مونتريال ـ أ.ف.ب
بحلول نهاية العام الحالي، ستتم متابعة كل الطائرات خلال تحليقها عبر ارسال اشارة كل دقيقة في حال حصول حادثة او في الاوضاع الطارئة، ما يسمح بتحديد دقيق للموقع الجغرافي لأي طائرة قد تتحطم فوق البحر.
فبعد اقل من عام على فقدان طائرة الـ"بوينغ 777" التابعة للطيران الماليزي في الرحلة "ام اتش 370" جنوب المحيط الهندي، اعدت المنظمة الدولية للطيران المدني خطة تحركات سيتم تطبيقها تباعا للكشف السريع عن الرحلات الجوية التي تواجه مشاكل، بما يندرج مع موجبات النظام العالمي للاستغاثة والسلامة البحرية (جي ايه دي اس اس) الصادر حديثا.
وقد اقرت توصيات لجنة الملاحة الجوية في المنظمة الدولية للطيران المدني، بحسب ما افاد مصدر دبلوماسي الجمعة. وسيتم تقديمها لممثلي الدول الـ191 الاعضاء في المنظمة خلال مؤتمر السلامة الجوية الذي تستضيفه مدينة مونتريـال الكندية اعتبارا من الاثنين وحتى الخميس.
وأمام هذه الدول الاعضاء ثلاثة اشهر لتقديم ملاحظاتها على ان يتم بعد ثلاثة اشهر اضافية تقديم "اقتراح نهائي للتصويت في المجلس" قبل تبنيه في نهاية العام، بحسب مصدر دبلوماسي.
وفي اوضاع التحليق الطبيعية، سيتعين على شركات الطيران تتبع كل طائرة تابعة لها عن طريق اشارة يتم ارسالها كل 15 دقيقة.
وفي الحالات غير الطبيعية -- كالانحراف عن المسار المحدد للرحلة او تغيير الممر الجوي --، او في الحالات الطارئة مثل الهبوط الكبير للطائرة او التحليق على علو او بسرعة غير طبيعيين، عندها يتم ارسال اشارة كل دقيقة.
واشارت اوساط هذه المنظمة الدولية التابعة للامم المتحدة الى ان "ارسال تقارير عن موقع الطائرة كل دقيقة في حال حصول حادث هو الجزء الاكثر فعالية على المدى القصير".
وعند تلقي هذه الاشارات، على غرفة عمليات شركة الطيران تحليلها والمبادرة في حال الطوارئ الى انذار المراقبين الجويين في المنطقة المسؤولة عن الرحلة في لحظة محددة، على ما أوضح مصدر مطلع على الملف. كما ان المتابعة المستقلة في حال الطوارئ ستعمل بشكل مستقل عن نظام تتبع الرحلة، بموجب النظام العالمي للاستغاثة والسلامة البحرية.
ومع ارسال اشارة كل دقيقة، قد يمكن تحديد موقع طائرة تواجه خطرا ضمن قطر ستة اميال بحرية، اي 11 كيلومترا ونيف، ما يساعد بذلك فرق الاغاثة والاستطلاع، وفق المصدر نفسه.
وبعد فقدانها في الثامن من اذار/مارس 2014، لم يتم تحديد موقع حطام الطائرة الماليزية بعد. لكن من المفترض الا يتكرر مثل هذا الوضع بعد الالتزام بموجبات التتبع بحلول نهاية هذا العام.
وفي الحالات القصوى المتمثلة بتحطم طائرات، ستوصي المنظمة الدولية للطيران المدني الشركات المصنعة للطائرات بتزويد اجهزتها بمسجلات للرحلات قابلة للقذف يتم وضعها قي ذيل الطائرة خلافا للصندوقين الاسودين الموجودين في قمرة القيادة.
وهذه العلب السوداء التي يمكن قذفها في حال حصول اصطدام قوي تطفو على سطح المياه ويمكن رصد مكانها بسهولة من جانب المحققين بعد وقوع اي كارثة تحطم طائرة فوق البحر. ومن المتوقع البدء بالتجهيز الالزامي للطائرات بهذه الخاصية اعتبارا من سنة 2021.
وهذه المسجلات القابلة للقذف ستكون نسخة منقحة عن مسجلات بيانات الرحلات (اف دي ار) ومسجلات الصوت داخل قمرة القيادة (سي في ار) التي تجمع على التوالي كل بيانات الرحلة (السرعة والعلو والمسار...) والاصوات داخل مقصورة القيادة.
وتطوير هذه الانظمة سيكون اكثر دقة بالنسبة للطيران المدني مقارنة مع الطائرات العسكرية المزودة منذ حوالى خمسين عاما بهذا النظام. ويتعين بالفعل تفادي انطلاق عمل هذه المنظومة خلال اي هبوط مفاجئ او اضطراري.
اما بالنسبة لسلامة الرحلات في مناطق النزاعات بعد حادثة تحطم الطائرة الماليزية خلال الرحلة "ام اتش 17" فوق اراضي شرق اوكرانيا في تموز/يوليو، فإن المنظمة الدولية للطيران المدني ستزود اعضاءها وشركات الطيران بالمعلومات عن التحليق في المجالات الجوية المحفوفة بالمخاطر.