القاهرة - وكالات
التقى سيد قطب بـعباس محمود العقاد في جلساته العلمية والثقافية الأمر الذي أدى إلى ترك أثر بارز لـ"العقاد" في فكر "قطب" وأدبه، فكان الاثنان متشابهين في أشياء كثيرة فكلاهما من صعيد مصر، وكلاهما أديب وشاعر وناقد، وكلاهما كان عضوًا في حزب الوفد ثم تركه. وكل منهما لم يحالفه التوفيق في حياته العاطفية والاجتماعية وعاشا حياتهما دون زواج بالرغم من أن "قطب" حاول أن يخطب إلا أن محاولته باءت بالفشل. بدأت صلة قطب الشخصية بالعقاد حين أتى إلى القاهرة وساهم في إثرائها بعدة عوامل منها أنه كان يسكن في منزل خاله "أحمد حسين عثمان" الذي كان على معرفة وصلة بالعقاد، كما أن هذا المنزل كان قريبًا من مكتبة العقاد الثرية، هذا بالإضافة إلى مجالسة العقاد التي يبدو أن "قطب" وجد فيها ما يريد. وكان قطب من تلامذة العقاد وقرأ كل ما كتب من مقالات وكتب ودواوين للشعر إلا أن الطريف في الأمر أن قطب كان يجاهد من أجل معرفة جوانب شخصية العقاد، كما كان متعصبًا جدا للعقاد الأمر الذي أدى إلى وجود خصوم له على الساحة الأدبية الذين اتهموه بالتقليد في كل ما ذهب إليه العقاد من فكر، إلا أن قطب تحول عن تعصبه له وقام بتقويم فكره وأدبه في مرحلة لاحقة الأمر الذي أدى إلى توتر العلاقة بينهما.