بيروت - المغرب اليوم
احتج المغرب على محاولة جبهة "البوليساريو" عرض فيلم وثائقي حول الصحراء في الدورة السابعة عشرة من مهرجان بيروت الدولي للسينما، الذي ينطلق يومه الأربعاء إلى غاية الثاني عشر من شهر أكتوبر الجاري.
ومباشرة بعد إعلان برمجة الوثائقي ضمن الأفلام المدرجة للعرض في فعاليات المهرجان الدولي للسينما، تحركت البعثة الدبلوماسية المغربية في لبنان، حيث احتجت على ذلك، معتبرة أن "الفيلم يُسيء إلى المغرب ووحدته الترابية".
وعلمت هسبريس أن السفير المغربي في بيروت التقى مجموعة من المسؤولين على مستوى وزارة الخارجية والمغتربين، والمديرية العامة للأمن العام اللبناني، و"تيار المستقبل"، الذي يقوده سعد الحريري، وأشار إلى أن "الفيلم يُقوم بدعاية رخيصة ومجانبة للحقائق ضد المغرب وقضية الصحراء؛ وهو الأمر الذي يمس العلاقات المغربية اللبنانية والصداقة التاريخية التي تجمعهما".
ووجهت لبنان صفعة قوية إلى جبهة البوليساريو، حسب المصادر ذاتها، إذ خلصت لجنة مكونة من ست وزارات، وهي: وزارة الداخلية، ووزارة الخارجية والمغتربين، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الاقتصاد، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة الإعلام، إلى أن "الفيلم يُسيء إلى البلد الشقيق المغرب"، وتقرر اتخاذ قرار برفضه حسب القوانين الجاري بها العمل في لبنان.
المصادر ذاتها أشارت إلى أن اللجنة أبلغت إدارة المهرجان بعدم عرض الفيلم المتعلق بـ"الصحراء الغربية" لعدم حصوله على ترخيص مسبق، نظرا لما يتضمنه من محتوى يسيء إلى دولة شقيقة.
يشار إلى أن المغرب سبق أن رحب بالتوافقات بين مختلف الفرقاء السياسيين في لبنان، كما جدد في مناسبات سابقة على لسان سفير المملكة المعتمد، محمد كرين، الثناء على "العلاقات التاريخية الثنائية بين الرباط وبيروت، والتي طبعت دائما بالمودة والاحترام المتبادل والرغبة المشتركة في الدفع بها إلى مستويات أفضل لتتماشى مع طموحات البلدين".
وفي وقت تغيب السينما المغربية عن الأفلام المعروضة، تحضر أفلام من السعودية، وقطر، والإمارات، وإيران. كما تكرّم هذه الدورة المخرج الإيراني العالمي الراحل عباس كياردستامي، وتعرض له سبعة من أفلامه: أين منزل صديقي، طعم الكرز، ستحمنا الريح، تحت أشجار الزيتون، المسافر، 24 إطاراً، وخذني إلى البيت.
وستقام عروض المهرجان في سينما "متروبوليس أمبير صوفيل" في الأشرفية، ويُعرض في افتتاحه فيلم La Cordillera للأرجنتيني سانتياغو ميتري. أما اختتام المهرجان في 12 أكتوبر المقبل فسيكون بالفيلم التحريكي Loving Vincent للبريطاني هيو ويلتشمان والبولونيّة دوروتا كوبييلا.