واشنطن ـ يوسف مكي
دعا رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما في خطابه الأخير حول حالة الاتحاد مساء الثلاثاء، مواطنيه القلقين من الوضع الاقتصادي والتهديدات الإرهابية إلى عدم "الخوف من المستقبل"، مؤكدا أن بلدهم هو "الأقوى في العالم"، وأن المتطرفين لا يشكلون "خطرا وجوديا" عليه. كما جدد مناشدته الكونغرس بإغلاق معتقل غوانتانامو "غير المجدي" والذي يستخدمه المتطرفون كمنشور دعائي لتجنيد متطوعين في صفوفهم.
واعتبرالرئيس الأمريكي أن تنظيم "داعش" المتطرف "لا يشكل خطرا وجوديا" على الولايات المتحدة وقال إن "جموعا من المقاتلين المتمركزين فوق شاحنات صغيرة وأشخاصا نفوسهم معذبة يتآمرون في شقق أو مرائب سيارات، يشكلون خطرا هائلا على المدنيين وعلينا وقفهم. ولكنهم لا يشكلون خطرا وجوديا على وطننا".
وطالب أوباما بإغلاق معتقل غوانتانامو "غير المجدي" والذي يستخدمه المتطرفون كمنشور دعائي لتجنيد متطوعين في صفوفهم معلنا" "سأواصل جهودي لإغلاق سجن غوانتانامو، فهو يكلف غاليا وهو غير مجد وهو ليس أكثر من كراس تجنيد يستخدمه أعداؤنا".
وجدد الرئيس الأمريكي دعوته الكونغرس لرفع الحظر الاقتصادي الأمريكي المفروض على كوبا، وذلك بعد عام من بدء عملية تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وهافانا وطي نصف قرن من العداء.
وقال إن "خمسين عاما من عزل كوبا لم تنجح في نشر الديمقراطية وأدت إلى تراجعنا في أمريكا اللاتينية. هل تريدون تعزيز قيادتنا ومصداقيتنا في القارة؟ اعترفوا بأن الحرب الباردة انتهت. ارفعوا الحظر".
وأكد أوباما "نعيش في زمن يشهد تغييرات استثنائية"، لكنه طمأن مواطنيه إلى أن "أمريكا شهدت في الماضي تغيرات كبرى، من حروب وكساد اقتصادي وتدفق مهاجرين ونضال من أجل الحقوق المدنية. في كل مرة كان هناك من يدعونا إلى الخوف من المستقبل وفي كل مرة انتصرنا على هذه المخاوف".
واعتبر أوباما أن الحديث عن تراجع الاقتصاد الأميركي "خيالي"، داعيا إلى "تسريع وتيرة انتقال" الولايات المتحدة إلى مصادر الطاقة النظيفة.وخاطب أوباما الكونغرس بمجلسيه "قلت لكم سابقا إن كل ما يحكى عن تراجع الاقتصاد الأمريكي مجرد خيال سياسي الولايات المتحدة الأمريكية هي أقوى أمة في العالم".
وأضاف أوباما في خطابه الذي يأتي قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر إن التغييرات الراهنة منها ما هو سلبي مثل ما شهده العالم من "تقلبات اقتصادية" ومنها ما هو مفعم بالآمال مثل ما حصل من "اكتشافات طبية رائعة".
وشدد الرئيس الأمريكي على أن هذه التغيرات "تتيح لفتيات في قرى نائية الحصول على التعليم ولكنها تتيح لإرهابيين يدبرون اعتداءات بالتواصل في ما بينهم عبر المحيطات"، مضيفا "سواء أحببنا ذلك أم لا فإن وتيرة هذا التغيير لن تنفك تتسارع".
وكشف عن إطلاق "جهد وطني" ضد السرطان، مشيرا إلى أنه عين على رأس هذه المبادرة نائبه جو بايدن الذي خطف هذا المرض أحد أبنائه وقال "هذا المساء أعلن عن جهد وطني جديد لفعل ما يجب فعله ضد السرطان"، مضيفا أنه "من أجل الغالين علينا الذين خسرناهم ومن أجل العائلات التي ما زال بإمكاننا انقاذها، فلنجعل من أمريكا البلد الذي يستأصل السرطان مرة واحدة وللأبد".