القاهرة- نجلاء أحمد
شهد محافظ أسوان اللواء مصطفى يسري، ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأستاذ الدكتور محمد أبو الفضل بدران مع أدباء مصر فعاليات الوقفة الاحتجاجية ضد التطرف، من أمام رمز الصداقة المصرية السوفيتية في منطقة السد العالي، والتي أُجريت على هامش فعاليات مؤتمر أدباء مصر في دورته الثلاثين تحت عنوان "نحو مؤسسة فاعلة ثقافياً.
دورة الأديبة الراحلة رضوى عاشور" والذي يترأسه الدكتور سيد خطاب، حيث يتولى أمانته الشاعر عبد الحافظ بخيت وتنظمه الإدارة العامة للثقافة العامة التابعة للإدارة المركزية للشؤون الثقافية برئاسة الشاعر محمد أبو المجد ويستضيفه إقليم جنوب الصعيد الثقافي برئاسة الباحث سعد فاروق في محافظة أسوان خلال الفترة من السادس إلى التاسع من كانون الأول/ديسمبر الجاري.
وبدأت فعاليات الوقفة بكلمة للدكتور بدران أوضح خلالها أن هذه الوقفة جاءت بُناءً على طلب الأدباء بالأمس، وأوضح أن هذه الوقفة هي رسالة محبة وسلام للعالم واحتجاجا على العنف والتطرف، مؤكداً على أن أدباء مصر ليسوا ضد العولمة والحداثة، وإنما يأخذون منها ما يتفق وتراثنا وحرية الإبداع في محاولة للحفاظ على هويتنا المصرية التي طالما واجهت التحدي من الليبرالية الأوربية في الماضي عند بناء السد العالي وما زلنا نتحدى تلك القوة من أمام نفس السد في مواجهة محاولات تلك القوى لاختراق إرادة الشعب، وأنه لابد لنا من تصفية هذه الشوائب التي تهدف لتفتيت المجتمع والقضاء على أي آفة دخيلة عليه مع إعطاء نبذه لتحدى عبد الناصر للعالم بتأميمه قناة السويس وتحدى السيسي الآن بحفر قناة السويس الجديدة، موضحا أن التحدي قائم لأي دولة تحاول بناء نفسها، ولكن ما دام هناك إرادة شعبية فسنتجاوز المحنة.
وقدم محافظ أسوان في كلمته جزيل الشكر لأدباء مصر على هذه المبادرة التي تستهدف تنشيط السياحة بأسوان، معبراً عن رأيه في أن السياحة في مصر ليست فقط شرم الشيخ والغردقة بل أسوان والأقصر التي تعتبر بانوراما تاريخية لحضارة مصر التي تزرع الانتماء في شبابنا في هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر، معرباً عن سعادته بعودة مؤتمر الأدباء إلى محافظة أسوان بعد غياب 25 عاما، وعن رأيه في هذه الوقفة قال أنها جاءت أمام أكبر مشروع في القرن العشرين، وطالب بأن تعمل السياحة والثقافة في صف واحد للنهوض بمصر بمساندة 500 أديب ومفكر جاءوا من أقاليمها ليثبتوا رفضهم للإرهاب ودعم السياحة.
وأكد أمين عام المؤتمر عبد الحافظ بخيت بأن مصر قادرة على مواجهة التطرف، مضيفًا أننا في مرحلة يرسم فيها شعب مصر بكل طوائفه خارطة للمستقبل رافضين فيها كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني وقادرين على مواجهة التحدي برسم السياسة الثقافية للمستقبل والعودة بمصر إلى دورها الريادي.
وعبر الشعراء عن آرائهم فيما تمر به مصر الآن ومن بينهم الشاعر معاوية المهدي الذي أكد بأن "الله حمى مصر بهذا السد الخشن، واليوم سنحمي مصر بسد ناعم وهو سد المثقفين والأدباء والإرادة الشعبية".
وأشار الكاتب الصحفي يسرى السيد إلى أن التاريخ يعيد نفسه عندما وقف الاتحاد السوفيتي في الماضي إلى جانب مصر في معركتها لبناء السد العالي، وها نحن اليوم نقف بجانب روسيا في حربها ضد التطرف، واصفًا الإرادة المصرية بجرانيت أسوان الذي تنكسر عليه كل قوى الشر، كما أكدت الكاتبة الصحفية زينب عفيفي على أننا ندافع عن مصر بدرع الصحافة.
وذكر الشاعر أحمد عنتر أن مصر بمساندة قوتها السياسية تتحدى القوى التي تعوق مسيرة هذا الشعب وتقف ضد المؤامرات التي تحاك لهم، موكدًا بأن أدباء مصر هم ضمير الأمة، أما الشاعر حسنى القباس فقد أكد أن هذا المكان يقدم نموذجا حيا لتعاون الشعوب الحرة لبناء مستقبلها بسواعد أبنائها.
وأعقب ذلك شرح تفصيلي للنصب التذكاري للشراكة المصرية السوفيتية مع شرح للرموز الفرعونية المنقوشة على جداره والتي تشير وتوثق لحقبة بناء السد العالي في تحدى كبير لأي قوى خارجية التي واجهت مصر وقائدها جمال عبد الناصر بكلماته المحفورة على النصب وهي "إن أعوام طويلة من العمل المشترك قد أقامت صرحًا للصداقة العربية السوفيتية الذي لا يقل عن صرح السد العالي قيمة ورمزًا.