقة.
ووفقًا لمصدر أمني، أن جزار يملك محلا لبيع اللحوم البيضاء في رياض الألفة، وكغيره من زملائه رغب في استغلال جزءًا من الملك العمومي للشواء، ليفاجأ بحضور القائد إلى محله التجاري ويطالبه بالقدوم إلى مقر الملحقة، وبمكتبه، طلب منه القائد مليون سنتيم من أجل التغاضي عن استغلاله الملك العمومي.
وفي اليوم التالي توجه الجزار إلى مكتب القائد، وسلمه 3000 درهم، لكن القائد تمسك بالمبلغ كاملا، وسلمه رقم هاتف عون سلطة، مبرزًا له أنه في حال توفير المبلغ عليه الاتصال بالعون وتسليمه له.
الضحية لم يتقبل الأمر فاتصل بصديق له وهو فاعلا جمعويًا في المنطقة، ومجرد ما حكى له قصته حتى فاجئه الجمعوي على أنه سبق و أن تعرض للابتزاز فاقترح عليه تقديم شكوى في الموضوع.
الضحية حرر شكوى شرح فيها طريقة ابتزازه من طرف القائد، وسلمها، ثم تم نصب كمين للعونين بناء على شكوى تقدم بها الضحية للوكيل العام للملك في محكمة الاستئناف، يتهم من خلالها قائد الملحقة بالابتزاز والرشوة، وهو ما أكده العونان لعناصر الفرقة الوطنية لحظة إيقافهما، حيث شددا على أنهما مبعوثان من قبل القائد لتسلم المبلغ من صاحب المحل.
وأخبر الضحية فاعلا جمعويًا في المنطقة بما تعرض له من ابتزاز من قبل ليحرر له شكاية سلمت إلى وكيل الملك في المحكمة الزجرية عين السبع، الذي بمجرد الاطلاع على فحواها، طالبه بتقديمها إلى الوكيل العام للملك في محكمة الاستئناف من أجل الاختصاص، بحكم أن القائد يتمتع بالامتياز القضائي.
في نفس اليوم قام الضحية بتقديم شكوى مفصلة بكل ما وقع له ، للوكيل العام للملك، الذي أمر نائبا له بالاطلاع عليها، ليربط الأخير اتصالا بالفرقة الوطنية، التي حضر خمسة من عناصرها إلى محكمة الاستئناف، ونقلوا الضحية إلى مقر الفرقة الوطنية، وهناك نسخوا المبلغ المالي، وكشفوا دوره في الكمين الذي سينصب للقائد للإيقاع به متلبسا بالرشوة
وبعد الاتفاق على كل التفاصيل، رافقت عناصر الفرقة الضحية إلى مقر الملحقة الإدارية، حيث ينتظر القائد قدوم الضحية ومعه المبلغ المالي. وولج الضحية مكتب القائد، بعد اتفاق مع عناصر الفرقة أنه سيمرر يده على رأسه، كإشارة على تسلمه المبلغ المالي، حتى تضبطه متلبسا، إلا أن القائد، سيرفض تسلم المبلغ، ويطالب الضحية بمده إلى عوني سلطة ينتظرانه في مقهى قريبة من الملحقة.
غادر الضحية مقر الملحقة، برفقة عناصر الفرقة الوطنية، ليتلقى اتصالا من عون سلطة يخبره أنه ينتظره بالمقهى، رفقة عون آخر لتسليمه المبلغ، وهي المكالمة التي استمعت إليها عناصر الفرقة الوطنية، وانتقل الضحية إلى المقهى، وجلس على طاولة مقابلة لعناصر الفرقة الوطنية تترقب قدوم العونين، اللذين حلا سريعا على متن دراجتيهما، وجلسا بطاولة الضحية، حيث اعترفا له أن القائد من أرسلهما لتسلم المبلغ، وهو ما كانت تستمع له وتدونه عناصر الفرقة الوطنية، قبل أن يسلم الضحية العونين المبلغ، ولحظة مغادرتهما المقهى، تفاجآ بعناصر الفرقة الوطنية تعتقلهما.