باريس - سبأ
طلبت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونيسكو" عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي للوقوف على حادثة تدمير مسلحي مايسمى بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الآثار في مدينة الموصل شمال العراق .
وقالت مديرة المنظمة إيرينا بوكوفا في بيان الجمعة 27 شباط إن "هذا الاعتداء أكثر بكثير من مأساة ثقافية" ، مؤكدة أن "هذا أيضًا شأن أمني يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق".
وأوضحت بوكوفا "لهذا تواصلت مع رئيس مجلس الأمن الدولي لأطلب منه عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن حول حماية الإرث الثقافي العراقي، كمكون أساسي من أمن البلاد".
ونشر تنظيم "داعش" الخميس 26 شباط شريط فيديو يظهر تحطيم أفراده تماثيل وآثار يعود تاريخها إلى آلاف السنين في متحف الموصل، مستخدمين مطرقات وآلات ثقب كهربائية.
وأظهر شريط الفيديو رمي عناصر التنظيم التماثيل أرضًا وتحطيمها، واستخدام آلات ثقب كهربائية لتشويه تمثال آشوري ضخم لثور مجنح، يقع عند بوابة نركال في المدينة التي يسيطر عليها التنظيم منذ هجوم شنه في العراق في حزيران من العام الماضي.
وأعربت بوكوفا عن "صدمتها العميقة" تجاه الشريط المصور ، مؤكدة "إدانتها لهذا الاعتداء المتعمد على تاريخ العراق وتراثه الذي يعود إلى آلاف السنين".
وأشارت في بيانها إلى أن بعض التماثيل التي دمرت، بحسب الشريط، تعود إلى مدينة حضر التاريخية المدرجة على لائحة "اليونيسكو" للتراث العالمي، الواقعة على مسافة 100 كلم جنوب غرب الموصل.
واعتبرت عملية التدمير مخالفة لقرار مجلس الأمن الرقم 2199 الصادر قبل نحو أسبوعين، والهادف إلى تجفيف الموارد المالية للتنظيم المسيطر على مساحات واسعة في سورية والعراق، ومنها تهريب الآثار.
وأرجع خبراء تاريخ قطع الآثار المدمرة إلى الحقبتين الآشورية والبارثية، وبعضها إلى فترة ما قبل الميلاد .
وأوضحوا إن من الآثار المدمرة قطعًا أصلية وأخرى أعيد بناؤها من قطع مبعثرة، إضافة إلى نسخ عن قطع أصلية موجودة في متاحف أخرى .