برلين ـ وكالات
اعترفت ولاية بريمن مؤخرا بثلاث جمعيات ذات الطابع الديني الإسلامي. ولاية بريمن هي الولاية الألمانية الثالثة التي أعلنت عن اتفاقية حكومية بهذا الشأن. ومن المتوقع أن تتم اتفاقيات مماثلة في ولايات ألمانية أخرى. وصف الناطق باسم مجلس التنسيق للمسلمين في ألمانيا إيرول بيرلي التوقيع على الاتفاقية الحكومية مع ولاية بريمن بحدث "يدعو إلى السرور"، وحسب هذه الاتفاقية تعترف الولاية رسميا بثلاثة اتحادات إسلامية باعتبارها جماعات دينية. "هذا يعني أن الإسلام يشكل جزءا من ألمانيا"، كما يقول بيرلي. ولاية بريمن هي الولاية الألمانية الثالثة التي تعترف بجمعيات إسلامية على أساس أنها جاليات دينية. في كانون الثاني/نوفمبر الماضي أعلن في ولاية هامبورغ أيضا عن اتفاقية حكومية بهذا الشأن. كما سمحت ولاية هيسن في كانون الأول الماضي لجمعيتين إسلاميتين بتقديم دروس دينية واعترفت بهما كمؤسستين دينيتين. تعمل المنظمات الإسلامية الكبيرة في ألمانيا مثل الاتحاد التركي الإسلامي واتحاد مراكز الثقافة الإسلامية منذ فترة طويلة على دفع حكومات ولايات في ألمانيا إلى الاعتراف بها كجماعات دينية. فحصول هذه المنظمات على الحق القانوني في تقديم دروس دينية بالمدارس الحكومية رهن بالاعتراف بها كجماعات دينية. إلا أن الولايات الألمانية رفضت حتى الآن ذلك واعتبرت أن هذه الاتحادات ، لا تنطبق عليها الشروط القانونية والهيكلية للحصول على الاعتراف بها. وقد تم تأسيس مجالس استشارية لتمكين الاتحادات الإسلامية من القيام بتدريس الدين في المدارس وأصول الإسلام في الجامعات. وينتمي إلى المجالس الاستشارية ممثلون عن تلك المنظمات الإسلامية وحكومات الولايات. وتلعب هذه المجالس حتى الآن دور الجماعات الدينية المعترف بها. وفي خطوة أخرى اتخذت ولايات هامبورغ وبريمن وهيسن إجراءات حكومية تنص على الاعتراف بثلاثة أعياد إسلامية على أساس أنها أعياد دينية، ويعني ذلك أنه يمكن إعفاء التلاميذ المسلمين من الحضور إلى المدرسة في أيام الأعياد. كما يحق للعمال المسلمين أخذ يوم عطلة في مثل تلك المناسبات. "هذا يعني أن المسلمين يتمتعون بالحق في الاحتفال بأعيادهم ولا يحتاجون إلى موافقة السلطات والمدارس وأصحاب الأعمال للقيام بذلك" كما يستدرك إيرول بيرلي. وعلى أساس ذلك يمكن للجمعيات الإسلامية المعترف بها في الولايات الثلاث القيام برعاية المسلمين في السجون والمستشفيات وغيرها من المرافق. كما يُسمح لهم ببناء المساجد ودفن أمواتهم حسب الطقوس الإسلامية. وعبر بيرلي عن أمله في أن تؤثر التطورات الإيجابية في ولاية هيسن على ولاية شمال رينانيا فيستفاليا ، حيث إن المجلس الاستشاري هو المسؤول هناك عن القضايا الخاصة بالتعليم الديني منذ عام 2012. ويرى الاتحاد التركي الإسلامي واتحاد مراكز الثقافة الإسلامية في ذلك حلا انتقاليا فقط، كما يوكد بيرلي، مشيرا إلى أن الاتحادين يريدان أن تعترف حكومة الولاية بهما كجماعتين دينيتين وأن يسمحا لهما بتدريس الدين الإسلامي دون تدخل من حكومة الولاية. ويقول الخبير القانوني هاينريش دي فال من جامعة إيرلانغن في هذا السياق: "إذا اعتبرت ولايتا بريمن وهامبورغ الاتحاد التركي الإسلامي جماعة دينية، فقد يصعب على حكومة شمال رينانيا فيستفاليا ادعاء عكس ذلك. الاتفاقيات الحكومية في الولايات الثلاث لا تشير الى إقامة تكافؤ متساو بين الاتحادات الإسلامية والكنائس المسيحية، إذ أن هذا الاعتراف لا يخول للمسلمين الامتيازات التي تتمتع بها الكنائس المسيحية. غير أن الناطق باسم هيئة رئاسة الاتحاد التركي الإسلامي بكير ألبوغا عبر عن أمله أن يؤدي الاعتراف بالجمعيات الإسلامية كجماعات دينية إلى الرفع من مستوى المخصصات المالية الحكومية لتشجيع العمل الطوعي للجمعيات الإسلامية، إذ أن الاشتراكات التي يدفعها الأعضاء غير كافية لتمويل أنشطتها، كما يؤكد ألبوغا. هذا وإضافة إلى ولايات هامبورغ وبريمن وهيسن فمن المتوقع أن تعترف ولايات أخرى بعدد من الإتحادات الإسلامية كجماعات دينية. ويعتبر ألبوغا أنه من المحتمل أن يتم الإعلان عن اتفاقيات حكومية بهذا الشأن في كل من ولاية رينانيا البلاتينات وزارلند وبادن فورتيمبيرغ وساكسونيا السفلى، حيث بدأت هناك محادثات بين الأطراف.