الدوحه ـ وام
تُقدم احتفالية الثقافة الصينية آخر عروضها غدا السبت فى الحي الثقافي كتارا التي شهدت اقبالا جماهيريا غفيرا منذ انطلاقتها يوم الخميس الماضي 9 يناير. وتأتي هذه الاحتفالية جاءت ثمرة تعاون بين المؤسسة العامة للحى الثقافى كتارا ووزارة الثقافة الصينية وسفارة جمهورية الصين الشعبية فى الدوحة لتحتفى بمرور 25 سنة على العلاقات بين قطر والصين. وفى تعليقه على هذه الاحتفالية أكد سعادة الدكتور خالد بن ابراهيم السليطى المدير العام للمؤسسة العامة للحى الثقافى كتارا على أهمية التقاء الثقافات والشعوب قائلا: انّ كتارا لن تحيد عن استراتيجيتها الساعية الى التقريب بين الثقافات وتحقيق التواصل بين الشعوب وهذا المغزى الحقيقى والأصلى من أى عمل ثقافي. وأضاف الدكتور السليطي: المهم لدينا أن يشعر الجميع أنّ هذا العالم الشاسع والثرى قادر على أن يتسع لنا جميعا بكل اختلافاتنا وهى في حقيقة الأمر ليست أمرا سلبيا وانما هى ميزة وايجابية فبهذا الاختلاف نثرى بعضنا وهو ما يكون دافعا لنا لنقترب من بعضنا البعض بغض النظر عن المسافات والحواجز، لذلك نعمل فى كتارا على استضافة الثقافات الأخرى من مختلف القارات الخمس لأننا على قناعة تامة بأنّ كتارا هى ملتقى الثقافات والشعوب وأنّ من مسؤولياتها المعنوية تجسيد هذا التقارب على أرض الواقع. وتابع: ومن هذا المنطلق نحتفى فى كل مرة بثقافة معينة ونعمل على عرضها للجمهور بكل حرفية بشكل يرغّبه فى زيارتنا من ناحية وفى اكتشاف ما نعرضه من أنشطة ثقافية والتفاعل معها من ناحية أخرى. يشار إلى أنّ هذه الاحتفالية قد سجلت مشاركة ما يقارب 150 فنانا وفنانة جاءوا لتقديم مجموعة من الأنشطة وعروض الأوركسترا والرقصات التقليدية والمشغولات اليدوية. كما تميزت هذه الاحتفالية بمشاركة الفنانة تشنجير من خلال تقديمها لمعزوفات بيانو. والجدير بالذكر أن تشنجير تعد من أشهر العازفين فى العالم وقد حازت على العديد من الجوائز الدولية. وكانت هذه الاحتفالية الثقافية فرصة أمام الجمهور ليستمتع أيضا بالعروض البهلوانية التى قدمها مسرح فن الألعاب البهلوانية بمقاطعة هونان وعروض أخرى أقيمت فى الهواء الطلق لتكشف ثراء التراث الصينى وعراقته الذى يخالط فيه الخيال الواقع. فضلا عن استمتاع زوار كتارا بتذوق الشاى الصينى الأصيل. وكانت أروقة الحيّ الثقافى كتارا قد تجملت بزينة مستوحاة من الموروث الصينى مما يوحى للزائر بثراء هذا التراث الملئ بالقصص والأساطير والحكم.. وقد حازت رقصة التنين والأسد التى جابت أروقة الحى الثقافى على اعجاب الجمهور الذى أبدى انبهاره بحركات الراقصين والراقصات المنسجمة وكأنها تروى قصة جديدة من قصص التنين فى بلاد الأساطير ليستشعر الزائر فى مخيلته شوارع الصين المزدحمة أين الحياة النابضة بالحركة والنشاط. ويذكر أنّ رقصة التنين تعد عنصرا أساسيا وثابتا فى احتفالات الأعياد فى الصين خاصة خلال عيد الربيع. اذ يُتخذ التنين كأداة تمثيل رئيسية، وتجمع هذه الرقصة بين الرقص والموسيقى والحرف اليدوية.