الرباط - المغرب اليوم
من مهرجان “موازين” إلى مهرجان “كناوة الصويرة” ومهرجان “تيميتار”، ثم مهرجانات الصيف التي تنظمها شركات الاتصالات وغيرها من الفعاليات، تبرز أن فصل الصيف ما زال يعرف دينامية لافتة للمهرجانات الفنية التي تكون متلائمة مع فترة العطلة فتعرف إقبالا كبيرا، لاسيما أن المهرجانات الثقافية بدورها تجد هذا الفصل مناسبا لعقد لقاءات معرفية؛ وهو الأمر الذي تجسد على سبيل المثال في مهرجان “ثويزا” بطنجة.
وتنظر فعاليات كثيرة إلى هذه الأنشطة كعنصر مهم وفاعل في هذه الفترة الصيفية لخلق إيرادات مالية وإنعاش الحركة السياحية، بالإضافة إلى دور هذه التظاهرات الفنية والثقافية في “خلق أجواء مميزة بالنسبة للزوار المغاربة والأجانب الذين يزورون بعض الحواضر الكبرى والفضاءات الشاطئية التي تتجهز بدورها بمنصات تعزز هذا التوجه الذي انخرط فيه المغرب لتأهيل الصناعة الثقافية”، وفق متتبعين.
وفي هذا الإطار، قال مصطفى أماليك، الكاتب العام للمجلس الجهوي للسياحة بمراكش، إن “هذه التظاهرات الثقافية المتمثلة في المهرجانات الصيفية ذات أهمية بالغة في الحفاظ على عنصر مهم وحيوي داخل المشهد السياحي، وبالتالي خلق حيوية اقتصادية ورواج تجاري، وهو التنشيط”، مسجلا أن “هذا الأخير يلعب دورا أساسيا في الجلب، خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بحدث ثقافي بارز أو بمغنّ عالمي مشهور”.
وربط أماليك، ضمن حديثه لهسبريس، الموضوع “بقدرته على ترتيب برامج مجموعة من العائلات والأفراد والمجموعات بين الأصدقاء والزملاء، إلخ”، موضحا أن “البعض يفكر في أخذ عطلته السنوية في الفترة التي يكون فيها الحدث الثقافي منظما، وهذا ما نعاينه في شهادات كثيرة، وهذه نقطة قوة تبين أهمية هذه المهرجانات الثقافية التي افتقدناها بشدة في زمن الجائحة الذي غيبها لمدة سنوات، وقد كانت الحاجة إليها واضحة في التخفيف على الناس”.
ولم ينكر الفاعل السياحي أثر هذه المهرجانات الصيفية في تحريك عجلة تنمية المدن التي تقام فيها، مبرزا أن “التركيز يجب أن يكون حول موضوعات بعينها حتى يستطيع كل مهرجان أن يستقطب معجبي العرض الذي يقدمه؛ لكون ذلك في كل الحالات سيخلق تصورا ثقافيا لديه من يستهلكه من الجمهور. ومن ثم، هذا يعزز حظوة الفاعلين في الشأن الثقافي والفني والسياحي معا، فهذه قوة المهرجانات الصيفية أنها تنعش مجالات عديدة”.
من جانبه، قال جمال السعدي، باحث وفاعل في الشأن السياحي، إن “المهرجانات الثقافية والفنية لها دور كبير في خلق التنشيط الثقافي في أية مدينة تريد أن تخلق شكلا معينا في التعاطي مع زوارها وساكنتها”، مضيفا أن “هذا يدخل ضمن استراتيجية معروفة، وهي أن منح الإشعاع لأية مدينة يتم عبر مدخلين أساسيين: مادي وغير مادي؛ والفعاليات المتماثلة تقدم وجها للمدخل غير المادي”.
واعتبر السعدي، ضمن تصريحه لهسبريس، أن “التنشيط يعتبر طرفا فاعلا في هذه العملية؛ فهو يتطلب وفقا لذلك نفسا احترافيا عاليا، ويتطلب معايير دولية تحفز المستثمرين والتعاون مع مهنيي القطاع، وذلك لنتوفر على أحداث فنية وثقافية صيفية تقطع مع الحاجة الدائمة للدعم العمومي”.
وزاد: “المهرجانات تحتاج تأهيلا بجعلها ضمن القطاع الخاص، لنضمن تكثيفها من طرف الخواص، لا سيما أن الدولة من شأنها أن تنظم مهرجانات فنية في هذه الفترة من السنة بدورها”.
وناقش الفاعل السياحي البنية التحتية التي ذكر أنها “متوفرة بالمغرب بشكل مثير للاهتمام؛ لكنها تظل بحاجة إلى المزيد من الجهود لتكرس هذه الملاءمة مع الشروط المتوفرة في الأقطار المتقدمة”، خالصا إلى أن المغرب راكم تجربة مهمة في مجال الصناعة الثقافية تحديدا، وثقافتنا وتراثنا وما نتوفر عليه دون غيرنا من فنون وألوان غنائية لها أبعاد تعريفية وإشعاعية بالمغرب وبالحضارة المغربية”.
قد يهمك أيضاً