القاهرة - أ.ش.أ
كشف الباحث الآثري أحمد عامر عن أن " الملكية " في مصر القديمة اعتبرت شيئا مقدسا وحقا للآلههً ليس غير، واتضح ذلك في الأساطير القديمة ، ومن هنا إعتقد المصريون القدماء أن كل ملك يخلف هؤلاء هو إله مثلهم، وان الإتصال الشخصي بهذا الإله كان قاصراً علي المقربين فقط ، مشيرا الى انه إبتداء من الدولة القديمة وحتي نهاية التاريخ المصري كان للملك خمسة ألقاب هي " الحوري" ، "النبتي" ،" النسوبيتي" ، " حور نبو" و " سا رع" .
وقال عامر في تصريح خاص وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، إن إختيار الملك كان يتم بثلاث طرق أولها بالميراث إذ يحدد الملك من يخلفه في حياته وفي بعض الأحيان كان الملك يجعل خليفته يشترك معه في حكم البلاد أثناء حياته ، أما الحالة الثانية كانت تتم بواسطة المعبودات إذ تختار هي من يتولى منصب الملك وذلك من إشارة بردية " وستكار" وبردية "هاريس" ، أما الحالة الثالثة هي الأحلام التي تعتبر نبوءات مقدسة تخبر بتولي شخص ما منصب الملك مثل الرؤيا التي تركها تحتمس الرابع بين قدمي أبي الهول.
وأضاف أن الديانة والطقوس لعبت دوراً هاما في حياة الملك فكان هو الكاهن الأعلى لكل الآلهة، ولذلك نجد الملك يصور دائماً في المناظر على جدران المعابد وهو يقدم القرابين لآلهتها فالملك هو إبن هؤلاء الآلهة وما يقدمونه من خير للبلاد فهو من أجل ابنهم وهذا يعني أن الملك يمثل وسيطا بين البشر وبين الآلهة ( وفقا لمعتقداتهم آنذاك)، مشيرا الى ان الملك كان وحده من دون الناس ، سوى الكاهن الأكبر، هو المسموح له بالدخول إلى قدس الأقداس وهو وحده الذي يحق له فتح أبواب الهيكل الصغير ليرى والده الإله.
وأوضح أنه بالنسبة للأعمال الإدارية فكانت ترفع للملك تقارير عن كل صغيرة وكبيرة لأخذ رأية ، كما كان هو الذي يشرف على توزيع المنازل على العمال ، ويجوب البلاد بنفسه حال المباني والمحاجر ومحطات الآبار، لافتا الى أنه كان لابد من وجود موظفين كبار يعاونون الملك في هذه الأعمال يأتي علي رأسهم الوزير الذي كان بمثابة رئيساً للحكومة في عصرنا الحالي ، والمُبلغ الذي يبلغ الملك بكل ما يحدث في البلاد الى جانب المستشارين.
وأشار الى أنه منذ عصر الدولة الوسطي كان الملك إذا تقدم به العمر أشرك معه إبنه في الحكم ، وكان الملك يدير البلاد وشئونها من قصره ، ومن هنا نجد أن القصر لم يكن مجرد مكان يقيم فيه وإنما كان كان مركزاً للشئون الإدارية كلها .