الدار البيضاء ــ يوسف عصام
أكّد دكتور اللسانيات والكاتب عبد الكبير الحسني، أنّ ""المستعمل" مفهوم مرتبط بصلاحية المنتوج الذي له بداية ونهاية، في حين أن الكتاب له بداية ولا نهاية له مادام هناك قراء يحيونه بالقراءة المستمرة، فهناك كتب تستعملها فتعلمك وكتب تربيك، وكتب تستعملها فتنسى كأنها لم تكن، وفي كل الحالات لا يمكن قياس صلاحيتها لأنها تبصم فيك عميقا"
وطالب الحسني على هامش تنظيم الدورة العاشرة ل"معرض الكتاب المستعمل" الذي تحتضنه ساحة السراغنة في الدار البيضاء من 1 إلى 30 نيسان/أبريل الجاري، بضرورة إعادة النظر في مفهوم المستعمل واستعاضته بمفهوم يرتبط أكثر بالقراءة، داعيًا إلى الإبتعاد بالكتاب عن هذا القاموس فحياة الكتاب دائمة وهو لا يموت أبدا بل "وجب أن نكبر به ونكبر لأجله".
وبيّن الدكتور مصطفى سلام، أنّ "المستعمل اصطلاح لا يحصر معنى بعينه، كما لا يقصي معنى معينا، فلا معنى للمبتذل أو المتجاوز أو الذي لا فائدة فيه، أما الكتاب فهو دائما مفيد، وليس الكتاب بالضبط ولكن العبرة بالأفكار المتضمنة فيه: هل لا زالت ذات نفع أم لا؟ أما من الناحية الوظيفية، فحتى الأفكار يتم تجاوزها ويتم التخلي عنها وكأنها أصبحت بمنطق الزمن والتطور، المسألة ربما ترجع إلى ثقافة "سوق المتلاشيات" حيث هناك منطق الجديد والمستعمل، وهذا التصنيف له إيقاع اقتصادي كما له خلفيته الاجتماعية، والكتاب في هذا السياق يفقد قدسيته".
واعتبر الشاعر والقاص محمد محضار، أنّ ربط كلمة المستعمل بالكتاب يميل إلى القدح بعض الشيء، لكنه عرف ترسخ لدى العموم وخاصة مرتادي هذا المعرض، وأضاف أن العبرة بالفعل لا بالإسم المتداول والكتاب له قيمته الاعتبارية بدليل أن هناك كتبا في طبعات قديمة تعتبر دررا فعلا، لأن حصر الأمر في المصطلحات لن يغير من الواقع شيئا وسيجعلنا نتحرك في دائرة مغلقة.