الرباط-المغرب اليوم
اعتمد المجتمع الصحراوي على الشعر الحساني في نقل واستقاء الأخبار وتسجيل الحوادث والوقائع حيث لعب الشعر دورا كبيرا في تدوين التاريخ وبلورة قيم واهتمامات المجتمع، فكان بذلك لسان حال المجتمع، و الوسيلة الثقافية الأكثر انتشارا لتنوير المجتمع وتشكيل الرأي العام يتناقله الناس ويتغنون به فرادى وجماعات,ويتسم الشعر الحساني ببعض الميزات التي تميزه عن الشعر الفصيح، وهي سمات ناتجة عن طبيعة حياة المجتمع الناطق باللغة الحسانية، وعاداته وتقاليده، ولا يعني هذا أن المجتمع لا يتعاطى الشعر الفصيح، ولكن الشعر الحساني كان أشد ارتباطا بالحياة اليومية وأصدق تعبيرا عن الواقع المعيش، فكان المرآة العاكسة التي تعكس الصورة الحقيقية لحيات مجتمع الصحراوي, وينظم الشعر الحساني، أو كما يصطلح عليه أصحابه بـ"الشعر اللهجي"، أو الأدب الشعبي، أولغن (الغناء)، أو الموزون، ضمن قوالب فنية متعارف عليها لها قواعدها الخاصة مثل الشعر الفصيح، وأبرز القوالب، الكاف،والطلعة، والصبة، والكرزة, وما يميز الشعر الحساني، بحوره وأوزانه، والاختلاف بينه وبين الفصيح يكمن في كون قياس الشعر الفصيح يتم عبر تعداد التفعيلات في البيت بينما في الشعر الحساني يتم قيامه من خلال عدد الحركات ، كما أن عدد البحور في الشعر الحساني يقل عن عددها في الشعر الفصيح، وأشهر هذه البحور، امريميدة، وبوعمران، ولبتيت، والصغير، ولبير، والمطروح، والمزاك.