الرئيسية » أخبار الثقافة والفنون
اللغة العربية

الرياض - المغرب اليوم

التكلّم باللغة العربية الفصحى ليس بالأمر الهيّن على كثير من أهل هذه اللغة، ذلك أن العامية صارت هي أداة التواصل الشفوي، منذ فترة طويلة، فيما انتقلت العامية، إلى الكتابة، خاصة على صفحات التواصل الاجتماعي التي كانت المنبر المسهّل للتواصل بالعامي، دون رقابة النحو أو الالتزام بضوابط الإملاء، فضلاً من جملة قوانين الإنشاء والبيان والصرف والاشتقاق.

لكن العامية الآن، كان يقابلها، في عصور أقدم، ما عُرف باللحن، وهو الخطأ في ضبط الكلمة إعرابياً، حيث كان اللحن مثل الكفر، يقول صاحبه "أستغفر الله" لو وقع فيه. إلا أن اللحن كان ظاهرة منتشرة في مختلف أرجاء المنطقة العربية، في الشام والعراق والجزيرة العربية واليمن وصولاً إلى الأندلس.

انبرى علماء العربية، منذ زمن بعيد، في وضع مصنفات تعنى باللحن، كلمة كلمة ولفظاً لفظاً. وكان عدد الكتب العربية التي وضعت في اللحن، كبيراً إلى الدرجة التي تم التعرف فيها، إلى حقيقة مؤكدة، وهي أن التكلم بالفصحى، بين عامة الناس، كان أمراً نادر الحدوث، أو مقتصرا على النخبة، حكّاماً ونحاة وشعراء.

وسعى كثير من علماء العربية، حتى المعاصرون منهم، للوقوف على أصل الفصحى، فلم يفلحوا في ذلك، لأن أصل الفصحى لا يظهر إلا في لغة القرآن الكريم، ثم ما تم تناقله من الشعر الجاهلي وما بعده. ولم يتمكن أي عالم لغوي من العثور على أي نص نحوي يفيد بأصول الفصحى، إلا بعد ظهور الإسلام، بعقود. فيما اللقى الأثرية التي تم العثور عليها، كنص (النمارة) الذي يعود تاريخه إلى عام 328 للميلاد، كان مجرد كلمات دلت على أصلها العربي الخالص، خاصة في استعمال (أل) التعريف.

كتب في اللحن، قديماً، والأخطاء اللغوية، حديثاً، ولا يزال، ولن ينقطع. ذلك أن الفصحى نخبة اللسان العربي العالي، لا يمكن التعامل معها إلا بضوابط. لكن على الرغم من شيوع حالة اللحن في اللغة العربية، قديماً، إلا أن ثمة مدناً قيل إنها بقيت تتحدث اللغة العربية الفصحى حتى وقت قريب.

وأشهر مدينة أو مكان قيل إنه لا يزال يتحدث الفصحى حتى عهد قائله، هو منطقة جبل عكاد والعكوتين المطلة على منطقة الزرائب في اليمن. وأول من قال إن هذا المكان لا يزال يتكلم باللغة العربية الفصحى، هو الشاعر اليمني نجم الدين عمارة (515-569) للهجرة، في كتابة (المفيد في أخبار زبيد).

وبحسب ما طالعته "العربية.نت" في كتب اللغة ومعجماتها، فقد تلقّف ياقوت الحموي صاحب (معجم البلدان) و(معجم الأدباء)، والمتوفى سنة 626 للهجرة، ما قاله عمارة اليمني، فعاود التأكيد على أن الفصحى ما زالت سارية في عكاد اليمنية، حتى زمنه هو أيضاً.

بعد عمارة وياقوت، جاء الفيروز آبادي، صاحب (القاموس المحيط) فضمّن معجمه ما قاله سابقاه من أن الفصحى ما زالت سارية هناك، في عكاد.
الناقل الأخير لقولة إن عكاد، ما زالت تتكلم الفصحى، كان ابن زبيد أيضا، صاحب معجم (تاج العروس) المشهور، وهو مرتضى الزبيدي، والمتوفى سنة 1205 للهجرة.

المكان الثاني في شمال إفريقيا
ثم تفاعلت القضية إلى أقصى حد، في السنوات اللاحقة، فمسألة بقاء مدينة ما على استعمال الفصحى العالية، ليست بالأمر الهيّن، فقام عبد الرحمن الكواكبي صاحب (طبائع الاستبداد) بزيارة إلى عكاد وزبيد، ثم أخبر نظراءه المصريين أنه تأكد من استعمال أهل المنطقة المذكورة، للفصحى، إنما فاجأهم بقوله إنهم كانوا يسكّنون أواخر الكلم (!) على خلاف الإعراب الذي يتطلب تحريك الكلم ليكون فصيحاً ودقيقاً.

أما المدينة الثانية التي قيل إنها ما زالت على الفصحى، فهي في شمال إفريقيا، تبعاً لما ورد في كتاب (المعسول) للعلامة محمد مختار السنوسي، والمتوفى سنة 1963 ميلادية. فقد تحدث عن زيارة إلى منطقة (تامانارت) في (أكرض) و(القصبة)، مشيراً إلى أن أغلب قاطني المكان من الصحراء السوسية، من أصول عربية ومن زمن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك. فقال عنهم: "وجلّهم يتكلم بالعربية الفصحى السليقية، لهذا العهد القريب".

المكان الثالث في المملكة العربية السعودية
مكان ثالث في الأرض العربية، ارتبط ببقاء الفصحى، على ما ذكره العلاّمة فؤاد حمزة، في كتابه المشهور (قلب جزيرة العرب) والذي كان أحد مصادر العلامة العراقي جواد علي في مصنفه (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام).

وذكر حمزة، في معرض تعريفه بالقبائل العربية التي تقطن المملكة العربية السعودية، أن قبيلة (فَهم) مشهورة بالفصاحة، "ويقال إنهم ما زالوا محافظين على لغة قريش التي كانت في صدر الإسلام".

وأضاف حمزة، أنه قام بالتحادث، مباشرة، مع بعض أبناء (فَهم) فوجد لهجتهم "أقرب اللهجات الحاضرة إلى العربية الفصحى"، كما قال في كتابه الصادر في ثلاثينيات القرن الماضي.

 

قد يهمك ايضا
تداول مقطع فيديو لمواطن هندي يتكلم العربية الفُصحى
طالبة من الأقصر تُتوَّج بالمركز الأول في مسابقة التحدث باللغة العربية الفصحى

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

أولويات ميزانية الثقافة والتواصل تثمين سجلماسة ومعرضان للألعاب والإعلام
ماستر كلاس للمخرج أشرف فايق بمركز الثقافة السينمائية الأربعاء…
24 مدينة مغربية تتدارس عطاء الأديب والناقد برادة
ندوة تناقش أداء نخب العرب في الغرب
الشاعرة المغربية ليلى بارع تصدر ديوان "همس الفراشة"

اخر الاخبار

جمعية هيئات المحامين في المغرب تخوض إضراب مفتوح احتجاجاً…
الشرطة تعلّق عن تحدث ترامب حول "حالات الغش"
ساعات التصويت تمتد في مقاطعة بنسلفانيا المؤيدة لترامب عقب…
استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك…

فن وموسيقى

سعد لمجرد يُعرب عن سعادته بتحقيق أغنيته «سقفة» أول…
أحمد السقا يكشف أسراراً من كواليس فيلم "السرب" ويتحدث…
يسرا تُعرب عن سعادتها بتواجدها في مهرجان الجونة وتُؤكد…
الموت يغيب الفنان القدير مصطفى فهمي عن عمر 82…

أخبار النجوم

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك
شيرين عبد الوهاب تعود بنشاط نسائي مميّز في الكويت
درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
هاني سلامة يعود الى السينما بعد غياب امتد لأكثر…

رياضة

محمد صلاح يحتفل بصدارة الدوري الإنجليزي ورقمه القياسي ويوجه…
وليد الركراكي يكشف مصير حكيم زياش مع المنتخب المغربي
الفرنسي هيرفيه رونار يعود لتدريب منتخب السعودية
لاعبين مغاربة خارج المرشحين لجائزة الأفضل في إفريقيا

صحة وتغذية

أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…
حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
عقار شائع للإجهاض قد يساهم في إطالة العمر ويشعل…
تناول الماغنيسيوم مع فيتامين D يُعزّز صحة العظام ووظيفة…

الأخبار الأكثر قراءة