الرباط ـ المغرب اليوم
كتب الباحث الفرنسي جان فرانسوا كليمون، في مؤلفه "الطيب الصديقي .. رجل المسرح"، أن الطيب الصديقي يعد حامل لواء المسرح المغربي على المستوى الدولي وأحد رموز الحداثة الفنية. وأكد الكاتب، في بيوغرافيا مخصصة للمسرحي المغربي الكبير الذي توفي في شهر فبراير المنصرم، "شئنا أم أبينا، فالطيب الصديقي هو حامل لواء المسرح المغربي على المستوى الدولي. وهو أحد رموز الحداثة الفنية الذي يعترف به الجميع في الشارع، تماما مثلما يعترف بأورسن ويلز بالولايات المتحدة أو ريمون جبارة في لبنان".
وقال كليمون في هذا المؤلف، الصادر عن منشورات "لي أنفريكونتابل" الذي يقع في 407 صفحات من القطع المتوسط، إنه يطمح إلى تقديم وإبراز مختلف جوانب شخصية هذا الفنان، واستحضار تفاصيل متنوعة يمكن أن تساعد في فهم تجربته الفنية.
وأوضح أن هذا المؤلف يهدف إلى "المساهمة في التعريف بشكل أكبر بالطيب الصديقي ومثابرته في العمل وسخائه النابع من القلب"، مضيفا أنه "فضلا عن اهتمامها بالصديقي الإنسان، فإن هذه الدراسة تتناول الثقافة المغربية خلال لحظة مهمة في تطورها".
وبحسب كليمون، فإن العالم الدرامي للطيب الصديقي يتميز ب"غموضه" فهو ليس "لا بالتراجيديا ولا بالكوميديا"، موضحا أن الأمر يتعلق ب"عالم معقد تتعاقب فيه البشاعة والسمو، والركاكة والشعرية، والتهريج والتراجيديا، كما لو أنه يتعين في كل وقت تغيير وجهة النظر ورؤية الأمور بطريقة مختلفة". ويؤكد الكاتب أيضا أن "الرسالة" الأساسية لأعمال الطيب الصديقي هي قبول الآخر، مضيفا أن هذه الرسالة ليس بالضرورة ما يرمي إليه الصديقي ولكن "ما يتشكل لدى الجمهور الذي يقرأ أعماله أو يشاهدها".