الرباط - المغرب اليوم
خلص المشاركون في الجلسة الافتتاحية للتظاهرة الثقافية المتنوعة للموسم الثقافي الجديد 2021-2022، التي انطلقت اليوم الأربعاء بمدينة مراكش، إلى أهمية التوثيق وتحصين الذاكرة الجماعية بالمعلومات الصحيحة وتنقيحها من الشوائب.وخلال هذه الجلسة التي نظمت من طرف المديرية الجهوية للثقافة مراكش-آسفي، بشراكة مع ودادية المرشدين السياحيين المعتمدين، شددت المداخلات على ما تزخر به مدينة مراكش من تراث مادي ولا مادي غني ومتنوع، يرقى بها إلى مصاف الأيقونات الأثيرة للإنسانية جمعاء.وأكد المشاركون في هذا النشاط، الذي نظم بقصر البديع بمراكش تحت شعار “عودة النبض إلى التراث وتجديد الوصال”، على ضرورة القراءة والاطلاع المتواصل للمرشدين السياحيين من أجل ترسيخ معارف دقيقة حول التاريخ الممتد للمدينة الحمراء.
فابن عزوز بوجميد، المدير الجهوي للثقافة بمراكش، ثمّن المجهودات المبذولة من طرف ودادية المرشدين السياحيين المعتمدين، محليا ووطنيا، في سبيل التعريف بالتراث المغربي وتقديمه في أبهى حلة للسياح الأجانب، وأكد انفتاح المديرية الجهوية للثقافة على كل المبادرات والمقترحات الهادفة إلى خدمة الثقافة والتراث، مشيرا إلى أن هذه التجربة ستمتد عبر الزمان والمكان لتشمل مواقع ومدنا أخرى بالجهة.وأبرز أحمد الجابري، عن ودادية المرشدين السياحيين المعتمدين، دور الموروث الثقافي في التنمية السياحية، باعتبار القطاع مصدرا هاما للثروة، لأنه يمثل من جهة حوالي 7% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني، ويشكل من جهة ثانية مصدرا هاما لفرص الشغل، لأنه ساهم سنة 2019 في خلق 550 ألف منصب شغل مباشر، أي ما يعادل 5% من إجمالي نسبة الشغل في دورة الاقتصاد.وقال الجابري: “لم تعد مهارات المرشد السياحي تقتصر على إتقان لغة السائح الأجنبي، بل تتطلب تجويد وتحسين مستوى المعرفة العامة بميادين متعددة ومتباينة لاكتساب أكبر قدر من الحجج والمبررات المقنعة”، وأكد “ضرورة اضطلاع المرشد السياحي بمسؤوليات شتى تتجاوز مرافقة السياح وتزويدهم بالمعلومات، لتسمو وظيفته إلى ديبلوماسية موازية”.
وتميز هذا النشاط الثقافي بحفل توقيع كتاب “اللقى الأثرية المرتبطة بالتدبير المائي بمواقع جامع الكتبية وقصر البديع وخزانات سيدي بوعثمان” لمؤلفته الدكتورة حسناء الحداوي، محافظة قصر البديع. كما قدم الروائي والمؤرخ عبد العزيز ايت بنصالح إضاءات تاريخية حول أهم المحطات التاريخية التي شهدها قصر البديع باعتباره صرحا معماريا حابلا بعديد من الأحداث التي انعكست آثارها على مدينة مراكش والمغرب بشكل عام.يذكر أن هذه التظاهرة الثقافية ستعرف أنشطة أخرى متنوعة على مدار الموسم الثقافي 2021-2022 من خلال تنظيم معارض إثنوغرافية، وندوات ومحاضرات، وتوقيع إصدارات أكاديمية، وزيارات ميدانية إلى أهم المعالم التاريخية بالجهة كقلعة “تاسغيموت المرابطية”، والمرصد الفلكي بمنطقة أوكايمدن وموقع النقوش الصخرية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
المديرية الجهوية للثقافة تنظم المعرض السابع للكتاب والنشر في طنجة