الرباط ـ المغرب اليوم
رفضت وزارة الثقافة، الترخيص لشركة "مناجم تويسيت تيغزى"، من أجل إنجاز مشروع منجمي وسط الموقع الآثري المسمى "إغرم أوسار" في الجماعة القروية الحمام إقليم خنيفرة، والمعروف تاريخيًا بمدينة "معدن عوام"، إثر الاجتماع الذي جمع ممثلين عن مديرية التراث في وزارة الثقافة، السلطات الإقليمية، ممثل الطاقة والمعادن، ممثل الجماعة القروية الحمام وممثل الشركة، برئاسة رئيس دائرة أجلموس، ومنعت جمعيات المجتمع المدني والإعلام من حضوره.
وكانت الشركة المعنية، قد تقدمت بطلب الاحتلال المؤقت للأرض بعدما عجزت عن الحصول على أراضي الخواص في المنطقة، وأنجزت ثقبًا على عمق 320 مترًا في المكان الذي تنوي الحفر فيه داخل أسوار المدينة الآثرية، حيث سيبلغ عمق البئر المنجمي 1100 متر، ومساحة فوهته 4,5 أمتار مربعة، وهو العمق الذي يستحيل بلوغه من خلال البئر الموجود حاليًا خارج أسوار الموقع الآثري، والذي يبلغ عرضه 2,5 متر وعمقه 700 متر.
وأفادت مصادر مطلعة، أنه في الوقت الذي وافقت فيه السلطات وممثلو الطاقة والمعادن إضافة لرئيسة جماعة الحمام على إنجاز المشروع، لما سيوفره من يد عاملة ورواج في المنطقة، إلا أن ممثلي وزارة الثقافة اعترضو على المس بتراث وطني في ملك جميع المغاربة ولا يمكن لأحد أن يقرر مصيره، اعتمادًا على القوانين المعمول بها التي تلزم الابتعاد بـ50 مترًا على الأقل من المواقع الآثرية، من أجل مباشرة الحفر، ما يستوجب على الشركة حفر بئرها خارج أسوار مدينة "معدن عوام"، وليس داخل أسوارها.
وكانت جمعيات المجتمع المدني في جماعة الحمام، قد انتفضت في وجه الشركة والمسؤولين وطالبت بحماية التراث المحلي من التخريب، كما أشارت إلى تدهور المنطقة بسبب الحفر العميقة التي تحدثها الشركات المنجمية، والتي تتسبب في نزول مستوى المياه الجوفية وتدهور الغطاء النباتي.