القاهرة - المغرب اليوم
أكد وزير الدولة بوزارة الثقافة السودانية، سيد هارون، أنه سيتم البدء في تفعيل اتفاقية التعاون الثقافي بين مصر والسودان، التي تم توقيعها في تشرين الأول الماضي بالقاهرة، اعتبارا من كانون الثاني المقبل.
وقال هارون: إن يناير المقبل سيشهد تسيير أول رحلة ثقافية برية لمجموعة من الشباب السودانيين، تبدأ من الخرطوم وتنتهي بمدينة الإسكندرية،ويعقبها رحلة عكسية شبابية من المصريين، تبدأ من الإسكندرية وتنتهي بالخرطوم.
وأشار إلى أن تلك الرحلات تعتبر أحد البنود الهامة التي تم الاتفاق عليها في اجتماعات اللجنة العليا المصرية السودانية المشتركة بالقاهرة - في جانبها الثقافي-، وتهدف لتعريف الشباب في كل دولة بتاريخ وحضارة وثقافة الدولة الأخرى،من خلال رحلات برية تتيح للمشاركين فيها رؤية المدن والقرى والآثار والمعالم السياحية بكل من الدولتين، فضلا عن تواصل الشباب من البلدين مع بعضهما البعض، وتعميق الروابط والصداقات بينهما، بما يدعم العلاقات الشعبية والثقافية بين البلدين.
وأضاف هارون، أنه يعتبر الثقافة والفنون من أهم عوامل ودعائم التواصل والأرتباط بين شعبي مصر والسودان، ويمثلان قوة جبارة من الممكن - إذا أحسن استغلالها - أن تساهم في دفع التعاون والتكامل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولذلك فإن التعاون في هذا الشأن يحظى باهتمام كبير من الرئيسين عبد الفتاح السيسي وعمر البشير.
وبشأن العلاقة بين مصر والسودان.. أكد وزير الدولة بوزارة الثقافة السودانية سيد هارون، أن البلدين أزلية وراسخة، والتعاون بينهما في المجال الثقافي يتم بشكل يومي،ولكننا نحتاج إلى تقويته وتدعيمه وإبرازه، خلال الفترة الحالية ومستقبلا، لأن جيل الشباب في الدولتين بحاجة لمعرفة هذه الروابط والتأكيد عليها.
ونوه هارون، بأن وزارتي الثقافة في كل من مصر والسودان،تسعيان لتنفيذ اتفاقية التعاون بكل بنودها، من خلال التعاون في إقامة المهرجانات والمعارض الفنية والأدبية والثقافية، وكذلك تبادل زيارة الفنانين من الجانبين وتنظيم حفلات لهم، لتعريف كل شعب بفنون وثقافة الآخر، عن قرب وبشكل مباشر، بما يعمق الروابط بين الشعبين، فضلا عن دعم التوسع في إنشاء المسارح ودور السينما في السودان.
وتابع قائلا:- " نحن في مصر والسودان، مطلوب منا أن نوحد الشباب العربي، خاصة في مجال السينما، ونتحرك بها إلى أفريقيا"، مضيفا" إن مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، كان هدفه الأساسي كيف يدخل العالم العربي إلى أفريقيا ثقافيا، والعكس، من خلال السينما، فهذه هي الرسائل التي نسعى لإيصالها، وهذه هي إشارات البدايات الصحيحة، وإن شاء الله نحقق مبتغانا، في البلدين الشقيقين ".
وفيما يتعلق بحدوث تراجع في عدد دور العرض بالسودان..أشار هارون أنه كان هناك أكثر من ٢٠ دار عرض، لم يتبق منها سوى اثنين أو ثلاثة، ولكن لظروف معينة، مؤكدا أن هناك حركة شبابية تضم أكثر من ١١ مجموعة، تعمل كلها نحو هذا الاتجاه، وفي خلال سنوات معدودة، سوف يكون هناك انتشار كبير لدور السينما في مختلف أنحاء البلاد، خاصة الخرطوم العاصمة.
وأكد أن العلاقة الثقافية بين مصر والسودان - فيما يتعلق بالكتاب والجريدة والمجلة - مسألة تاريخية ولها عمق كبير، لافتا إلى أن المئات من دور النشر المصرية، تشارك في معرض الخرطوم الدولي السنوي للكتاب، معربا عن تطلعه لتوسعة مشاركة الكتاب والناشرين السودانيين، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، خلال السنوات القادمة، تدعيما للحركة الثقافية بين شعبي وادي النيل.