فاس _ المغرب اليوم
خصص منتدى "روح فاس"، الذي يعد أحد المواعيد الأكاديمية الأساسية لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة جلسته الأولى لبحث ومناقشة علاقات فاس بجنوبها الأفريقي من خلال استعادة الأدوار والمهام التي قامت بها الطرق التجارية والمسارات الروحية في تقوية ودعم الصلات والروابط بين هذه الحاضرة ودول أفريقيا جنوب الصحراء.
وحاول المشاركون في هذه الجلسة الافتتاحية للمنتدى التي تمحورت بشأن موضوع "مسارات روحية.. طرق تجارية" استكشاف هذه العلاقات والروابط التي كانت ولا تزال قائمة بين العاصمة العلمية والروحية للمملكة وإفريقيا، من خلال تسليط الضوء على مجمل الإنتاجات الفكرية والإبداعية وكذا المخطوطات والكتب المدرسية التي كانت تتنقل عبر هذه المسارات، مستعرضين الرهانات التي طرحتها عملية نقل وتلقين المعارف في المدارس والزوايا التي كانت موجودة بمختلف بلدان جنوب الصحراء.
واعتبر المتدخلون الذين توزعوا ما بين باحثين في الأنتربولوجيا ومهتمين بالمخطوطات ودارسين لعادات وتقاليد الشعوب الأفريقية وكذا لقضايا المجتمعات التي أنتجت هذا التراكم المعرفي، أن الصحراء لم تكن أبدًا عائقًا بين مدينة فاس ومختلف المدن والحواضر الأفريقية، مشددين على أهمية حركية التنقل سواء بالنسبة للسلع أو الأفكار والمعارف ما بين الشمال والجنوب والتي ساهمت بشكل كبير في إثراء مجموعة من الحقول المعرفية خاصة في مجالات الفكر والفلسفة والعلوم الروحية .