مراكش – المغرب اليوم
أوصى المشاركون في ورشة علمية حول “الشباب والتراث، أي دور؟” المنظمة على هامش فعاليات الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتصنيف مدينة مراكش تراثا عالميا بضرورة إدماج مادة التراث في المنظومة التعليمية لما لها من بعد تربوي هام في تنشئة الأجيال القادمة على الحفاظ على موروثهم الثقافي وتذوق الجمال، مبرزين على الدور الهام الذي يمكنه أن بلعبه الشباب في المحافظة على التراث وتطويره.
ودعا هؤلاء إلى الاهتمام بالصانع التقليدي “الفنان” والذي ساهم في إبداع شعار الملتقى الذي يحمل صورة لمعلمة تاريخية هي “باب اكناو” من خلال الإشارة إليه في الملصق .
وأكدوا في توصيات الورشة على عدم جعل الاحتفال بالتراث مناسباتيا فقط، وإنما عبر لقاءات منتظمة تجمع المفكرين والمبدعين والمهتمين بالتراث والثقافة ، مشددين على ضرورة إحداث خزانة تضم وثائق خاصة بالتراث، علاوة تقوية التواصل الفكري والثقافي والعلمي مع التراث.
و دعا مشاركون في ورشة ثانية بنفس المناسبة حول “التراث اللامادي في قلب التدبير الحضري”، إلى المحافظة على الموروث الثقافي اللامادي (التراث الشفوي)، الذي يتعرض قسط كبير منه للاندثار، وإحياء ونقل الحكاية إلى أجيال المستقبل، بالنظر إلى أن ساحة جامع الفنا ذاكرة.
وأجمع المتدخلون في الورشة، التي شارك فيها باحثون وأزيد من 15 جمعية تراثية أن ساحة جامع الفنا تعد واحدة من الأماكن الجميلة في العالم، تمنح يوميا لزوارها الترفيه والحيوية، معتبرين أن الاحتفال بهذه المناسبة يشكل حدثا كبيرا وعميقا، سيمكن من تحسيس الفاعلين في الساحة وجمهورها بأن هذا الموروث جزء من الثقافة الوطنية والعالمية.
وأبرزوا الجهود الرامية لتنمية الساحة، خاصة ما يتعلق بالتنمية الحضرية، ملاحظين أن هناك قضايا أخرى مازالت قائمة، من بينها نقل الثقافة الشفاهية التي أصبحت مهددة بالانقراض، وأن التحدي يكمن في الحفاظ على التوازن بين ما هو موجود اليوم بالساحة وما كانت عليه في السابق.
و أعلن البرلماني يونس بن سليمان، النائب الأول لعمدة مراكش، إن ما تحظى به مدينة مراكش أعطاها مكانة عالمية تضاهي بها كبريات المدن السياحية العالمية.
وأضاف أن المجلس الجماعي، بصفته هيئة منتخبة، سيعمل على تعزيز هذه المكانة لمراكش، مسجلا أن تخليد الذكرى 30 لتصنيف مراكش تراثا عالميا من طرف اليونسكو ما هو إلا تعبير عن “إرادة المجلس، الذي سيشتغل رفقة جمعيات فاعلة في الميدان الثقافي، من أجل تعزيز الإشعاع الثقافي لمدينة مراكش، والتعريف بتراثها الأصيل والتاريخي وتسويقها منتوجا سياحيا من خلال هذه الاحتفالية”.