الرباط ـ يوسف عصام
أكد الأستاذ علال البصراوي، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان في بني ملال، أن الثقافة والعلاقات الثقافية هي التي تدوم أكثر وهي متعلقة بالشعوب أكثر مما هي متعلقة بالأنظمة والمؤسسات، والمغرب اليوم لا يستثمر في الأنظمة الأفريقية وإنما في التواصل مع شعوبها، ومعنى ذلك أن المغرب يراهن على المدى المتوسط والبعيد وليس فقط في علاقات رسمية مع الدول.
وأشار البصراوي، في تصريح خص به "المغرب اليوم" عقب مشاركته في ندوة احتضنتها مدينة برشيد حول عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه المثقفون خصوصا والهيئات المدنية والأحزاب عموما بالموازاة مع الأنشطة الرسمية للدولة، عبر ربط الصلات ونشر الثقافة المغربية، والارتقاء بالمثقفين الأفارقة، وتنظيم أنشطة مشتركة.
وأضاف، أن مداخلته خلال الندوة التي نظمتها الفيدرالية المغربية للإصلاح والتوجيه التي تضم عددا من الجمعيات في برشيد، حول التحديات والرهانات لعودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، كانت حول الأدوار الموازية أو المكملة للدور الذي يقوم به المغرب رسميا، خاصة الدور الذي يمكن أن يقوم به المثقفون وجمعيات المجتمع المدني، ذلك أن المغرب اليوم يستثمر من خلال العناصر المتعلقة بالاقتصاد وتكوين الأئمة والطلبة إلى غير ذلك، ولكن الأهم من ذلك هو ما يمكن أن يقوم به المثقفون.
وقال البصراوي، إن هذا ما يعول عليه على المدى الطويل، وهو يتطلب مجهودا كبيرا فيما يتعلق بالتعرف عن قرب على الثقافة الأفريقية، أو تعرف المثقفين الأفارقة على الثقافة المغربية بما يقتضيه ذلك من الاقتراب من اللغات المستعملة أفريقيا، والتنظيم بشكل مضبوط ومهيكل لهذه العلاقات، فالمثقفون وهيئات المجتمع المدني والأحزاب وكل الفاعلين الآخرين ينبغي أن يقتربوا أكثر من أفريقيا وتاريخها وثقافتها وفنونها، حتى يكون هناك نوع من الانسجام في الأدوار بين ما تقوم به الدولة وما تقوم به باقي مكونات المجتمع المغربي.
وفي حديث عن ابتعاد المثقفين عن لعب أدوار موازية للسياسة العمومية، أشار البصراوي، إلى أنه ليس هناك اهتمام كاف بالثقافة والدليل على ذلك هو النسبة المخصصة من الميزانية العامة التي تقدر بـ2 في المائة، فنرى أن مندوبيات الثقافة لا تكاد تذكر، فهي تقوم ببعض المهرجانات والأنشطة البسيطة، وأكبر حدث تنظمه هو المعرض الدولي للكتاب في الدار البيضاء، لذلك وجب رفع قيمة الدعم المخصص للأنشطة الثقافية وإيلاء الاهتمام بها.