دمشق _ سانا
أكد مدير عام الآثار والمتاحف في سورية الدكتور مأمون عبد الكريم أن مدفن الإخوان الثلاثة الأثري في مدينة تدمر بحالة جيدة ولم يتضرر جراء اعتداءات إرهابيي تنظيم داعش.
وقال عبد الكريم أنه أتم مع 30 مهندسا معماريا وآثاريا من المديرية أمس جولة في مدينة تدمر الأثرية شملت العديد من المرافق الأثرية فيها من بينها مدفن الإخوة الثلاثة الذي يعود إلى العصر الروماني؛ وتبين لهم أن اللوحات الجدارية والتماثيل الموجودة داخل المدفن سليمة.
يقع المدفن في منطقة المدافن الجنوبية الغربية قرب طريق عام تدمر-حمص- دمشق.. بناه الإخوة الثلاثة مالئ وسعدي ونعماي عام 160 م لهم ولأبنائهم وأحفادهم، ويعد من أهم وأجمل المدافن في تدمر، وأعيد تأهيل درجه الرئيسي والمدخل وأرضياته من قبل البعثة الوطنية في عام 2000.
وذكر مدير عام الآثار أن المديرية حصلت على مجموعة جديدة من الصور الفوتوغرافية من المدينة الأثرية في تدمر عن طريق طائرة صغيرة بلا طيار لجميع المباني التي دمرها تنظيم "داعش" خصوصا " الهيكل في معبد بل، ومعبد بعل شمين، وقوس النصر، والمدافن البرجية، وأسد اللات في المتحف "؛ وذلك بجهد مشترك بين المديرية والمصور شادي مرتك والمعماري الفرنسي إيف وبلمان الذي يعمل بشكل شخصي ومستقل عن حكومة بلاده.
وقال عبد الكريم إن هذه الصور تبين أن العناصر المعمارية الموجودة للمباني المتضررة كافية وبحالة مقبولة؛ ما يجعل عمليات الترميم والتدعيم لها ممكنة دون اللجوء إلى إعادة بناء ما سيحافظ على الأصالة الكاملة للمباني. وأضاف: المديرية تسعى بكل جهدها لإعادة هذه الأوابد قدر المستطاع إلى حالتها السابقة مع الحفاظ على ألقها المعماري التاريخي الأثري. وذكر أن تنظيم "داعش" قطع رؤوس عشرات التماثيل داخل المدينة الأثرية، لكنها لا تزال قابلة للترميم والإصلاح بالتعاون مع شركاء دوليين ومن بينهم البعثة البولونية التي أبدت استعدادها لوضع خبراتها في مجال ترميم رؤوس التماثيل المقطوعة التي تعرضت للتشويه.
زرع تنظيم "داعش" أعدادا كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة في أرجاء المدينة الأثرية المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي الإنساني؛ ويعمل حاليا عناصر الهندسة في الجيش السوري بالتعاون مع خبراء روس على تفكيكها تمهيدا للبدء في إعادة ترميم وتأهيل الآثار.