مومباسا - أ.ف.ب
تشتكي الجهات الفاعلة في قطاع السياحة في كينيا من تباطؤ الحركة السياحية في هذا البلد الذي كان مقصدا مزدهرا للزوار من مختلف انحاء العالم. فقد أدت أعمال العنف التي تلت الانتخابات في نهاية العام 2007 ومطلع العام 2008 إلى إبعاد السياح عن كينيا. وانخفض عدد الوافدين إلى البلاد بنسبة 30 % في خلال سنة العام 2008 وتتطلب الأمر ثلاث سنوات كي تستعيد كينيا نسبة السياح المسجلة في العام 2007. لكن في العام 2007، انخفض عدد السياح مجددا بنسبة 6 % في خلال سنة. ولم تتوفر بعد الأرقام الرسمية لعام 2013، لكن يبدو أن وضع السياحة كان سيئا جدا العام الماضي. فالمخاوف من تجدد أعمال العنف خلال انتخابات آذار/مارس 2013 أثرت سلبا على النصف الأول من العام، قبل أن يوجه الهجوم على مركز "ويستغيت" في نيروبي في أيلول/سبتمبر ضربة قاضية للقطاع في النصف الثاني من العام. وقال كازونغو (27 عاما) الذي يحاول اقناع السياح على شاطئ نيالي بالقرب من مومباسا بالمشاركة في جولات سياحية، متأسفا "اعداد السياح ليست بكبيرة. وأنا لم أكسب أي فلس منذ أسبوعين". وما زال الشاطئ مقصدا للكينيين، لكن السياح الأجانب قليلون جدا. وفي فندق "نيالي إنترناشونل بيتش هوتيل" الفاخر الذي يضم 170 غرفة، يجلس بعض الزبائن في الحانة ونحو ستة آخرين يتنزهون في الحديقة، في حين يجلس زوجان بالقرب من حوض السباحة. ويرفض مدراء الفندق تقديم أرقام دقيقة عن سير الأعمال. وقد انخفض رقم أعمال تعاونية أكامبا للحرف اليدوية في مومباسا إلى النصف منذ العام 2007، على ما افاد مديرها جاكسن موانيكي الذي قال إن "الحركة لم تعد يوما على حالها منذ أعمال العنف التي تلت انتخابات العام 2007". وتزامنت أعمال العنف تلك مع نشوب الأزمة الاقتصادية العالمية. وحتى لو عاد السياح تدريجيا إلى كينيا، فهم لم يعودوا ينفقون كالسابق. وأكد جاكسن موانيكي أن "غالبية السياح ... يقولون إنهم يعانون تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وإن الوضع الاقتصادي سيء وقدرتهم الشرائية قد انخفضت". وقال توماس غارسيا هيرتز المسؤول عن كيينا في شركة السفريات الكبيرة "فنتيدج افريقا"، "من الواضح ان الوضع الاقتصادي بشكل عام لدى زبائننا الاجانب ليس في افضل حال (..) الكثير من الناس يقلقون على وظيفتهم وليسوا في وارد ان ينفقوا الكثير من المال على عطلتهم". ويعاني الساحل الكيني الذي يقدم خصوصا اقامات في فنادق ونواد على شاطئ البحر، مباشرة من منافسة وجهات اسيوية وكاريبية هي افضل سعرا. واوضح توماس غارسيا هيرتز "هناك سوق للزبائن الذين يريدون الجمع بين الحياة البرية والشاطئ" الا ان كينيا تعاني من اسعار مرتفعة وتنظيمات غير مسهلة لهذا النشاط فضلا عن مهنية متدنية في القطاع. وكانت كينيا المتقدمة على جيرانها، لفترة طويلة وجهة لعشاق الحياة البرية والشواطئ في افريقيا الشرقية. الا ان تنزانيا باتت توفر خدمات مماثلة مع متنزه سيرينغتي الشهير وشواظئ زنجبار الخلابة باسعار اقل بكثير على ما يقول منظمو الرحلات السياحية. فرسم الدخول الى متنزه سيرينغيتي يكلف 60 دولارا في اليوم للفرد في حين يكلف 80 دولارا في نظيره الكيني ماساي مارا على الجانب الاخر من الحدود بل ان رسم الدخول يصل الى 90 دولارا في متنزهات كينية اخرى. واكد هيرتز "بالنسبة لعائلة من اربعة اشخاص تريد الاقامة اربعة الى خمسة ايام في المتنزه يكون الفرق في السعر شاسعا". وفي ظل الوضع الاقتصادي الراهن "يشكل السعر عاملا اساسيا" على ما اضاف موضحا ان لارتفاع الاخير في الرسوم ومن بينها الضريبة على القيمة المضافة في كينيا زاد الوضع سوءا. وانتقد عدم اهتمام الحكومة الكينية الظاهر بالصعوبات التي يمر بها القطاع السياحي في مواجهة منافسة الدول المجاورة في حين ان اوغندا واثيوبيا باتتا طرفا نشطا في السوق السياحية. ويأتي ذلك مع ان السياحة في العام 2011 (اخر الارقام الرسمية المتوافرة) كانت تساهم بشكل مباشر او غير مباشر بحوالى 14 % من اجمالي الناتج المحلي الكيني وتوفر اكثر من 700 الف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة اي 12 % من الوظائف المتوافرة في البلاد. وشدد توماس غارسيا هيرتز على ان السلطات الكينية "لا تساعدنا بل على العكس تصعب الامور علينا".