كوالالمبور ـ أ.ف.ب.
تشهد السياحة الطبية ازدهارا في آسيا حيث تقدم بلدان عدة علاجات عالية النوعية بأسعار مغرية تجذب منذ سنوات ملايين السياح، حتى من أوروبا والولايات المتحدة.
وينعكس اقبال سكان العالم المتقدمين في السن إيجابا على هذا القطاع، "ما يزيد من خيارات المستشفيات العالية الجودة ونسبة تشغيلها"، بحسب جمعية "مرضى عبر الحدود" الأميركية التي تنشر كتيبات عن هذا الموضوع.
وكشف المدير التنفيذي لهذه الجمعية أن هذه المعادلة "تنطبق بشكل خاص على آسيا حيث يدفع التفاوت في نوعية العلاجات الأشخاص إلى اللجوء إلى بلدان، مثل تايلاند وماليزيا وكوريا الجنوبية وتايوان، حتى أن البعض يأتي من بريطانيا والولايات المتحدة"، مشيرا إلى قدرة القطاع على النمو على المدى الطويل.
وتطلق جهات آسيوية من الصف الأول، مثل الهند وماليزيا وسنغافورة وتايلاند، حملات ترويجية واسعة النطاق للرعاية الطبية، متعهدة للمرضى بأنهم سيوفرون حتى 80 % من الأسعار التي كانوا سينفقونها في البلدان المتقدمة. كما أن بعض الشركات تقدم عروضا تتضمن مثلا عملية لتجميل الأنف وإجازة على الشاطئ.
وتعد منطقة جنوب شرق آسيا بالتحديد "منطقة مثالية" للسياحة الطبية. فهي قد شهدت عقودا من التنمية الاقتصادية استفادت منها بعض البلدان لاستحداث انظمة صحية عالية النوعية بأسعار تنافسية.
ويأتي المرضى من البلدان الغنية والفقيرة على حد سواء. فالفئة الأولى تتهرب من العلاجات الباهظة الكلفة في بلدانها، في حين أن الفئة الثانية تنشد نوعية أفضل من تلك السائدة عندها. وقد قصدت البنغلاديشية نصرة حسين كيوان ماليزيا لإجراء جراحة القلب المفتوح.
وقد تضاعف حجم سوق السياحة الطبية في ماليزيا منذ العام 2010 ليشمل القطاع السنة الماضية 770 ألف مريض و200 مليون دولار من العائدات، بحسب حكومة البلاد حيث يعيش 28 مليون نسمة تقريبا.
أما تايلاند (66 مليون نسمة)، فكشفت من جهتها أنها استقبلت 2,53 مليون سائح لاغراض طبية خلال سنة تقريبا، بمن فيهم زائرو ينابيع المياه الساخنة. وفي خلال سنتين، ارتفع عدد المرضى بمعدل الثلث وتضاعفت العائدات إلى حوالى 4,2 مليارات دولار.
وفي سنغافورة الحضارية التي لا يتخطى سكانها 5,4 ملايين نسمة، أنفق السياح مليون دولار العام الماضي لأغراض طبية.
وعلى ضوء ازدهار السياحة الطبية، أنشأت ماليزيا مؤسسة خاصة بهذا القطاع طور النمو في بلد تعد فيه الإنكليزية لغة شائعة وتعتبر به العلاجات أرخص بكثير من تلك في المقدمة في اليابان والولايات المتحدة وأوروبا، بحسب جمعية "مرضى عبر الحدود".
ويكون عادة السياح الذين يقصدون ماليزيا لأغراض طبية ميسوري الأحوال وأصلهم من بلدان أقل نموا، مثل إندونيسيا، فضلا عن بلدان أخرى، مثل الهند واليابان والصين. ويتوقع أن يدفع نمو هذا القطاع في المستقبل زبائن البلدان الثرية في الشرق الأدنى.
وتقوم شركة السفريات الماليزية "بيوتيفل هوليدايز" مقام نقطة وصل بين الزبائن الأجانب والأطباء الجراحين المحليين. وهي تتولى تنظيم إقامتهم قبل العملية وبعدها، فضلا عن نشاطات سياحية في جزيرة بينانغ الشمالية المعروفة بشواطئها ومواقعها التاريخية.
ويقول احد المسؤولين فيها ان الفكرة تقضي باستقدام السياح "ليمضوا إجازات هنا، من اجل الشمس وحشوات السيليكون وأغراض من هذا القبيل".