الرباط - المغرب اليوم
تتواصل معاناة المغاربة المقيمين في الصين، الذين انتهت أو أوشكتْ جوازات سفرهم على نهاية مدة صلاحيتها، بسبب توقف خدمة تجديدها في السفارة المغربية، رغم ما يواجه المغاربة المعنيين من عواقب كبيرة يمكن أن تصل إلى طردهم نحو بلدهم الأصلي.وسبق لعشرات المغاربة المتضررين من هذه الوضعية أن وقعوا عريضة نبهوا فيها إلى أن عدم تمكينهم من تجديد جوازات سفرهم يضعهم في مواجهة مع السلطات الصينية، إذ يدفعون غرامات مالية لتجاوز مدّة الإقامة المسموح بها التي لا يمكن تمديدها دون التوفر على جواز سفر غير منتهي الصلاحية.ويواجه المغاربة المقيمون بالصين المنتهية مدة صلاحية جوازات سفرهم إجراءات قانونية صارمة من قِبل السلطات الصينية؛ مثل تجميد حساباتهم البنكية نظرا لكونها مرتبطة برقم الجواز، ومنعهم من استعمال التطبيقات الذكية المرتبطة بأداء الفواتير واستعمال وسائل النقل العمومي وغيرها؛ كما أنهم مهددون بإمكانية احتجازهم لمدة أسبوعين قبل ترحيلهم إلى المغرب.وتحركت السفارة المغربية لدى الصين بعد نشر لمقال في الموضوع، وطلبت من المغاربة الراغبين في تجديد جوازات سفرهم أن يقدموا طلبات بهذا الشأن؛ غير أن هذا التحرك لم يواكبْه أي إجراء فعلي، حسب المعطيات التي توصلت إليها الجريدة.
وأفاد مغاربة مقيمون في الصين، قصدوا السفارة المغربية صباح اليوم للاستفسار حول مآل طلبات تجديد جوازات سفرهم، بأنهم لم يتلقوا جوابا واضحا من طرف الموظف الذي استقبلهم في مقر السفارة؛ في حين يطالبون هم بلقاء شخصي مع السفير المغربي.وكانت وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج قد أكدت، في رد على سؤال لهسبريس حول سبب توقف تجديد جوازات سفر المغاربة المقيمين في الصين، وجود السفير المغربي لدى الصين في المملكة منذ ستة شهور بسبب المرض.وفي ظل هذا الوضع، يعاني المغاربة المقيمون في الصين المنتهية مدة صلاحية جوازات سفرهم من غياب مخاطَب رسمي؛ وذهب أحدهم إلى القول، في تصريح لهسبريس: “لقد صرْنا مثل كرة تتقاذفها الأقدام. هنا في السفارة يقولون لنا إنهم راسلوا وزارة الخارجية؛ ولكن المشكل الذي نعاني منه لا يزال قائما، ولا نعرف مَن هي الجهة التي ينبغي أن نتوجه إليها”.وكان المغاربة المعنيون يتواصلون مع المصلحة المكلفة في العاصمة الرباط (مديرية الشؤون القنصلية والاجتماعية)؛ غير أن التواصل معها انقطع أيضا. وأفاد عدد منهم بأنهم حاولوا الاتصال بها، إلى غاية يوم أمس (الأربعاء)، عشرات المرات؛ لكن دون جدوى.
ولا يزال المغاربة الذين قصدوا السفارة المغربية في بكين مرابطين في مقر السفارة، حيث تمّ إخبارهم بأن السفارة اتصلت بوزارة الخارجية وأنها ما زالت تنتظر ردّ الوزارة، معبّرين عن امتعاضهم من طريقة التعامل معهم، حيث بدأ الموظفون يغادرون مكاتبهم بالسفارة بعد انتهاء دوام عملهم، دون أن يحصلوا إلى حد الآن على أي رد.ويتكبّد المغاربة المقيمون في الصين تكاليف مادية كبيرة في سبيل الاستفسار عن مآل طلبات تجديد جوازات سفرهم، حيث يضطر القاطنون في مدن بعيدة عن العاصمة بكين إلى دفع ألف درهم لقاء السفر عبر الطائرة، علاوة على مصاريف الإقامة في الفندق والتي لا تقل عن 500 درهم لليلة الواحدة.وحسب الإفادات فإن عشرات المغاربة أصبحوا على مرمى حجر من التعرض لعقوبات من السلطات الصينية بسبب اقتراب انتهاء مدة صلاحية جوازات سفرهم؛ منهم ستّة انتهت صلاحية جوازاتهم فعلا، وسيلتحق بهم اثنان آخران خلال الشهر الجاري، وكلهم معرضون للترحيل إلى المغرب في أي لحظة.في المقابل، قال مصدر من السفارة المغربية في الصين إن موظفي السفارة المكلفين بتجديد وثائق المغاربة منكبّون على الاستجابة لمختلف الطلبات المتعلقة بهذا الخصوص.وأضاف المصدر نفسه أن سبب تأخر تجديد بطائق التعريف الوطنية يرجع إلى أن إنجازها يتم في العاصمة الرباط، وأن السفارة ترسل جميع الطلبات التي تتلقاها بشأن تجديد بطائق التعريف إلى السلطات المغربية.
ووفق المصدر عينه، فإن الظروف الحالية التي يشهدها العام جراء انتشار جائحة فيروس كورونا أبطأت وتيرة تجديد وثائق المغاربة المقيمين في الصين، خاصة بطائق التعريف الوطنية، وأن وتيرة إنجاز هذه العملية ستعود إلى سرعتها العادية بعد تحسن الوضعية الوبائية.هذا التبرير، الذي قدمه المصدر الذي تحدث إلى من السفارة المغربية، اعتبره المغاربة الذين ينتظرون تجديد جوازات سفرهم غير مُقنع؛ ذلك أنهم كانوا في السابق يجدّدون جوازلتهم، حتى إذا كانت بطائق تعريفهم الوطنية منتهية الصلاحية.وكانت السلطات المغربية قد أوفدت العون المكلف بتجديد بطائق التعريف الوطنية للمغاربة المقيمين في الصين إلى عين المكان، في شهر دجنبر 2020، وكان من المفروض أن يقوم بجولة في المدن الكبرى للصين لتلقي لطلبات تجديد البطائق من أصحابها؛ غير أنه بقي في العاصمة بكين، ما جعل عدد المستفيدين من عملية تجديد البطائق محدودا جدا، نظرا لصعوبة التنقل في ظل جائحة فيروس كورونا.وقال أحد المغاربة المعنيين: “نحن لا نعرف سبب ربْط تجديد جواز السفر بصلاحية مدة بطاقة التعريف الوطنية، علما أن بطاقة التعريف لا تُستعمل إلا في المغرب ولا يحتاجون إليها في الصين”، مضيفا: “كل دول العالم هنا لا تطلب من مواطنيها الراغبين في تجديد جوازات سفرهم تقديم بطاقة هوية صالحة المدة إلا نحن”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تايوان تطلق رحلات سفر وهمية لرفع معنويات مواطنيها مع تعليق الطيران