وجدة - هناء أمهني
استقبل الدكتور عبدالهادي القصبي، نائب رئيس البرلمان المصري ورئيس لجنة التضامن الاجتماعي والأسرة والأشخاص ذوي الإعاقة به ورئيس مجلس الطرق الصوفية في مصر، بقاعة الشرف في مبنى البرلمان، الدكتور مولاي منير القادري بودشيش مدير مؤسسة الملتقى العالمي للتصوف وعضو المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة في بروكسيل ونجل شيخ الطريقة القادرية البودشيشية.
وتناول هذا اللقاء عدة نقاط أهمها تطوير الشراكة والتضامن بين الزوايا والطرق الصوفية وسبل الاشتغال في المجال الديني والإحساني مع العمل على تحسين صورة الإسلام بعيدا عن التطرف والغلو وتعزيز ثقافة السلم والسلام، وتقوية العلاقات الراسخة بين البلدين الشقيقين.
وأوضح الدكتور القصبي دور المشيخة العامة للطرق الصوفية في مصر في مكافحة التطرف دعويًّا ومواجهة الأفكار التكفيرية والتيار المتطرف المنحدر من قراءة حرفية للنصوص مقطوعة عن سياقها الزمني والموضوعي، قراءة يظن أصحابها أنها تجيز لهم استعمال العنف.
من جانبه، أكد الدكتور مولاي منير القادري بودشيش على ضرورة تجديد الخطاب الديني لمناهضة العنف والإرهاب، موضحا خصائص التجربة المغربية التاريخية المؤسسة على ثوابت الهوية الدينية من إمارة المؤمنين والعقيدة الأشعرية التي لا تكفر الناس، إلى المذهب المالكي بمميزاته، أولها: غناه بأساليب استخراج الأحكام من مصادرها، ثانيها: مرونته في إدماج الممارسات الثقافية المحلية في دائرة الشرع، ثالثها: الأهمية التي يعيرها لجلب المصلحة.
أما الثابت الثالث، بعد العقيدة والمذهب، فهو رعاية البعد الروحي للإسلام، المعروف بالتصوف، القائم على التربية على محاسبة النفس كطريق لبلوغ الكمال الأخلاقي المطلوب في كل تعامل أو تساكن بين الناس، وهو نهج يعبئ الوعي بحرمة الآخر، ويقلل من غلو الانتماء العرقي والقبلي.
وناقش الطرفان وضع الجالية المغربية خصوصا إتاحة الفرص للطلبة المغاربة خاصة خريجي معاهد التعليم العتيق لاستكمال دراستهم في جامعات الأزهر الشريف وإمكانية مساعدتهم بمنح دراسية تعينهم في مسارهم.
كما تطرق الطرفان لسبل تنظيم زيارات ورحلات روحية للأزهر الشريف ومراقد السادة الأشراف لفائدة الزوار المسلمين القادمين من أوروبا إظهارا للتاريخ المشترك للأمة الإسلامية وربطهم بماضي وحاضر هذه الأمة.
وفي ختام هذا اللقاء نوه كل من الدكتور القصبي والدكتور مولاي منير بدور قيادات البلدين الشقيقين في بناء إنجازات أسهمت في نهضت البلدين التنموية الحديثة في مختلف المجالات، وعززت من مكانتهما إقليميا ودوليا في مختلف القطاعات، سائلين الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه تقدم بلدينا وخير وصالح شعبيهما الشقيقين.
والتقى الدكتور مولاي منير في سياق زيارته لمصر بمجموعة من العلماء والأزهريين كالشيخ أحمد لقمة وكيل مشيخة الطرق الصوفية في مصر وفضيلة الشيخ أحمد عمر هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف.
وفي مستهل هذه الرحلة قام الدكتور مولاي منير والوفد المرافق له بزيارة لسفير صاحب الجلالة بجمهورية مصر العربية السيد أحمد التازي استعرض فيها سعادته أشغال الترميم والتجديد التي أشرف عليها بمقر السفارة المغربية بالقاهرة وناقش فيه كل من سيادة السفير والدكتور مولاي منير إمكانية عقد ندوات ولقاءات تعرف بالثقافة المغربية وبالإرث الروحي المشترك بين البلدين، خصوصا أن جل أولياء الله بمصر هم من أصل مغربي مثال سيدي الدسوقي وسيدي البدوي.