رام الله - قنا
تم اليوم تدشين أول متحف فلسطيني بالضفة الغربية المحتلة في بلدة بيرزيت الجامعية قرب مدينة رام الله، حيث فتح المتحف أبوابه للجمهور.
وقام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقص شريط المتحف الذي بني بأسلوب معماري حديث، في حضور العشرات من المسؤولين ورجال الأعمال.
وقال عباس خلال الافتتاح "إن المتحف الفلسطيني سيكون حافظا لذاكرة الشعب الفلسطيني ، وراويا للأجيال القادمة بأن فلسطين وشعبها موجودون على هذه الأرض منذ الكنعانيين، ومنذ الأزل".
بدورها، قالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام:" إننا نجسد تاريخ الشعب الفلسطيني في هذا المتحف، الذي تحتضنه بيرزيت، ونتمنى أن يكون قريبا في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية" .. مشيرة إلى أن تزامن افتتاح المتحف مع اليوم العالمي للمتاحف "وهذا دليل على أن فلسطين دولة لا ينقصها إلا زوال الاحتلال الذي يحاول أن يصنع تاريخا له، لكن هذا تاريخنا وكنا هنا وسنبقى في أرضنا، الاحتلال لن يطول".
وأكد وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو "أن المتحف يأتي لترسيخ الذاكرة الفلسطينية، ورسالته هي حفظ الذاكرة الفلسطينية وتعزيز الهوية الوطنية، وهو بمثابة رسالة للعالم بأن فلسطين مصممة وقادرة على الوصول للحرية من خلال بناء المؤسسات المختلفة".. لافتا إلى أن هذا المتحف سيكون حلقة وصل بين فلسطين وخارجها، من خلال شبكة من الشبكات المحلية والعالمية، ليكون فضاء يتيح للجميع فرصة المشاركة في اكتشاف الشعب الفلسطيني والتعريف به وبتاريخه، وليشكل حيزا للإبداع، من خلال احتضان العمل الثقافي والفني والتاريخي".
وكانت فكرة المتحف قد طرحت قبل حوالي عشرين عاما، وتطورت إلى الآن، حيث قامت مؤسسة التعاون بإيجاد مصادر تمويل لإنشائه، فيما تقدر تكلفته بـ 28 مليون دولار، قائلا :" إن الجزء الأكبر من هذه الأموال حصلت عليها المؤسسة من مصادر فلسطينية" حيث أنشئ المتحف على مساحة 3500 متر مربع، ويضم قاعتين للعرض، ومكاتب وأماكن لتخزين وحفظ المقتنيات ومكانا لصيانتها، وستشهد المرحلة المقبلة تنظيم أنشطة وفعاليات ومعارض ومؤتمرات وورشات.
وقام بتصميم مبنى المتحف شركة معمارية ايرلندية صينية المتحف استنادا إلى مبدأ البناء التقليدي المنتشر في الضفة الغربية المحتلة في تجانس مع الطبيعة المحيطة به.
وتحيط بالمتحف حدائق تضم مجموعة نباتات أصلية، ونباتات تم استقدامها عبر العصور إلى الأراضي الفلسطينية.
ولن يكون متحفا بالمعنى التقليدي، بحسب المنظمين. إذ سيركز على مشاريع توثيقية وأنشطة ومعارض في فلسطين ومناطق مختلفة. ومن هذه المشاريع، التوثيق السمعي البصري 11 ألف صورة قدمتها عائلات فلسطينية مختلفة تظهر الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في فلسطين في العصر الحديث.