الجزائر– إيمان بن نعجة
انطلقت المسيرة المليونية التي دعت إليها الأحزاب المعارضة في ورقلة في الجنوب الجزائري، السبت، إذ بدأ وصول المواطنين المحتجين وقيادات الأحزاب في ساحة النصر أمام مقر بلدية ورقلة؛ للمشاركة في المسيرة الحاشدة "ضد استغلال الغاز الصخري" ومساندة سكان عين صالح.
وشهدت المسيرة وجودًا أمنيًّا غير مكثف عبر أبرز المحاور المؤدية إلى وسط مدينة ورقلة؛ حيث شارك في المسيرة محمد ذويبي من حركة النهضة وجيلالي سفيان من الجيل الجديد ومحسن بلعباس من الأرسيدي، وغيرهم من القياديين.
وشرع منذ صباح، الجمعة الماضية، نشطاء تنسيقية "مناهضة مشروع الغاز الصخري" في ترتيب المليونية، في إطار مسيرة حاشدّة تجوب أغلب الشوارع الرئيسية الكبرى للولاية.
ونقل أعضاء من الهيئة لـ"المغرب اليوم" أن الشعارات التي سترفع في المسيرة لن تكون مسيّسة بل نداءات للقاضي الأول للبلاد، من أجل التدخل وإصدار أمر بوقف استغلال الغاز الصخري في الجنوب سواء في عين صالح أو في أيّة منطقة أخرى من الجزائر، وهو المطلب الذي سبق وأن رفعه هؤلاء دون أن يجدوا من يصغي إلى نداءاتهم.
للإشارة، فإن استقبال الوفود المشاركة قد بدأ منذ نهاية الأسبوع الماضي، إلى نهاية استكمال الترتيبات، صباح السبت، وفي المقابل حشدّت الأحزاب المنضوية في جناح المعارضة سواء في التنسيقية أو قطب قوى التغيير إطاراتها ومناضليها من أجل الحضور والمشاركة في الوقفة، حيث قرر قادة الأحزاب السياسية المشكلة لتكتل تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، المشاركة في المليونية التي دعت إليها اللجان الشعبية المناهضة لاستغلال الغاز الصخري، والتي ستكون فرصة لدعم مطالب سكان عين صالح المعتصمين منذ ما يقرب من 3 أشهر في أغلب مدن ولاية تمنراست، المتمسكون بمطلب وقف استكشاف الغاز الصخري الذي تتمسك به الحكومة.
ولعل مساندة ودعم أحزاب سياسية من تيار المعارضة لحراكهم هو الذي منحهم الدافع القوى لمواصلة الانتفاضة هناك وتشكيل جبهة رفض قوية تكون قادرة في المستقبل القريب على حثّ السلطة لمراجعة حساباتها المتعلقة بهذا الجانب.
وقد أبدت أغلب التيارات السياسية والشخصيات الوطنية والمنظمات الرافضة لاستغلال الغاز الصخري المشاركة بقوة في وقفة يسعى هؤلاء لأن تكون "مليونية"، إذ ستكون ولاية ورقلة مسرحًا لها، بداية من نهار السبت.
وفي المقابل، نددت أحزاب الموالاة على لسان الناطقين الرسميين باسم هذه الأحزاب، خلال حديث لهم مع "المغرب اليوم"، بهذه الخطوة معتبرين إياها فرصة للتشويش على استقرار وأمن الجنوب الذي هو أمن واستقرار الجزائر.
كما انتقدت الأحزاب ذاتها "تسييس" المعارضة لمطالب اجتماعية، وهو ما توضح بعد خيار مشاركتهم في الوقفات المرتقب تنظيمها، السبت، في ولاية ورقلة في الجنوب الجزائري، واتهم هؤلاء الأحزاب المنضوية تحت جناح "المعارضة" بـ"محاولة تحقيق أهداف سياسية" على حساب " مطالب اجتماعية لسكان الجنوب" ما اعتبروه بـ"الأمر غير المقبول".
وعليه، أخذ ملف استغلال الغاز الصخري في الجنوب الجزائري، الذي تتمسك به الحكومة وتدعم الاستثمارات المتعلقة بمجال "الطاقات غير التقليدية" منحىً جديدًا، لن يرتبط في منطقة عين صالح في ولاية تمنراست فقط بل في ولايات أخرى جنوبية أبدى سكانها رفضهم هذا الخيار الذي تبنته السلطة لوضع حلّ لأزمة انهيار أسعار النفط في الأسواق العالمية.
ورغم تأكيدات هذه الأخيرة على أن استغلاله لن يتم في الوقت الراهن إلا أن رفضها فتح قنوات حوار رسمية مع المحتجين في الجنوب منذ قرابة الـ3 أشهر دفع هؤلاء إلى البحث عن بدائل أخرى للتصعيد والتنديد ضدّ الحكومة.